أخبار السياسة المحلية

«لجنة المعلمين» بمحلية الخرطوم تكذّب تصريحات مسؤولين حول عودة الدراسة

الخرطوم – صقر الجديان

نفت لجنة المعلمين السودانيين بمحلية الخرطوم، انتظام العملية التعليمية بنسبة 100% وتوفير الكتاب المدرسي بالكامل بالمحلية.

وكان مدير الشؤون التعليمية بالمحلية، عمر الحاج أبو هريرة، قد صرّح للوكالة السودانية للأنباء  بـ “اكتمال انتظام الدراسة بجميع المدارس بنسبة 100%”.

كما أشار المدير التنفيذي للمحلية عبد المنعم البشير إلى “توفر الكتاب المدرسي بنسبة 100% واستجلاب 100 ألف وحدة إجلاس جديدة”.

ووصفت لجنة المعلمين هذه التصريحات بأنها “حزمة من الأكاذيب والاباطيل”، مؤكدة أن الواقع على الأرض مختلف تماماً، إذ أن معظم سكان المحلية – بمن فيهم المعلمون والتلاميذ – نازحون أو لاجئون، بينما تعاني المنطقة من انهيار الخدمات الأساسية وانتشار الأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، إلى جانب انقطاع المياه والكهرباء.

أوضاع المدارس الثانوية

وأوضحت اللجنة، عبر بيان الجمعة، استناداً إلى حصر إدارة المرحلة الثانوية بالمحلية، أن عدد المدارس الكلي يبلغ 54 مدرسة (48 أكاديمية و6 فنية ودينية)، لكن بسبب النزوح والغياب السكاني الكبير، جرى دمج الطلاب في 10 مدارس فقط، والطالبات في 15 مدرسة، ليصبح إجمالي المدارس العاملة 25 مدرسة فقط، أي أقل من 50% من العدد الكلي.

وبحسب البيان، يبلغ عدد الطلاب المتواجدين حالياً 373 طالباً فقط، مقابل 651 طالبة، أي ما مجموعه 1,024 طالباً وطالبة.

فيما يبلغ عدد المعلمين والمعلمات 187 شخصاً فقط، بمتوسط 8.2 معلم لكل مدرسة، أي بعجز يقارب 49%، و7 معلمات فقط في كل مدرسة، أي بنقص يفوق 50%.

وأشارت اللجنة إلى أن الكتاب المدرسي لم يُوفّر بنسبة كاملة كما ادعت المحلية، بل لم تتجاوز نسبته 70% في أفضل الأحوال، وأن المركز القومي للمناهج أصدر نشرة مفردات للصف الأول الثانوي (15 مادة) ليقوم المعلمون بصياغة المحتوى بأنفسهم، وهو ما اعتبرته اللجنة عبئاً إضافياً على المعلمين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ عامين.

وذكرت لجنة المعلمين السودانيين، أن عدد المدارس الابتدائية والمتوسطة يبلغ 188 مدرسة موزعة على أربعة قطاعات (الخرطوم وسط وشمال – الشجرة وغرب – الخرطوم شرق والبراري – الشهداء وسوبا)، متسائلة عما إذا كانت هذه المدارس تعمل فعلياً بكامل طاقتها في ظل غياب المعلمين والطلاب.

وأكدت  أن استئناف العملية التعليمية لا يمكن أن يتم إلا بزوال أسباب توقفها، وفي ظروف صحية آمنة تتوفر فيها مقومات الحياة الأساسية وخدمات التعليم، بما يشمل دفع الرواتب المتأخرة والعلاوات المستحقة للمعلمين.

ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع نزوحًا واسعًا وانهيارًا شبه كامل للبنية الخدمية، وكان التعليم من أكثر القطاعات تضررًا، ما جعل عودة التلاميذ والطلاب إلى مقاعد الدراسة محفوفة بالمخاطر والتحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى