محاكمة الخليفي.. رفعت الجلسة والنطق بالحكم 30 أكتوبر
بيلنزونا – صقر الجديان
أسدل الستار يوم الخميس في مدينة بيلنزونا السويسرية على جلسات محاكمة القطري ناصر الخليفي مالك قنوات بي إن سبورتس ورئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، المتهم بالتحريض على ارتكاب أعمال فساد ودفع رشا لحصول قنواته على حق إذاعة مباريات كأس العالم عامي 2026 و2030.
وتمت محاكمة المسؤول القطري على مدار 8 جلسات خلال 11 يوما، عاش فيها الأخير أوقاتا عصيبة للغاية جعلت التوتر باديا عليه عند حضوره ومغادرته مقر المحكمة الفيدرالية الجنائية بسويسرا.
ومن المفترض أن تقوم المحكمة الفيدرالية الجنائية بسويسرا بإصدار حكمها في قضية فساد ناصر الخليفي يوم 30 أكتوبر/تشرين المقبل، حسب صحيفة “لوموند” الفرنسية.
الخليفي وجهت إليه من جانب المحكمة أسئلة محرجة بخصوص علاقاته المشبوهة بجيروم فالكه الأمين العام الأسبق للفيفا، الذي اعترف بسفره مع المسؤول القطري على متن طائرة خاصة بهدف ملاقاة أمير قطر، فضلا على طلب المساعدة منه من أجل شراء فيلا بيانكا بجزيرة سردينيا الإيطالية.
وكانت التحريات أثبتت قيام الخليفي بشراء الفيلا عبر شركته “جولدن هوم” بمبلغ 5 ملايين يورو، قبل أن يقوم في مرحلة ثانية بالتنازل عنها لشقيق أحد أبرز مساعديه.
كل هذه الدلائل جعلت المدعي العام السويسري يوجه يوم الثلاثاء الماضي اتهاما للخليفي بخيانة الأمانة وسوء الإدارة، وذلك أمام المحكمة الجنائية هناك.
المدعي العام وجه انتقادات لاذعة للخليفي باعتباره لم يتوقف قط عن إظهار ازدراء القواعد الأخلاقية لكرة القدم والمؤسسات القضائية السويسرية، على حد وصفه.
كريستينا كاستيلوت مساعدة المدعي العام الاتحادي لم تكن أيضا رحيمة بالثنائي فالكه والخليفي، حيث قالت في مرافعتها أمام المحكمة: “المسؤول الفرنسي لم يحترم تعهداته، حيث انتهك هذه القواعد من خلال حصوله على مبلغ نصف مليون يورو من المتهم الثالث (الخليفي) فضلا عن مفاتيح فيلا بيانكا في صفقة حصول شبكة بي إن سبورتس على الحقوق التلفزيونية لمونديالي 2026 و2030”.
وتبعا لذلك، طالبت النيابة السويسرية بسجن القطري ناصر الخليفي لمدة 28 شهرا بتهم الفساد.
جلستا الأربعاء والخميس كانتا مخصصتين لفريق دفاع الخليفي الذي أبدى تخبطا كبيرا، بعد أن حاول تحويل وجهة القضية لجوانب هامشية، محاولا جعل علاقة “تبادل” المنافع بين الخليفي وفالكه شخصية، وهو ما لم يقنع الصحافة الفرنسية، على غرار “ليبيراسيون” التي أكدت في نسختها ليوم الأربعاء أن الخليفي بات أكثر من أي وقت مضى قريبا من السجن.
وكانت السلطات السويسرية فرضت على رئيس نادي العاصمة الفرنسية العديد من الإجراءات الاستثنائية، خوفا من أن يتسبب في انتشار فيروس كورونا المستجد داخل أرجاء المحكمة.
وكشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية في هذا الصدد عن قيام السلطات السويسرية بوضعه في قفص زجاجي بشكل منعزل، كما منعته من إزالة الكمامة الطبية إلا لفترة وجيزة، وتحديدا عند استجوابه من قبل القاضي بخصوص علاقاته المشبوهة مع جيروم فالكه المسؤول السابق بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن قامت وزارة الصحة السويسرية بتصنيف قطر ضمن قائمة الدول ذات مستوى الخطر المرتفع، بسبب تفشي فيروس كورونا فيها بشكل غير مسبوق، وفشل السلطات السياسية في احتواء هذه الأزمة الصحية.