سفر وسياحة

محمية “ألطاش” الإثيوبية.. جنة طبيعية تخطف قلوب السائحين

 

يزخر إقليم أمهرة شمالي إثيوبيا، بالعديد من المناطق الأثرية والمحميات ما جعل منه وجهة سياحية مميزة لعشاق التاريخ والطبيعة.

والإقليم يعتبر منطقة جاذبة بأراضيه الشاسعة والمنبسطة بأوديتها الخضراء، ومياهه المتدفقة من على جباله وتلاله التي حولت المنطقة لمأوى الحيوانات البرية بغاباتها المتعددة.

ومن بين المحميات التي تتميز بها البلاد تستقبلك محمية ألطاش بمحلية قوارا، غرب جوندر، بإقليم أمهرة شمال إثيوبيا على بعد أكثر من ألف كلم عن العاصمة أديس أبابا (1025 كلم).

ومحمية ألطاش بإقليم أمهرة، عبارة عن غابة تمتد في مساحة تصل لنحو 2665.7 كيلومتر مربع، ترقد على ارتفاع 500-900 متر فوق مستوى سطح البحر، ظلت تمد الحياة في المنطقة بخيرات تعيش عليها الحيوانات بمختلف أنواعها لأكثر من 8 عقود حيث تعود نشأت الغابة إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

وتنعم المنطقة التي بها محمية ألطاش، بدرجات حرارة أقل من 13.1 و 41.1 درجة مئوية، في أرض سهل منبسط بنسبة 90%، فيما تتخللها جبال وهضاب خضراء بنسبة 10 %.

والمحمية حباها الله بخصائص بيئية عديدة ومذهلة، حيث تضم أكثر من 130 فصيلة من النباتات والأشجار ونحو 10 أنواع من الأعشاب المختلفة التي تعيش فيه حيوانات برية من أسود وفهود نادرة، وأيضا 37 من الثدييات و 8 زواحف و 16 جرذًا ، وأكثر من 200 نوع من الطيور ونحو 16 نوعًا من الأسماك.

وقال أفريم وندي مسؤول مكتب إدارة محمية ألطاش، إن محمية ألطاش مصممة لحماية المناظر الطبيعية البيئية والتنوع البيولوجي في الشمال الغربي من إقليم أمهرة شمال إثيوبيا.

وأوضح وندي، لـ “العين الإخبارية”، أن المحمية محاطة بمحميات أخرى تجاورها بأقاليم.. مشيرا إلى أن المحمية تجاورها محمية بجاميس الوطنية الواقعة بإقليم بني شنقول غرب إثيوبيا.

وأضاف” “من أهم مميزات محمية ألطاش هي أنها بالقرب من نهر (أيما) الذي يحدها باتجاه الجنوب بينما تحدها محمية الدندر السودانية من ناحية الغرب”.

ولفت المسؤول بالمحمية، إلى أن محمية ألطاش تشهد توافد حيوانات برية ورعاة بصورة موسمية خاصة من قبل المحميات والمناطق المجاورة.

وأضاف أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية لمنع دخولهم إلى هذه المحمية التي تعد من أجمل المناطق البيئية بالبلاد وفق الخبراء .

وتعتبر المحميات الطبيعية في إثيوبيا من أهم ما يميزها بدول أفريقيا، وتذخر بالحيوانات البرية المتواجدة بكثرة، كالماعز البري في منطقة شمال إثيوبيا، وحيوان الكركي في منطقة شعوب جنوب إثيوبيا، وهي من أغنى المناطق بالغابات.

كما تضم حيوان واليا أيبكس والغزال البري، والظبي الوحشي، والجاموس، والثعلب الأحمر، وغيرها، بخلاف أكثر من 860 نوعا من الطيور.

وكذا تأخذك مناظر محمية ألطاش، إلى مرافئ السعد بعد أن تسرق الألباب بروعتها ومناظرها الخلابة في لوحة خشراء مد البصر.

وقال وندي، إن محمية ألطاش، تضفي على البيئة المحاطة بها جمال طبيعي وتوفر هواء نقي للمنطقة بفضل أعشابها وخضرتها التي تتمتع بها، لافتا إلى أن الهواء النقي يحمي البيئة ويلعب دورًا رئيسيًا في السيطرة على تغير المناخ في البلاد.

فالمحمية تحمي النظام البيئي المهم على الأراضي المنخفضة في شمال غرب إثيوبيا ويطلق عليها الحارس الأخضر وفق مدير المحمية. وقال إنه منع انتشار التصحر له فوائد كبيرة ليس فقط لإثيوبيا ولكن أيضًا لدول المنطقة ككل.

وأشار إلى أن محمية ألطاش بجانب فوائدها البئية أصبحت مقصدا سياحيا لعشاق ومحبي الطبيعة والتضاريس الخلابة، مضيفا: “تجذب المحمية الإثيوبين والأجانب للاستمتاع بالطبيعة الخلابة”.

وكشف أفريم وندي مسؤول مكتب إدارة محمية ألطاش، أن العام قبل الماضي شهد مناقشة جادة من قبل الهيئات الحكومية الفيدرالية والولائية ذات الصلة، وجامعة جوندار، حول أهمية المحمية وكيفية تعزيز دور حمايتها وتطويرها وذلك من أجل الأستفاد منها الفائدة القصوى ل لضمان مصلحة المجتمع.

وقال هناك العديد من الشركات الناشئة لهذا الغرض، من بينها شركة أسسها شباب المنطقة ينتجون البخور والصمغ، بجانب جمعيات تربية النحل و7 جمعيات لصيد الأسماك، تعمل كلها داخل المحمية.

وشدد وندي، على أهمية تطوير هذه المحمية والاهتمام بها ليس من قبل الحكومة فحسب وإنما من قبل سكان المنطقة، قائلا: “يجب تحسين البنية التحتية وتوسيع المرافق الخدمية داخل المحمية”.

وأضاف: “نحتاج إلى إقامة منتجع ومنتزه بشكل حديث بإشراك المستثمرين خارج نطاق جهود الحكومة”.

ومحمية ألطاش توجد بإقليم أمهرة الواقع شمال إثيوبيا كواحد من أهم الأقاليم الإثيوبية الـ10، ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى