مخاوف من انتشار الكوليرا في «عطبرة» بعد توقف محطة المياه
عطبرة – صقر الجديان
أبدت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، مخاوف من تفشي الكوليرا في عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان، في ظل استمرار توقف محطة المياه لثلاثة أسابيع نتيجة لانقطاع الكهرباء.
ونفذت قوات الدعم السريع في 25 أبريل السابق، قصفًا بطائرات مسيّرة على محطة كهرباء عطبرة، مما أدى إلى انقطاع التيار دون أن تتمكن السلطات من إعادته حتى اليوم.
وقالت المنظمة، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إنه “بسبب انقطاع الكهرباء، توقفت محطة معالجة المياه المحلية عن العمل بكامل طاقتها، مما حد من إمكانية حصول المجتمع المحلي على المياه النظيفة وزاد من خطر الأمراض المنقولة بالمياه على غرار الكوليرا”.
وأشارت إلى أن المدينة، التي تستضيف عشرات الآلاف من النازحين، عانت من تفشي الكوليرا بين سبتمبر وديسمبر 2024.
وطال الهجمات الجوية التي نفذتها الدعم السريع على عطبرة مخيم كان يأوي 540 نازحًا، مما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 30 آخرين بينهم نساء وأطفال أصيبوا بحروق خطيرة.
وأفاد البيان بأن انقطاع الكهرباء أجبر مصنع تركيز الأكسجين في نهر النيل على تقليص إنتاجه، رغم أنه يزود المرافق الصحية في جميع أنحاء الولاية والولايات المجاورة بخزانات الأكسجين.
وذكر أن المرافق الصحية اضطرت إلى وقف تقديم الرعاية للمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين.
وأضاف: “توجّه بعض المرضى إلى مستشفى عطبرة التعليمي للحصول على الرعاية الطبية، والذي كان يعمل بمولد واحد على مدار الساعة. إلا أنه من غير المؤكد كم سيتمكّن من الاستمرار في تقديم خدماته المنقذة للحياة وسط هذه الظروف”.
وقصفت قوات الدعم السريع، على مدى أربعة أيام، مواقع مدنية وعسكرية في بورتسودان شملت تدمير مستودعات الوقود الاستراتيجية، مما يزيد من مخاطر شح الجازولين الذي تحتاجه المستشفيات ومحطات المياه في ظل انقطاع الكهرباء.
وأتى الهجوم على بورتسودان الذي طال محطة الكهرباء، بعد فترة قصيرة من قصف محطات الكهرباء في شمال وشرق ووسط السودان، مما أدى إلى انقطاع التيار عن معظم المدن.
وقالت منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود في السودان، مارتا كازورلا، إن “الهجمات على البنية التحتية الحيوية كمحطات الطاقة تؤدي إلى تداعيات مدمّرة على صحة المجتمعات المحلية”.
وأفادت بأن هذه الهجمات تحد بشدة من قدرات النظام الصحي الذي يعاني أساسًا من الأعباء، معتبرة ذلك تأكيدًا على أن الاستهتار المستمر بسلامة المدنيين وأن الحرب التي تُشَنّ على الناس، والتي بدأت منذ أكثر من عامين، مستمرة من دون هوادة.
وتدعم منظمة أطباء بلا حدود أقسام الطوارئ والمرضى المقيمين وطب الأطفال في مستشفى عطبرة التعليمي، كما تقدم خدمات التغذية.