أخبار السياسة المحلية

محللون يقللون من أثر انحياز الزعيم القبلي موسى هلال للجيش

الخرطوم – صقر الجديان

قلل محللون سودانيون من شأن إعلان الزعيم القبلي المثير للجدل موسى هلال دعمه للجيش في حربه التي يخوضها ضد قوات الدعم السريع، بعد بقائه منذ اندلاع الصراع على الحياد.

ووفق محللين، فإن إعلان مؤسس ميليشيا الجنجويد لن يكون له تأثير على مسار الحرب الدائرة، لا سيما وأنه يكن العداء لقوات الدعم السريع التي سبق أن اعتقلته في نوفمبر 2017، وكان وقتها يقود فصيلاً عسكرياً في دارفور، بعد اتهامه من قبل الأمم المتحدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة المضطربة.

وجد موقف موسى هلال من الحرب، والانحياز إلى جانب الجيش، ردة فعل عنيفة من عشيرته “المحاميد” التي أعلن أبناؤها موقفاً مغايراً حد التطرف، مؤكدين أن هلال لا يمثل إلا نفسه، وأنهم – أي المحاميد – أصل “الدعم السريع”.

فقد الزعامة

“لم يعد زعيماً كما في السابق”.. ووفق باحثون في شؤون دارفور، الذين أشاروا إلى أن موسى هلال، فقد ثقله الاجتماعي والقبلي في دارفور منذ العام 2019.

وتراجع ثقل موسى هلال، بوصفه زعيماً قبلياً ليصبح واحداً من رموز النظام السابق؛ ما أدى إلى فقدان الرجل شعبيته ومكانته في قبيلة المحاميد التي اكتسبها في عهد حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، بسبب الوعي السياسي والاجتماعي وسط المكونات الاجتماعية في ولايات دارفور، وكشف هلال، حقيقة أنه “يلعب على حبلين، مع النظام القديم والجديد في آن واحد”.

خطوة متوقعة

خطوة الرفض الواسع التي قوبلت بها دعوة موسى هلال، للوقوف إلى جانب الجيش السوداني كانت متوقعة. وعزا باحثون في شأن دارفور انحياز مزسى هلال، لجانب الجيش إلى ما أسموه “حنين العودة إلى حضن المؤتمر الوطني، وتلقيه أموالاً لشق الصف ومواجهة قوات الدعم السريع لمنع سقوط مدينة الفاشر في يد الدعم السريع”. وأكدوا خفوت نجمه بين عشيرته وأهل دارفور، وأن عناصر قبيلته هم قادة ميدانيون في صفوف قوات الدعم السريع.

فقد البريق

وذهب متخصصون في شؤون دارفور إلى منحى آخر بشأن موقف موسى هلال، وقللوا من إعلان موقفه المساند للجيش وتأثيره على واقع الحرب إيجاباً أو سلباً لكونه فقد نفوذه القبلي القديم في إقليم دارفور.

ودللوا تراجع شعبية الرجل بحادثة اعتقاله من قبل قوات الدعم السريع والحكم عليه بالسجن لسنوات، ولم يبدر من قبيلته أو مناصريه أي تحركات، عدا وقفات محدودة من أسرته وأحفاده”.

قاصمة الظهر

واعتبر محللون سياسيون، خطوة موسى هلال، بانحيازه للجيش السوداني ووقوفه ضد الدعم السريع أنها سياسية أكثر من كونها قبلية. فقد تورط هلال، فيما قاله بفعل حالة الاستقطاب التي نجح فيها بعض جنرالات الجيش في أنهم يعملون على تقريب وجهات النظر.

وطرح هلال، مواقفه للبيع منذ فترة طويلة، وهو الرجل الذي قال نحن وحكومة المؤتمر الوطني نعمل على إصلاح حكومة السودان، وهو الرجل الذي وقف مع البشير لكن الأخير تخلى عنه”.

أمير الحرب

ولا ينكر موسى هلال، تاريخه الدموي في تأسيس ميليشيا الجنجويد في دارفور قبل حرب الإقليم، حتى نال لقب “أمير الحرب” التي حصدت أرواح مئات الآلاف من أبناء دارفور.

ووضعت الأمم المتحدة هلال، على لائحة عقوباتها بعد اتهامه بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان وفظائع واسعة ضد المدنيين، أثناء النزاع في دارفور الذي راح ضحيته أكثر من 300 ألف قتيل، ونزوح قرابة 3 ملايين شخص، وفقاً لتقارير أممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى