لماذا قد يؤدي استهلاكك للكافيين إلى صداعك وكيف يمكن تخفيفه؟
الكافيين والصداع لهما علاقة معقدة. وفي الواقع، يمكن للكافيين أن يخفف أو يحفز الصداع، اعتمادا على مقدار ما نستهلكه، ومدى تكرار ذلك.
والكافيين، هي منبهات الجهاز العصبي المركزي، تظهر في المشروبات الغازية، والمشروبات الرياضية، والقهوة، والشاي، والشوكولاتة، وغيرها، لذلك من السهل معرفة سبب استهلاك البالغين له بانتظام.
قد يساعد الكافيين في تخفيف الصداع
عادة ما يكون الألم الذي تعاني منه مع الصداع، وخاصة الصداع النصفي، ناتجا عن تضخم الأوعية الدموية حول الدماغ، ما يزيد من كمية تدفق الدم إلى الدماغ. ويؤدي هذا التغيير في تدفق الدم إلى عدد من الآليات المعقدة في الدماغ والتي يمكن أن تؤدي إلى الصداع.
ومن المعروف أن الكافيين يضيق هذه الأوعية الدموية، وهذا يعني أنه يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، ونتيجة لذلك، يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الصداع النصفي.
وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت عام 2009 في مجلة Human Brain Mapping Journal أن الكافيين يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ بمعدل 27%.
وبهذه الطريقة، يمكن أن يساعد الكافيين في منعك من الإصابة بالصداع النصفي في المقام الأول، وكذلك تخفيف الألم بمجرد أن يكون لديك بالفعل.
ويمكن أن يساعد الكافيين أيضا في تخفيف الصداع عن طريق تحسين فعالية مسكنات الآلام. وفي الواقع، إنه عنصر أساسي في أدوية الصداع مثل Excerdine وAnacin، لأنه يساعد على امتصاص المكونات النشطة في الدواء.
وعلى سبيل المثال، قامت مراجعة نُشرت عام 2017 في مجلة The Journal of Headache and Pain بدراسة نتائج سبع تجارب مختلفة مضبوطة على مرضى يعانون من الصداع النصفي أو صداع التوتر على مدار 40 عاما. ووجد الباحثون أن أدوية تخفيف الآلام التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تحتوي على مادة الكافيين تعمل بشكل أسرع وأكثر فاعلية من مسكنات الآلام وحدها.
ومع ذلك، فإن العلم ليس واضحا بشأن هذا الارتباط، وكانت هناك العديد من الدراسات المتضاربة حول الصلة بين الصداع وتناول الكافيين، حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Headache Pain عام 2016 أنه عندما يتوقف مرضى الصداع النصفي عن شرب الكافيين، بعد شربه كل يوم، يصبح الدواء الذي يتناولونه لعلاج الصداع النصفي أكثر فعالية.
ووفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، إذا كان الكافيين يساعد في الصداع أو الصداع النصفي فذلك يعتمد على عدد مرات الإصابة به:
– إذا كنت تعاني من نوبات صداع نصفي عرضية، تصل إلى 14 نوبة صداع شهريا، يمكن أن يساعد الكافيين، ولكن فقط إذا حددته بما لا يزيد عن 200 ملغ في اليوم. وأي كمية تفوق ذلك سترفع من خطر إصابتك بالمزيد من الصداع أو الصداع النصفي.
– إذا كنت تعاني من صداع يومي، فعليك تجنب الكافيين تماما.
يمكن أن يؤدي الكافيين إلى حدوث الصداع
قد لا يساعد شرب الكثير من الكافيين في تخفيف الصداع، في بعض الأحيان. على سبيل المثال، إذا قمت بزيادة تناول الكافيين، ولكن لا تزيد من كمية المياه التي تشربها، فيمكن للكافيين أن يسبب صداعا بشكل غير مباشر عن طريق التسبب في زيادة الجفاف.
وإذا توقفت فجأة عن تناول الكافيين أو قللت من تناوله بعد تعاطيه بانتظام، عادة أكثر من 200 مغ يوميا لأكثر من أسبوعين، فقد تشعر بأعراض انسحاب الكافيين.
ووفقا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، فإن الصداع هو العارض الرئيسي لانسحاب الكافيين.
ولأن الكافيين يضيق الأوعية الدموية حول الدماغ، فإنه بمجرد أن تتوقف عن تناوله بانتظام، فستتوسع الأوعية الدموية. وهذا يسبب زيادة كبيرة في تدفق الدم إلى الدماغ، ما يمكن أن يؤدي إلى الصداع النصفي.
وإذا كنت ترغب في الإقلاع عن الكافيين، فلا تتوقف فجأة، بل قلل من تناولك إياه تدريجيا على مدار أيام قليلة. ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل الصداع الشديد الناتج عن الانسحاب.
ووفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، من الممكن تجنب أعراض انسحاب الكافيين عن طريق تقليل تناولك إلى 25 مغ من الكافيين يوميا.
وبشكل عام، من المهم تناول الكافيين باعتدال. وبهذه الطريقة، يمكن تجنب أي نوبات انسحاب محتملة. والكمية المناسبة تقدر بأقل من 400 مغ من الكافيين يوميا، وهذا يعادل كوبين إلى أربعة فناجين من القهوة، اعتمادا على مدة تخميرها، بالإضافة إلى مدى قوة القهوة التي تشربها.