أخبار السياسة العالمية
“لحظة فارقة للصحراء المغربية: مجلس الأمن يناصر الحكم الذاتي وخطاب الملك محمد السادس يفتح آفاق السلام”
✍️ محمد مدثر
أصدر مجلس الأمن الدولي مؤخرًا قرارًا دعم فيه مقترح المغرب للحكم الذاتي للصحراء المغربية تحت سيادته، في خطوة اعتبرها محللون دوليون دبلوماسية مهمة للمملكة المغربية.
بالتوازي، ألقى الملك محمد السادس خطابًا رسميًا عبّر فيه عن رؤيته للتطور، داعيًا إلى الحوار مع الجزائر وإعادة ربط المُهجّرين من مخيمات تندوف بوطنهم.
هذا التطور يمثّل نقطة تحول في النزاع الذي طال أمده منذ عقود.
التداعيات السياسية والدبلوماسية
- القرار يمنح مقترح الحكم الذاتي دفعة قوية على الصعيد الدولي ويضعف خيارات البوليساريو للضغط على المنصّة الأممية.
- التصويت شهد 11 دولة لصالح القرار، و3 امتناعًا، ما يبرز تباين المواقف الإقليمية ويؤكد أهمية التحرك الدبلوماسي المغربي.
- خطاب الملك دعا إلى إعادة الحوار مع الجزائر ووجه رسالة مباشرة لسكان مخيمات تندوف للانضمام إلى مسار التنمية والوحدة، مؤكدًا أن المغرب يسعى إلى حل سلمي وواقعي بعيدًا عن منطق الصراع.
التداعيات الأمنية
- استمرار بعض فصائل البوليساريو في رفض القرار قد يؤدي إلى توترات محدودة على الأرض، خصوصًا في المناطق الحدودية.
- القرار لا يلغي الحاجة إلى استمرار دور بعثة الأمم المتحدة (MINURSO)، التي ستتابع المسار التفاوضي وتراقب أي خروقات أمنية محتملة.
- المخاطر الإقليمية تشمل تداعيات على الأمن في الساحل، بما في ذلك مالي والنيجر، نتيجة تحرك قوى إقليمية ودولية لضمان مصالحها الأمنية.
التداعيات الاقتصادية والتنموية
- القرار الدولي يعزز الشرعية لمشاريع التنمية في الأقاليم الجنوبية، بما يشمل البنية التحتية والطاقة والمناجم.
- خطاب الملك شدد على ضرورة إشراك سكان تندوف لضمان شرعية اجتماعية ومساواة في التنمية، وهو عامل أساسي لتجنب التوتر الاجتماعي.
- استمرار الاستثمار في المنطقة يرتبط بمدى قدرة الأطراف على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
- الجزائر عبرت عن موقف تحفظي ورفض أو امتناع عن التصويت، مما قد يطيل أمد النزاع أو يدفعها للتحالف مع أطراف دولية داعمة للبوليساريو.
- دول الساحل وغرب إفريقيا تتابع التطورات عن قرب، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن والحدود، بينما قد تعزز بعض الدول التعاون مع المغرب لتأمين مصالحها.
- الاتحاد الأوروبي وإسبانيا أبدت دعمها لصيغة الحكم الذاتي المغربية أو رغبتها في حل عملي لتجنب تصعيد أمني واقتصادي في المنطقة.
السيناريوهات المستقبلية
- التفاوض والمشاركة: نجاح المسار التفاوضي مع بوليساريو والمجتمع الدولي قد يؤدي إلى استقرار تدريجي وتنفيذ مشاريع تنموية.
- الجمود والمقاومة: رفض الفصائل للقرار قد يطيل النزاع ويزيد التوتر الحدودي والإقليمي.
- إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية: التحولات الدبلوماسية قد تغير خرائط التحالفات في شمال وغرب إفريقيا، بما يشمل التعاون الأمني والاقتصادي.
خاتمة
قرار مجلس الأمن وخطاب الملك محمد السادس يمثلان فرصة للمغرب لترسيخ مبدأ الحكم الذاتي وتعزيز دوره الدبلوماسي، بينما يبقى التحدي تحويل الزخم الدبلوماسي إلى واقع عملي على الأرض، مع ضمان مشاركة فعالة للسكان المحليين، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتعزيز التنمية الاقتصادية.
السيناريو المثالي يتمثل في حل تفاوضي سلمي ومستدام يضمن العدالة والحقوق لجميع الأطراف.




