لماذا لا ينبغي الذعر من أنباء عودة العدوى بـ”كوفيد-19″؟
بعد ساعات فقط من توثيق أول حالة إعادة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في العالم في هونغ كونغ يوم الاثنين الفائت، أفاد باحثون بأن امرأة في بلجيكا أصيبت بالفيروس للمرة الثانية.
واستخدم الخبراء الاختبارات الجينية، التي قارنوا فيها نسخ الفيروس الموجودة في العدوى الأولى والثانية، لتأكيد أن العدوى المتكررة كانت حالات ثانية مميزة، وليست مجرد آثار طويلة الأمد للعدوى الأولى لدى الأفراد.
وعندما سئلت عن حالة الإصابة مرة أخرى في هونغ كونغ، قالت ماريا فان كيركوف، القائدة التقنية لـ”كوفيد-19″ في منظمة الصحة العالمية: “لا أريد أن يخاف الناس. نحتاج إلى التأكد من أنهم يفهمون أنهم عندما يصابون، حتى عندما يكون لديهم عدوى خفيفة، فإنهم يطورون استجابة مناعية”.
وأكد باحثون عودة عدوى “كوفيد-19” مرة أخرى لدى شخص مسن يعاني من ضعف في جهاز المناعة في هولندا، وذلك في حديث مع “بزنس إنسايدر” يوم الثلاثاء من قبل Erasmus MC، حيث تعمل عالمة الفيروسات ماريون كوبمانز. (لم يُعلن عن بياناتها المتعلقة بالحالة حتى الآن، واستشهدت Erasmus بقوانين الخصوصية الهولندية عندما سئلت عن التفاصيل).
وقالت كوبمانز في مقابلة حول حالة عودة العدوى، مع الإذاعة العامة الهولندية NOS: “لا يعني مجرد تكوين أجسام مضادة أنك محصن”.
ولكن، حتى لو لم يطور الشخص مناعة كاملة ضد الفيروس، وأصابته العدوى مرة أخرى، يبدو أن الجسم يتذكر أمراضه السابقة. وبالإضافة إلى الأجسام المضادة، تعمل الخلايا التائية والمكونات الأخرى للجهاز المناعي للشخص، معا لمحاربة العدوى النشطة بشكل أفضل في المرة الثانية.
ويبدو أن هذا هو ما حدث في بلجيكا، حيث تم تشخيص امرأة في الخمسينات من عمرها أصيبت بالفعل بفيروس كورونا في مارس، للمرة الثانية بالعدوى في يونيو.
ولم يعلن عالم الفيروسات البلجيكي، مارك فان رانست، بعد البيانات الكامنة وراء ادعائه، لكنه قال إن المرأة طورت عددا قليلا جدا من الأجسام المضادة بعد إصابتها الأولى، وتوقع أن هذا قد يكون سبب تعرضها للإصابة مرة أخرى (على الرغم من أن حالتها الثانية كانت خفيفة).
وقال فان رانست لمحطة VRT news البلجيكية العامة: “كنا نفضل أن يكون الوقت بين إصابتين أطول. إن الأجسام المضادة من الإصابة الأولى لا تساعد بشكل كاف في منع العدوى الثانية”.
وأوضح أن المزيد من حالات إعادة العدوى هذه، التي تبدو نادرة، من المرجح أن تستمر في الظهور في الأشهر المقبلة، حيث تتضاءل مناعة الناس ضد فيروس كورونا (من الإصابات السابقة). وأضاف: “ربما سيكون هناك المزيد ممن سيصابون بالعدوى مرة ثانية بعد ستة أشهر أو تسعة أشهر”.
وتبين أن التقارير السابقة عن 260 حالة إعادة إصابة بـ”كوفيد-19″، من كوريا الجنوبية في أبريل، كانت حالات باقية للعدوى نفسها. وأبلغ عن حالة إصابة ثانية محتملة في الولايات المتحدة في يونيو، وثلاث حالات أخرى في يوليو في فرنسا.
ولكن هذه الحالات لم تُعتبر إعادة إصابة مؤكدة بسبب مرور وقت أقل بين الاختبارات الإيجابية، ولم يقم العلماء بإجراء تسلسل جيني للفيروسات.
– لماذا لا تكون حالات الإصابة مرة أخرى غير متوقعة أو سببا للذعر؟
توقع العديد من علماء الأوبئة أن تكون مثل هذه العدوى المتكررة بفيروس كورونا ممكنة.
وقال فلوريان كرامر، عالم اللقاحات وخبير الفيروسات في كلية Icahn للطب في Mount Sinai في نيويورك: “يمكن أن تصاب بالعدوى بشكل متكرر بمجرد أن تنخفض مناعتك”، وفقا لـ”بزنس إنسايدر”.
وفي حديثها مع “رويترز” قالت كوبمانز: “عودة العدوى إلى شخص ما، لا يجعلني أشعر بالتوتر. علينا أن نرى ما إذا كان ذلك يحدث كثيرا”.
وفي الواقع، توقع كرامر أن العدوى الثانية لـ”كوفيد-19″، ستكون بشكل عام أقل حدة من المرض الأول.
ويمكن أن ينطبق الأمر نفسه على لقاحات فيروس كورونا، بمجرد تطويرها: حتى لو لم تحم الناس من العدوى بنسبة 100%، يمكن للقاحات أن تساعد أجهزة المناعة لدينا على محاربة هذا المرض بشكل أفضل.