أخبار السياسة المحلية

متضامنون سودانيون: لتركيا دين في أعناقنا (تقرير)

- عضو مجلس آباء بمدارس وقف المعارف التركية بالسودان: الشعب السوداني والتركي تربطهما علاقات قديمة متجذرة

الخرطوم – صقر الجديان

منذ الوهلة الأولى للكارثة، أعرب سودانيون عن تضامنهم مع تركيا بمواجهة محنة الزلزال، في محاولة لرد جانب من الجميل إليها، بعد دعمها المستمر للشعب السوداني وتقديمها عديد مساعدات إليه.

فلم يكن غريبا أن يقيم السودانيون فعاليات عزاء وتضامن وصلاة غائب على ضحايا الزلزال، إضافة إلى تقديم سلطات البلاد وكيانات مجتمعية وشعبية مساعدات للمتضررين.

وفجر 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا؛ الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني بقوة 7.6، تبعهما مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.

** عزاء بالخرطوم

بمجرد وصول أخبار الزلزال إلى الخرطوم، نظم سودانيون عديد فعاليات للتعبير عن حزنهم وتضامنهم مع المنكوبين في تركيا.

فعلى المستوى الشعبي والرسمي، فاضت السفارة التركية بالخرطوم بجموع المعزين في ضحايا الزلزال.

كما نظمت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا (خاصة)، في 13 فبراير/شباط الجاري، وقفة تضامنية بمقرها في الخرطوم، للتضامن مع ضحايا تركيا، شارك فيها سفير أنقرة بالسودان إسماعيل تشوبان أوغلو.

والجمعة، أدى عشرات السودانيين والأتراك في مدراس وقف المعارف التركية بالعاصمة الخرطوم، صلاة الغائب على أرواح ضحايا الزلزال، بحضور السفير التركي لدى السودان.

وقال عضو مجلس آباء مدارس وقف المعارف التركية بالسودان الصادق عبدالله: “شهدنا إقامة صلاة الجنازة على أرواح المفقودين جراء الزلزال في مسجد مدراس وقف المعارف التركية بالخرطوم”.

وأضاف عبدالله، للأناضول: “سنقيم أيضا أذكارا قرآنية في مركز رسائل النور (غير حكومي) بالخرطوم، للابتهال إلى الله تجاه المفقودين والمصابين”.

وتابع: “الشعب السوداني والتركي تربطهما علاقات قديمة متجذرة منذ وجود الدولة التركية (العثمانية) في السودان، وأينما نذهب نجد البصمات والآثار التركية”.

وخلال حكم الدولة العثمانية (1299-1923)، تمتع الأتراك بنفوذ مهم في السودان لأكثر من نصف قرن، ونقلوا إليه بعض عناصر الثقافة وأسلوب الحياة التركي، إضافة إلى عشرات الكلمات التي دخلت اللهجة السودانية.

واستطرد عبدالله: “التبرعات من السودانيين تجاه أشقائهم الأتراك تعتبر مبالغ رمزية، ولكنها تعبر عن التضامن تجاه الكارثة الأليمة جراء الزلزال المدمر”.

** حملات تبرع

ووسط حالة الحزن التي عمت الشعب السوداني، انطلقت حملات تقديم مساعدات قادتها منظمات مجتمعية وجهات حكومية، تأكيدا لروح التعاون والتعاضد مع تركيا، التي قدمت مساعدات إنسانية للخرطوم طوال سنوات.

بدوره، قال رئيس جمعية البخاري الخيرية (غير حكومية) أبو بكر صلاح: “نعزي أهلنا وأقربائنا وأشقائنا في تركيا، ولا نقول إلا ما يرضي ،الله وهذه أقدار يجب أن يتقبلها الإنسان المسلم”.

وأضاف صلاح، للأناضول: “رغم الظروف الاقتصادية المأساوية (في السودان)، لكن الشعب السوداني تضامن مع الشعب التركي بإرسال بعض المساعدات الإنسانية، ويعود ذلك إلى العلاقات الواسعة والقديمة”.

والأربعاء، قدمت مؤسسة مؤيد الخيرية (غير حكومية)، مساعدات إنسانية للمناطق التي ضربها الزلزال في تركيا، كما تبرعت شركتي (AACID Holding) و(Morgan Logistics)، بثمانية أطنان من التمور.

فيما أعلنت شركة “زين” للاتصالات في السودان (مشغّل هاتف محمول)، عن تخفيض 50 في المائة للاتصالات إلى تركيا، تضامنا مع الشعب التركي في كارثة الزلزال.

وفي 10 فبراير/ شباط الجاري، أعلن الجيش السوداني، في بيان، إرسال طائرة مساعدات إنسانية إلى تركيا لإغاثة متضرري الزلزال تحتوي على “مواد إيواء ودعم طبي”.

كما أوفد السودان إلى تركيا، فريقا من قوات الدفاع المدني، للمساهمة في مهمة إنقاذ ضحايا الزلزال العالقين تحت الأنقاض.

** السودانيون بتركيا

جهود التضامن مع المنكوبين من الزلزال، شملت حملات تبرع أطلقها مقيمون سودانيون في تركيا، قادتها الجالية السودانية والروابط الطلابية وعدد من الناشطين.

وقال رئيس جمعية خريجي الجامعات والمعاهد التركية بالسودان خالد أبو علي: “تأسفنا ونتأسف كثيرا للأحداث التي وقعت في تركيا” في إشارة إلى الزلزال.

وأضاف أبو علي، للأناضول: “منذ اليوم الأول أطلقنا مبادرة من حوالي 23 كيانا تضم الجاليات السودانية والروابط الطلابية في المدن التركية والشركات والأفراد والخيرين”.

وتابع: “هذه المبادرة اكتمل العمل فيها، وجمعنا مبالغ مقدرة، وتم تسليمها عن طريق الحساب الرسمي لإدارة الكوارث والطوارئ في تركيا (آفاد)”.

كما سلمت المبادرة مبلغا آخر مباشرة إلى السودانيين المتضررين الذين فقدوا منازلهم، وتم ترحليهم إلى مدينة كارابوك (شمال)، وفق أبو علي.

وشدد في ختام حديثه على أن “هذا العمل لا يكفي، بسبب الدين الكبير الذي يقع على عاتقنا كسودانيين تجاه تركيا، إضافة إلى العلاقات بين الشعبين القوية والكبيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى