صحة وجمال

“متلازمة التعب المزمن” تطارد المتعافين من كورونا

 

يمكن أن يستمر أي مرض مزمن لعقود وعادة ما يكون له جذور متعلقة بعدوى فيروسية مثل فيروس “إبشتاين بار” أو فيروس “نهر روس”، ومؤخرا يمكن إضافة فيروس كورونا المستجد إلى قائمة الفيروسات التي يمكنها أن تثير متلازمة التعب المزمن.

وتعد متلازمة الإرهاق أو التعب المزمن من أمراض المناعة العصبية وتكون عادة مصحوبة بأعراض تشمل ضباب الدماغ والتعب الشديد والألم والانحراف المناعي والشعور بالضيق بعد الجهد المبذول.

وبحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية تزايدت المخاوف بين الأطباء والخبراء من تطور هذه الحالة العصبية لدى مئات الآلاف من المصابين بكوفيد-19 أو المتعافين منه.

ويقول أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: “حتى بعد التعافي من الفيروس، تظهر أعراض ما بعد العدوى الفيروسية.. من الغريب شكوى هذا الكم الهائل من الناس من أعراض ما بعد العدوى الفيروسية التي تشبه متلازمة الإرهاق المزمن”.

ومن بين المتعافين من كورونا المستجد الذين قامت مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في الولايات المتحدة بإجراء استطلاعات لهم، أبلغ 35% عن الشعور بالتعب، وأبلغ واحد من بين كل 5 بالغين ما بين 18 و34 عاما لا يعانون من أي حالات مرضية مزمنة أنهم لا يشعرون بالتحسن بصورة كاملة.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن متلازمة الإرهاق المزمن تكبد الاقتصاد الأمريكي ما يعادل 17 إلى 24 مليار دولار بسبب الفواتير الطبية وفقدان المرضى مصدر دخلهم بسبب عدم القدرة على العمل.

ويوصي الخبراء المصابين بهذه المتلازمة المزعجة بضرورة إدارة أنشطتهم وتفهم القيود والحدود التي تفرضها على قدراتهم البدنية والإدراكية وعدم إجبار أنفسهم على القيام بها.

من جانبها قالت آمي ماك، مدير الطب الترجمي في مركز ستانفورد لتكنولوجيا الجينوم: “كوفيد-19 منحنا فرصة غير مسبوقة لتحسين معرفتنا حول الأمراض ما بعد العدوى الفيروسية”.

وأضافت أن إصابة أعداد كبيرة بمتلازمة التعب المزمن التي تشبه الموت أثناء الحياة يمكن أن تتسبب في كارثة في الصحة العامة. وخلال الأسابيع المقبلة، تأمل ماك في أن يتم الانتهاء من تطبيق هواتف ذكية يمكن من خلاله أن يتعقب الباحثون مرضى كوفيد-19 وأعراضهم للتعرف على كيفية وتوقيت تطويرهم أعراض تشبه متلازمة التعب المزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى