مقالات الرأي

مالكم كيف تحكمون!

 

عندما برز اسم العليقي بعد أن رشحه هشام السوباط للعمل في القطاع الرياضي تخوف غالبية الأهلة وعبروا عن سخطهم لما وصفوه بالفوضى. وقال بعضهم إن السوباط لا يحترم الهلال ويتعامل معه كأنه إحدى شركاته، فمن العليقي وما علاقته بالهلال؟ هنا ظهر أحد رجالات الهلال وزعمائه الكبار الذين لا يقبلون المساس باسمه وسمعته، ظهر محمد حمزة الكوارتي الذي لا يتحرك إلا عندما يشعر بالخطر على الهلال، ظهر أبو مهند بقيمته الكبيرة ليدافع عن القرار، ويؤكد صحته بعد أن كشف لشعب الهلال ما كان خافيًا عليهم بخصوص الوافد الجديد الذي لم يسمعوا عنه من قبل.

قال محمد حمزة -عليه رحمة الله- إن من حسن حظ الهلال وبخته الجيد أن يكون هذا الشاب جزء من منظومته الإدارية. وتحدث عنه حديث العارف، وأكد هلاليته التي لا يحوم حولها الشك مستشهدًا برفقته لأبنائه وتحريضه لهم للذهاب مبكرًا إلى الاستاد لمتابعة المباريات الكبيرة.. قال الكوارتي إن الفتى سيفيد الهلال كثيرًا، وسيكون له شأن عظيم، فهو في ريعان الشباب يحمل الفكر والمال والحماس، ويتوجب على كل أهل الهلال أن يدعموه.

شهادة الكوارتي أزالت المخاوف وجعلت الجميع يراقب الفتى وينتظر طريقة تعاطيه مع الشأن المتعلق بفريق الكرة، والحق أن العليقي كان بقدر الثقة وأكثر وأظهر نجاعة كبيرة رغم قلة الخبرة، فمنذ أن تسنم مقاليد إدارة القطاع الرياضي اختفت المشاكل واختفت التسريبات وكل السلبيات التي كانت سمة في فريق الكرة، وصار من الصعب جداً، بل من المستحيل اختراق الفريق فأصبح للأزرق هيبة، ولعل أكثر ما ميز شخصية العليقي هو عدم تهافته على الأضواء، إذ أنه مقل جدًا في الظهور الإعلامي، ومن سابع المستحيلات أن يتحصل منه الصحفي على معلومة يمكن أن تعينه في مسعاه للانفراد أو الكسب الصحفي، فالفتى يؤمن بالسرية كركيزة لتحقيق النجاح في ما يتعلق بأمر الفريق.

بالطبع العليقي ليس هو أفضل من عمل بالهلال وحتى إذا ذهب فلن تتوقف مسيرة النادي، فقد ذهب الزعيم وقاهر الظلام والحكيم والأرباب والأسد وغيرهم من العظماء، فأين العليقي منهم؟ وهل توقفت مسيرة الهلال؟ بالقطع الهلال لا يتوقف بذهاب العليقي، ولكن ذهابه الآن يهدم الاستقرار ويعدمه تمامًا ويعيدنا من جديد إلى محطة البدايات التي تجاوزناها وهذا ما لا نتماه ولا نريده، فمشروع الفتى يمضي وفق ما هو مخطط له وقد اكتسب العليقي خبرات كبيرة في الإدارة ووضع أقدام الفريق على عتبة الطريق الصحيح، فلماذا نفرط في كل تلك المكاسب وننهش لحم الفتى وندفعه دفعًا للابتعاد؟ الهلال ظهر بشكل مشرف ورائع في النسخة الحالية من البطولة الأفريقية قياسًا على ما سبق من أعوام وعلى الظروف المعروفة للجميع، ولا يوجد سبب يجعل الأنصار يمارسون كل هذل الغضب المجنون، فلنحافظ على نادينا واستقراره ونجدد الثقة في كل من أوصلنا مرحلة مقارعة الأهلي المصري الذي تساوي القيمة السوقية لنجمه بن شرقي القيمة السوقية الكاملة لنادينا.. فمالكم كيف تحكمون!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى