«محامو الطوارئ»: المحتجزون في سجن «بورتسودان» يعيشون وضعًا كارثيًا
بورتسودان – صقر الجديان
أفادت عضو المكتب التنفيذي لمجموعة “محامو الطوارئ” رحاب مبارك، السبت، بأن المحتجزين في سجن بورتسودان شرقي السودان يعيشون في وضع كارثي، خاصة مع تطاول أمد المحاكمات.
وانتقلت معظم مؤسسات الدولة، بما في ذلك النيابة العامة والسلطة القضائية، إلى العمل في مدينة بورتسودان التي أصبحت مركزًا لإدارة حكم البلاد بعد اندلاع النزاع.
وقالت رحاب مبارك سيد أحمد، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إن “1600 سجين في سجن بورتسودان يعيشون في ظروف سيئة، تفاقمت بعد استهداف مقار عسكرية قرب السجن، مما أثار قلق السجناء من أن المدينة أصبحت غير آمنة”.
وأشارت إلى أن الوضع في السجن كارثي، لافتقاره لأدنى معايير السلامة والعدالة.
وانتقدت تطاول فترة انتظار المحتجزين، حيث تؤجَّل قضايا الاتهام بذريعة أن أعضاء الخلية الأمنية متفرغون للعمل الميداني ولا يتمكنون من الحضور للمثول أمام المحاكم.
ويُقدِّم أحد عناصر الخلية الأمنية، وهي تنظيم يضم أفرادًا من الجيش وجهاز المخابرات والشرطة مُنح سلطات الاعتقال والتفتيش، دعاوى قانونية ضد الذين يعتقلهم، مما يجعله شاكيًا تطلب المحكمة سماع أقواله.
وأفادت رحاب أن القانون يتيح بقاء المتهم في الاحتجاز لمدة تصل إلى 6 أشهر بغرض التحقيق قبل إحالته إلى المحكمة، فيما يبقى بعض المتهمين في سجن بورتسودان لمدة وصلت إلى عام ونصف دون تقديمهم إلى محاكمة.
وشكَت من تباعد جلسات المحاكمة، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 40 يومًا، مما يخالف أعراف المحاكمات العادلة التي يجب أن تكون سريعة وناجزة.
وأوضحت أن بعض المحكومين ينتظرون شهورًا للبت في استئنافهم، رغم تقديمه خلال أول 15 يومًا من صدور الحكم.
وذكرت رحاب مبارك أن هناك 250 محكومًا عليهم بالإعدام في السجن، منهم 75 من الدرجة (أ)، بتهم التعاون مع قوات الدعم السريع وفقًا للمادتين 50 و51 من القانون الجنائي.
وبيَّنت أن هؤلاء ينتمون لفئات المعلمين، والأطباء، والمحامين، والصحفيين، والطلاب، وهم حسنو السلوك، ولا يظهر عليهم ما يدل على صفات إجرامية، مما يؤكد ظلم اتهامهم وتسييس إجراءات اعتقالهم.
وأضافت: “تم الحكم على بعضهم بسبب رسائل هاتفية عبَّروا فيها عن آرائهم الرافضة للحرب، أو بدوافع قبلية وجهوية”.
وكشفت عن توقف محطة تحلية المياه في السجن، حيث تُخلط المياه المالحة بالمياه المحلاة المجلوبة من الخارج، قبل تبريدها لمنع اتضاح ملوحتها.
وتعاني بورتسودان من أزمة مياه شرب نقية، حيث يعتمد السكان على المياه المحلاة أو المعبأة، فيما لا يزال مشروع إمداد المدينة بمياه نهر النيل متعثرًا.