الجيش السوداني يعلن مقتل أجانب في الفاشر والسلطات تتهم الدعم السريع بقصف مراكز الإيواء

الفاشر – صقر الجديان
الجيش السوداني أعلن، الأربعاء، أنه تمكن من قتل عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين تسللوا إلى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في وقت اتهمت فيه السلطات المحلية قوات الدعم السريع بالاستهداف المتعمد لمراكز إيواء النازحين.
وأوضح بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة – مقر الجيش في الفاشر – أن قواته نصبت كمينًا محكمًا أسفر عن مقتل عدد كبير من الكولومبيين والأوكرانيين، بينهم خبراء في تشغيل الطائرات المسيّرة والمنظومات التقنية، حاولوا التمركز في مبانٍ مرتفعة داخل الأحياء السكنية.
وأضاف البيان أن قوات الجيش تصدت كذلك لمجموعات أخرى بمنطقة “كركر” شرق الفاشر، وأسفرت المواجهات عن مقتل قيادات بارزة في صفوف مليشيا الدعم السريع.
ونشرت منصات إعلامية تابعة للجيش مقاطع مصورة لجثث عدد كبير من مقاتلي الدعم السريع الذين قُتلوا أثناء محاولتهم التقدم نحو وسط المدينة من المحور الجنوبي، وفق ما أكد قائد ميداني في القوة المشتركة المساندة للجيش.
كما نجحت القوات الحكومية، الاثنين الماضي، في تنفيذ عملية إنزال جوي هي الأولى منذ إسقاط الدعم السريع لطائرة عسكرية قرب الفاشر في الثالث من أبريل.
من جانبه، قال مدير إدارة النازحين والعودة الطوعية بمفوضية العون الإنساني في شمال دارفور، حسن صابر جمعة، إن قوات الدعم السريع كثفت خلال الأيام الأخيرة قصف مراكز الإيواء والتجمعات السكنية بصورة ممنهجة، في محاولة لإفراغ المدينة من سكانها.
وكشف عن وجود نحو 250 ألف نازح موزعين على 127 مركز إيواء، إضافة إلى آلاف الأسر المستضيفة داخل الفاشر، جميعهم بحاجة عاجلة للغذاء والدواء.
وأشار إلى أن الدعم السريع استهدفت المتاجر الصغيرة بعد تدمير الأسواق والمستشفيات ومصادر المياه، كما واصلت القصف على حي “الدرجة الأولى”، وهو آخر الأحياء المكتظة بالمدنيين.
وطالب جمعة مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات صارمة على قادة الدعم السريع لتورطهم في “جرائم ضد الإنسانية”، داعيًا إلى تطبيق القرار 2736 الذي ينص على إنهاء حصار الفاشر.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة منذ أبريل 2024، عبر حواجز ترابية تمتد لنحو 68 كيلومترًا حولها، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل منع وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين.