لهذه الأسباب.. الإخوان فرحوا بوفاة السيناريست وحيد حامد
تناول الكاتب والسيناريست المصري الراحل وحيد حامد في أعماله، العديد من القضايا السياسية بأسلوب جريء وبذكاء شديد.
واستطاع الكاتب الراحل تمرير أفكاره للناس عبر شاشة السينما والتليفزيون بشكل بسيط يفهمه الجميع.
حوار وحيد حامد الجريء، وقدرته على الاقتراب من ملفات شائكة جعل الكل يتساءل عن مصدر قوته، والعكاز الذي اتكأ عليه في مواجهة خصومه.
وكشف “حامد” عن مصدر قوته، في العديد من البرامج التليفزيونية قائلا إنه “مثل صيد السمك، يعتمد على ذراعه لتوفير لقمة العيش، ولا يعمل لصالح أحد، يقف في وجه الإرهاب من أجل الناس، وينتقد السلطة أيضا من أجل الناس”.
هكذا كان يفكر الكاتب الكبير، الذي وافته المنية صباح السبت، عن عمر ناهز الـ77 عاما، فقد كانت قوته في حريته، وانحيازه للناس دائما.
وعقب رحيل الكاتب الكبير، انطلقت منصات جماعة الإخوان الإرهابية للتعبير عن سعادتها بوفاته، وامتلأت صفحات جماعة الإخوان بمنشورات مفعمة بالغل والشماتة.
من جانبه، قال الناقد المصري طارق الشناوي لـ”العين الإخبارية” إن الجماعة لا تعرف أن للموت والمرض حرمة، فلا شماتة في الموت أو المرض.
وأضاف أن “وحيد حامد أزعج جماعة الإخوان وكشف أكاذيبهم وقال لي ذات مرة إنه عندما شرع في كتابة مسلسل “الجماعة” الذي يرصد تاريخ نشأتها اتصل به رجال ينتمون لجماعة الإخوان وعرضوا عليه عدة مراجع وكتب عن الجماعة لكنه رفض، وقال لهم “عندي مراجعي الخاصة ولا أتبنى وجهة نظر أحد”.
وتابع الشناوي أن معظم أعمال وحيد حامد، انتقد من خلالها ممارسات جماعة الإخوان، وأكد أنها لا تصلح لحكم مصر، وأنها دموية ومتطرفة وتتخذ الدين ستارا لها، ومن أهم أعمال وحيد التي انتقدت ممارسات ومنهج الجماعة “طيور الظلام، العائلة، الوعد، المنسي، دم الغزال”.
قلم في مواجهة الرصاص
كان وحيد حامد يؤمن بأن الإرهاب فكرة، وأن الجماعات المتشددة تحاول دائما استقطاب الشباب، واستغلال فقرهم وجهلهم.
وسخّر حامد قلمه في التصدي لأفكار جماعة الإخوان، وكشف أكاذيب الجماعة بتصريحاته الصحفية ومقالاته السياسية وأعماله الفنية، إذ كان يؤمن لحد اليقين بأنها جماعة الحرب والدم، واستغلال الدين من أجل السلطة ولم يعترف بأنها جماعة تأمر بالمعروف على الإطلاق.
وعندما نتأمل مشواره سنكتشف أنه انضم لكتيبة روزا اليوسف الصحفية، ليلة اغتيال المفكر والكاتب المصري فرج فودة بعد تحريض مباشر على قتله من جانب تنظيم الإخوان الإرهابي وحلفائه، وكتب مقالات إدانة لجماعة الإخوان وقال إن دماء فرج فودة على ثوب الجماعة.
العائلة
في عام 1994، قدم وحيد حامد مسلسل بعنوان “العائلة”، وناقش فيه قضية الإرهاب، وكيف تستغل جماعات التطرف الديني ظروف الفقر لصناعة إنسان متطرف.
طيور الظلام
حماس وحيد حامد لم يعرف الهدوء يوما، فقد كان دائما يبحث عن الفكرة الجديدة، ويفتش عن الطريقة الصحيحة وتوصيلها للناس.
وعندما نظر إلى شباك التذاكر أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وجد أن الفنان عادل إمام أصبح رقم واحد، ويمتلك قاعدة جماهيرية عريضة؛ لذا راهن على الزعيم وقدم معه سلسلة أفلام جريئة، وكان الضلع الثالث في مثلث الإبداع المخرج شريف عرفة.
ويعد فيلم “طيور الظلام” إنتاج عام 1995، من أهم الأعمال التي فضحت أكاذيب جماعة الإخوان، وفي أحداث العمل يجسد عادل إمام شخصية “فتحى نوفل” المحامي الذى دفعته الظروف لممارسة الفساد السياسي، ويلعب الفنان رياض الخولي شخصية “علي الزناتي” محامي الجماعة المتشددة التي تستغل الدين لتحقيق مكاسب سياسية.
الوعد
ناقش السيناريست وحيد حامد في فيلم “الوعد” إنتاج عام 2008 فكرة التسامح، والعلاقة بين المسلم والمسيحي، وحاول في هذه التجربة الكشف عن عيوب في السلوك الإنساني، فعندما يتخلى الإنسان عن التسامح يتحول لمجرم ومتطرف، والفيلم شارك في بطولته آسر ياسين وروبي ومحمود ياسين.
دم الغزال
فيلم “دم الغزال” بطولة يسرا، ونور الشريف ومنى زكي، وجسد في هذا العمل الفنان محمود عبد المغني شخصية طبال، يتحول إلى إرهابي على يد جماعة متطرفة، ويحاول الانتقام من كل شخص يشعر أنه أهانه أو أنه شخص أفضل منه، ويظهر أمام الناس في ثوب الرجل الصالح، وفي الخفاء يريد أن يمارس الرزيلة مع راقصة، حتى لو تحت التهديد.