أخبار الاقتصاد العالمية

لماذا تنهار العملات المُشفّرة

 

رصد تحليل مالي عدة أسباب لانهيار أسعار العملات المشفرة على مدار الأسبوع الماضي. وبحسب التحليل، فقد خسرت «بتكوين»، أعلى العُملات المُشفّرة من حيث القيمة، ما يتجاوز 7 % من قيمتها الجمعة فقط، ما يعني أنها فقدت أكثر من 15% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري.

ولم تُخالف باقي العُملات الافتراضية هذا الاتجاه التراجعي، ففقدت «إيثريوم»، ثاني أعلى العُملات المُشفّرة من حيث القيمة، حوالي 8% من قيمتها يوم الجمعة، أي أنها خسرت أكثر من 20% من قيمتها منذ مطلع العام.

ومع هذه الانخفاضات تبخرت ما قيمته تريليون دولار من القيمة السوقية للعملات المشفرة عموماً.

وبحسب تحليل لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، فقد صارت مشاعر المستثمرين متوترة حيال العُملات المُشفّرة والأصول التي تنطوي على مخاطرات كبيرة عموماً، منذ أن ألمح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ختام اجتماعاته الأسبوع الماضي إلى اعتزامه التراخي عن سلسلة المحفزات الاقتصادية التي بدأ يُطبقها منذ تفشي جائحة «كوفيد 19»، كما أشار المجلس أيضاً إلى أن تخليه عن المحفزات سيجري على نحو أسرع كثيراً مما كان يتوقعه المراقبون.

وأورد التحليل سبباً آخر يتمثل في اتجاه عدد من الحكومات إلى اتخاذ مواقف صارمة حيال العُملات الرقمية. وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد أفادت يوم الخميس الماضي بأن المصرف المركزي الروسي قد تقدم باقتراح لإصدار قرار يحظر استخدام العملات الرقمية أو التنقيب عنها، وذلك بدعوى أن تلك العملات قد تسبب تهديداً للاستقرار المالي في روسيا.

ومن الجدير بالذكر أن روسيا تُعد واحدة من أكبر دول العالم في حجم عمليات التنقيب عن العملات الافتراضية. ويأتي الاقتراح الروسي بعد أشهر قليلة من إعلان الصين عن حظر كامل على كافة أشكال تداول العملات المُشفّرة والتنقيب عنها. وثمة حكومات أخرى تبحث أيضاً اتخاذ خطوات مُماثلة بدرجات متفاوتة.

فعلى سبيل المثال، أعلنت الهند في نوفمبر الماضي عن التحضير لطرح مشروع قانون سينظم التداولات في العُملات الرقمية، إلا أنها لم تُفصح حتى الآن عن أي تفاصيل بشأن هذا القانون. وعلاوة على ذلك، صرح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الأسبوع الماضي، قائلاً إن التعاون العالمي مطلوب للتصدي للمشاكل التي قد تتسبب فيها العُملات المُشفّرة.

وبدورها، ذكرت شبكة «سي إن بي سي» في تحليل آخر سبباً ثالثاً، وهو التضخم، فقد عزز الارتفاع في الأسعار توجُّه المستثمرين إلى الإحجام عن الأصول الخطرة، خاصةً مع توالي الإشارات إلى تبني «الاحتياطي الفيدرالي» سياسات نقدية أكثر تشدداً.

ولكن على الجانب الآخر، فليس الجميع متشائمين حيال مُستقبل العُملات الافتراضية، فلم يستبعد بنك «جولدمان ساكس» العالمي الشهير في تقرير أصدره مطلع الشهر الجاري أن يبلغ سعر «بتكوين» 100.00 دولار، أو يتجاوزه في غضون السنوات الخمس المُقبلة. وأكد البنك في تقريره أنه يتوقع أن تجني «بتكوين» أرباحاً قوية في المُستقبل، ذلك أنها ستنتزع من الذهب حصة سوقية كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى