محللون امريكيون: العلاقة مع السودان تمثل أولوية قصوى لادارة ترامب
الخرطوم – صقر الجديان
اكد محللون سياسيون في الولايات المتحدة ان الغرب عموما والولايات المتحدة خاصة ينظرون بكثير من حسن النوايا للسودان وحكومته المدنية
واكد السياسيون في تحليل نشرته اذاعة صوت امريكا الناطقة بالانجليزية ان العلاقات الأمريكية السودانية تمثل أولوية قصوى لإدارة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب.
وجاء التقرير الضافي الذي اعدته الاذاعة في سياق تعيين السودان للدبلوماسي المخضرم نور الدين ساتي للعمل سفيرا واشنطن والذي وصفته الاذاعة بانه خطوة كبيرة إلى الأمام في آفاق تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان.
وقالت الاذاعة ان محللين سياسيين للشؤون الخارجية من العاصمة الأمريكية رحبوا بإعلان قبول واشنطون لتسمية السفير نور الدين ساتي سفيرا فوق العادة للسودان في الولايات المتحدة الامريكية وتوقعوا إحراز تقدم في القضايا الرئيسة الأخرى وأبرزها ازالة اسم السودان من قائمة الدول التي تتهمها واشنطون برعاية الإرهاب.
وقالت الاذاعة الامريكية نقلا عن محللين سياسيين ان تعيين السودان السفيرمؤشر آخر على الطريق نحو التقارب بين الخرطوم وواشنطن.
وقال مدير برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الامريكي السيد (جود ديفرمونت) تعد هذه الخطوة اشارة رمزية وعملية وستساهم في تمكين البلدين من معالجة القضايا الثنائية العالقة بينهما
وقال (ديفيرمونت) إن مهمة السفير ستعنى بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب اضافة الى تأمين الدعم المالي والسياسي الأمريكي للفترة الانتقالية في السودان.
وقال (جوشوا ميسيرفي) كبير محللي السياسات في أفريقيا والشرق الأوسط في معهد ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية في مؤسسة هيريتدج إن انهاء التصنيف هو احد أهداف السياسة الخارجية السودانية الأولية – إن لم تكن الهدف الاساس للسياسة الخارجية السودانية.
يعتقد (ميسريفي) أن وضعية الدولة الراعية للارهاب يمكن انهاؤه في غضون ستة أشهر “ولكن بالطبع لا يوجد تأكيد قاطع للامر”.
قال (ميسريفي) في مقابلة مكتوبة لـراديو صوت امريكا أن “السودان،على ما يبدو، قد استوفى جميع المتطلبات التقنية لازالة اسمه من قائمة الارهاب “وقال إن ما لا يزال يتعين التفاوض بشأنه هو “تفاصيل تجزئة التسويات الخاصة بضحايا الهجمات الإرهابية التي كان للسودان دور فيها”.
وتشمل هذه الاتهامات الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة على مدمرة الصواريخ الموجهة USS Cole في اليمن، والتي أسفرت عن مقتل 17 بحارًا أمريكيًا في عام 2000، والتفجير المزدوج للسفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودارالسلام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في عام 1998.
واشارمسيرفي الى إن الحكومة السودانية الجديدة وافقت على قبول بعض المسئولية،وأنه تم الوصول لاتفاق مبدئي التعويض.
واكد “لقد استمرت العلاقات السيئة بين البلدين لعقود و لا يمكن التخلص منها في غضون أشهر قليلة،الا ان العلاقات تسير في تحسن مطرد حتى الآن.
ووصف (مسيرفي) ساتي بانه قد لا يكون ملماً بدهاليز واشنطون الا انه “دبلوماسي طويل الباع” سبق ان عمل سفيرا في فرنسا وله خبرة في العمل مع الأمم المتحدة.”لذا فهو يعرف الحبال ونأمل أن تكون يد ماهرة وثابتة في تحريكها.”
وقال محللون آخرون،إن هذا التعيين سيزيد الضغط على الولايات المتحدة للرد بالمثل من خلال تسمية سفيرها الخاص إلى الخرطوم.
وقال (ديفيرمونت) في مقابلة مكتوبة: “في حين أنه من غير الواضح متى ستفي واشنطن بتعهدها بتحديث تمثيلها في الخرطوم، فإن العلاقات الأمريكية السودانية تمثل أولوية قصوى لإدارة ترامب”.
وأضاف أن كبار المسؤولين الأمريكيين “حريصون على قلب الصفحة بعد ثلاثة عقود من العلاقات المثيرة للجدل، والترحيب بالسودان مرة أخرى في المجتمع الدولي”.
وقال إن واشنطن تعتبر السودان دولة رئيسة على مفترق الطرق بين إفريقيا والشرق الأوسط. “إذا أعاد للسودان الحكم المدني وامتنع عن بث الفتنة في الداخل والخارج، فقد يكون ذلك بمثابة تغيير للعبة في المنطقة”.
على أن المرحلة الانتقالية الجارية وفقا ل(مسيرفي) في السودان تتيح “فرصة غير مسبوقة للولايات المتحدة لتشجيع اقامة حكومة صديقة وقابلة للحياة وغيرمتشددة في بلد كان شوكة في جانب السياسة الأمريكية في تلك المنطقة منذ عقود.” وأشار إلى أن السودان لديه أراضي زراعية غنية ويقع في موقع استراتيجي على البحر الأحمر.
وقال: ” ان الصناعات السودانية في حالة فوضى بسبب سوء الإدارة الاقتصادية المدمرة للنظام السابق، ولكن هذا يعني أيضًا أن هناك فرصًا أمام المستثمرين الجريئين”، رغم صعوبة القفز فوق قائمة الارهاب، وفي وجود الوباء والأزمة الاقتصادية العامة هناك.
وقال إنه اهم العناصر التي يمتلكها السودان في الوقت الذي يمر فيه بتغيرات اجتماعية واقتصادية دراماتيكية هي أن الغرب عموما، بما في ذلك الولايات المتحدة يضمرون للسودان كثيرا من النوايا الحسنة.