ثقافة وفن

محمد منير.. “الكينج” يتألم ويطمح بدعوات الطيبين

 

صوته لا يقل جمالا عن نغم الكمان في ليلة شتوية باردة، بشرته السمراء تحمل دفء طين الأرض، شعره فوضوي يرفض الاستسلام.

تلك هي سمات الفنان المصري محمد منير، الذي أخلص لفنه وتمرد على المألوف، وفي المقابل تزاحم الجمهور من أجله ومنحه لقب “الكينج”، فهو ملك في عالم الغناء.

سيطرت حالة من القلق والخوف على عشاق “منير” طوال الساعات الماضية، بعد انتشار أخبار حول تدهور حالته الصحية، وحجزه داخل مستشفى شهير بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة المصرية.

وأفادت مصادر مقربة من الكينج بأنه أصيب بشبه شلل في إحدى قدميه، ولم يتمكن من الحركة، وعلى إثر ذلك دخل قسم المخ والأعصاب، وبعد توقيع الكشف الطبي وإجراء فحوص وأشعة دقيقة تبين أنه يحتاج لإجراء عملية جراحية.

وتسابق جمهور منير فور سماع الخبر، لنشر صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والدعاء له بالشفاء والعودة للوقوف على المسرح من جديد.

بداية الرحلة

لم يعبر منير لقلوب الملايين بسهولة، ولم يكن طريقه مفروشا بالورود، لا سيما أنه بحث عن لون غنائي مختلف، وتعمد خلق شكل جديد يليق به فقط.

ولد الكينج في 6 أكتوبر 1954 في قرية منشية النوبة بمحافظة أسوان. بين الخضرة والنيل عاش مرحلة الصبا، وعندما تعرضت قريته للغرق بسبب فيضان بحيرة ناصر، انتقل مع أسرته من أسوان بلد الحب والجمال كما يصفها دائما إلى القاهرة في بداية سبعينيات القرن الماضي.

التحق منير بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، ودرس في قسم الفوتوغرافيا والسينما، وفي هذه المرحلة تعرف على الشاعر الموهوب عبدالرحيم منصور، الذي ساهم في تقريب العلاقة بينه وبين المطرب أحمد منيب، وتعلم منير من أحمد منيب كثيرا وردد أغانيه النبوية.

بدأت مسيرة الكينج الاحترافية بعدما التقى الموسيقار هاني شنودة، وفي عام 1977 أطلق ألبومه الأول “علموني عنيكي” وتوالت أعماله الغنائية الرائعة التي وصلت إلى 33 ألبوما غنائيا منها “شبابيك، أحمر شفايف، من أول لمسة، الفرحة، اتكلمي”.

مرحلة التوهج

حقق الكينج نجاحا كبيرا في ساحة الغناء وبات صاحب لون مختلف، وأهله هذا النجاح للعمل في السينما وشاشة التلفزيون، فشارك في بطولة 12 فيلما منها “المصير، يوم حلو ويوم مر، حدوتة مصرية، اليوم السادس”.

وقدم للتلفزيون 3 مسلسلات هي “جمهورية زفتى، علي عليوة”، وأخيرا “المغني” من إنتاج عام 2016، وقدم خلال هذا المسلسل قصة حياته ولحظات انكساره وانتصاره.

كما قدم عدة تجارب على خشبة المسرح أهمها مسرحية “الملك هو الملك” بطولة صلاح السعدني وفايزة كمال، وحقق هذا العمل نجاحا كبيرا وقت عرضه.

أحزان منير

عرف الحزن طريقه لقلب محمد منير كثيرا، كانت البداية عندما غرقت قريته وأجبر على تركها والسفر إلى القاهرة، وشعر لحظتها بأنه يودع جزءا من حياته.

في يناير 2020 ودع محمد منير زوج شقيقته محمود أبا زيد، ابن عمه ومدير أعماله، وبكى كثيرا من أجله، ووصفه بأنه شريك النجاح.

وفي أبريل 2020، تعرض الكينج لوعكة صحية، وأجبر على إجراء عملية جراحية كبيرة بمنطقة الحوض، وفي مايو الماضي قدم حفل “أون لاين”، وظهر جالسا على كرسي، وكشف عن وضعه الصحي خلال هذا الحفل، وظهرت عليه علامات الحزن والتأثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى