مأساة “الجنينة”.. نجاة والي غرب دارفور من محاولة اغتيال
الجنينة – صقر الجديان
نجا حاكم ولاية غرب دارفور، محمد عبدالله الدومة، الذي تشهد منطقته أحداث عنف، من محاولة اغتيال بالهجوم على منزله في مدينة الجنينة.
وقالت منظمة حقوقية، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، إن حاكم ولاية غرب دارفور محمد عبدالله تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، بهجوم مسلح على منزله بالجنينة.
وأوضحت هيئة “محامي دارفور”، أن مليشيات مسلحة هاجمت مقر إقامة الدومة بعاصمة الولاية بهدف اغتياله، إلا أن الحراسة نجحت في صدها مما دفعها للفرار.
وحذرت الهيئة، في بيان، من خطورة ما يجري بواسطة المليشيات المسلحة بولاية غرب دارفور، وتفشي حيازة الأفراد لمختلف أنواع الأسلحة”.
وقال مدير مكتب والي غرب دافور، محمد أحمد وفق “العين الإخبارية”، إن الوالي بصحة جيدة، ولم يصب بأي مكروه، وكذلك كل العاملين، وطاقم الحراسة.
وأضاف أن الوالي حاليا يمارس مهامه لمعالجة التداعيات التي خلفتها الأحداث ويعمل على إعادة الأمن والاستقرار لكافة ربوع الولاية.
وتشهد مدينة الجنينة عاصمة الولاية منذ السبت الماضي أعمال عنف أدت لمقتل ما لا يقل عن 100 شخص، وإصابة 132 آخرين، وفق والي الولاية.
وشكل السودان في وقت سابق الثلاثاء، لجنة للتحقيق والتحري في أحداث العنف التي جرت بمدينة الجنينة.
وبحسب بيان النيابة، فإن اللجنة مخولة بالتحقيق والتحري في الأحداث السابقة والأخيرة التي وقعت بمدينة الجنينة ومعسكر كرينديق للنازحين والتي أدت لوفاة مدنيين وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة.
وتختص اللجنة أيضا بالتحري حول تداعيات هذه الأحداث، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وقوعها والمتسببين فيها والإجراءات التي تم اتخاذها من قبل السلطات الولائية والمحلية.
واندلعت أعمال العنف في الجنينة “إثر مشاجرة بين شخصين خلفت اثنين من القتلى وجرح آخرين وحرقا لبعض المنازل المبنية بالمواد المحلية”.
والسبت، قررت الحكومة المركزية بالخرطوم، إرسال وفد رفيع بقيادة النائب العام تاج السر الحبر إلى الجنينة، فيما تم حظر تجوال شامل بالمدينة ضمن محاولات لاحتواء أحداث العنف.
وتعود تفاصيل الأحداث، وفق روايات متطابقة لشهود تحدثوا لـ”العين الإخبارية”، إلى اندلاع أعمال العنف يوم الجمعة، إثر مشاجرة عادية بين شخصين قام أحدهما بتسديد طعنات إلى الآخر ما أدى لوفاته في اليوم التالي متأثرا بجراحه.
شهود العيان أكدوا أن مجموعات قبلية مسلحة هاجمت مشرحة مستشفى الجنينة ومعسكر كريندق للنازحين المحاذي للمدينة، والذي يسكنه الشخص القاتل، واعتدت على العزل ما خلف قتلى ومصابين يجرى حصرهم، بجانب تشريد الآلاف.
وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها معسكر كرينديق الذي يأوي قبيلة المساليت، وقبائل أخرى لهجوم مسلح في أقل من عام، وكانت أحداثه الأولى خلفت 52 قتيلا وتشريد 30 ألف شخص، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وكان والي غرب دارفور، أعلن السبت، حظر تجوال شامل بالجنينة، وتفويض القوات النظامية باستخدام القوة لحسم المتفلتين.
وتأتي هذه الأحداث بعد أيام من انتهاء ولاية البعثة الأممية المشتركة لحفظ السلام بدارفور “يوناميد” التي بدأت في الانسحاب من الإقليم اعتبارا من يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.