مبعوث بريطانيا: مؤتمر لندن لدعم السودان لا فرض وصاية دولية
بورتسودان – صقر الجديان
قال مبعوث المملكة المتحدة الخاص إلى السودان، إن مؤتمر لندن المزمع خلال أيام يهدف إلى دعم السودان وجلب السلام، وليس فرض حلول من الخارج.
واعترض السودان على مؤتمر ينظمه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وفرنسا في 15 أبريل الجاري في العاصمة لندن، دون دعوته، وبمشاركة الإمارات وكينيا وتشاد، الذين يتهمهم بمساندة قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش.
وعقد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، لقاءً مع مبعوث المملكة المتحدة الخاص إلى السودان، ريتشارد كراودر، بحضور وكيل وزارة الخارجية حسين الأمين.
وقال كراودر، في تصريح صحفي نشره مجلس السيادة، إن “المجتمع الدولي سيتوحد لدعم السودان، حيث يستضيف وزير خارجية بريطانيا الأسبوع المقبل نظراءه في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، في أكبر تجمع دولي لدعم السودان بعد مؤتمر باريس الذي عقد في 2024″.
وأشار إلى أن هدف المؤتمر هو جلب السلام وإنهاء معاناة السودانيين، وليس ” فرض حلول من الخارج”، مؤكدًا عدم دعوة أي تنظيم سياسي سوداني لحضور المؤتمر.
واعتبر اللقاء مع البرهان بمثابة فرصة مواتية للدبلوماسية والحوار، في وقت يمر فيه السودان بالذكرى الثانية لحرب جلبت معاناة شديدة للسودانيين.
وذكر كراودر أن تقدم الجيش خلال الأيام الماضية يفتح الباب أمام مرحلة جديدة للمواطنين، مشددًا على وجود حاجة ماسة لحماية المدنيين في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وشددت قوات الدعم السريع الحصار الذي تفرضه على الفاشر منذ قرابة عام، مما أدى إلى شح شديد في السلع وارتفاع أسعارها، في وقت تحشد فيه مزيدًا من المقاتلين لشن هجوم جديد.
وتأزم الوضع في الفاشر ومخيمات النزوح قرب المدينة، خاصة زمزم وأبو شوك، بعد تعليق وكالات الإغاثة أعمالها في ظل تزايد حالات سوء التغذية وانعدام الأدوية المنقذة للحياة.
مطالب سودانية
وقال وكيل وزارة الخارجية إن المبعوث البريطاني قدم تنويرًا وافيًا لرئيس مجلس السيادة حول مؤتمر لندن وحرص بريطانيا على عدم مشاركة أي تنظيمات سودانية، حيث حُصرت المشاركة في المجتمع الدولي.
وأوضح أن البرهان شدد على أن الشعب السوداني يحتاج إلى أن “ينظر المجتمع الدولي إلى معاناته جراء الانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع وداعموها، ولوقف الانتهاكات في الفاشر ومخيمات النازحين، أكثر من حاجته إلى عقد مؤتمرات هنا وهناك!
وأبدى البرهان، وفقًا لتصريح الوكيل، رغبة السودان في أن تعمل بريطانيا من خلال موقعها في مجلس الأمن الدولي على “تغيير الصورة النمطية عن واقع الأزمة”.
ودعا البرهان بريطانيا إلى تصويب مواقفها انطلاقًا من الروابط التاريخية التي تربطها مع السودان، مؤكدًا ترحيب بلاده بأي جهد دولي يخاطب القضايا الحقيقية.
وظل السودان ينتقد سياسات بريطانيا، خاصة إرجاء جلسة في مجلس الأمن الدولي كان من المقرر عقدها في 29 أبريل 2024 لبحث إمداد الإمارات للدعم السريع بالأسلحة، قبل أن تُعدَّل أجندة المجلس في الشهر التالي لتستبدل مناقشة الشكوى بمداولات عامة حول الحرب.
وأشار البرهان إلى أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بفك الحصار الذي تفرضه على الفاشر.
ترحيب
ورحب تجمع السودانيين الشرفاء بالخارج بتصريح المبعوث البريطاني ريتشارد كراودر، بشأن عدم مشاركة أي تنظيم سياسي في مؤتمر لندن، وأنه مخصص لمعالجة الأوضاع الإنسانية.
وقال التجمع، في بيان، إن تصريحات المبعوث أظهرت تقدير المملكة المتحدة لدور الجيش في إعادة الأمن إلى الخرطوم، معلنًا استمراره في التحضير لـ “مظاهرة الكرامة” التي تُقام أمام مقر انعقاد مؤتمر لندن بالتزامن مع انعقاده.
وأشار إلى أن الهدف من المظاهرة هو رفض تبييض صورة الأطراف الداعمة لقوات الدعم السريع، وعلى رأسها الإمارات، إضافة إلى استنكار أي تهميش للحكومة وتأكيد احترام تضحيات الشعب في مقاومة التمرد والانتهاكات.
وتنظر محكمة العدل الدولية، غدًا الخميس، في دعوى قدمها السودان ضد الإمارات، تتعلق بتورط الأخيرة في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد عرقية المساليت في غرب دارفور.