مخيمات الإيواء تكشف مزيد من حالات الاغتصاب على يد «الدعم السريع»
الخرطوم – صقر الجديان
ترتفع معدلات ضحايا الاعتداءات الجنسية التي نفذتها قوات “الدعم السريع” على نحو يفوق البلاغات المدونة لدى المنظمات الطوعية والجهات الحكومية.
وخلفت الحرب العنيفة التي تدور منذ أكثر من ثلاث أشهر بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم ودارفور وكردفان، أوضاعا انسانية بالغة التعقيد، كما صحبتها انتهاكات شنيعة ضد المدنيين لكن النساء حظين بالنصيب الأكبر من العنف والمعاناة والتعرض للتهجير والاغتصاب والاذلال.
وفي مطلع يوليو الجاري أكدت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل – حكومية- أن عدد النساء اللائي تعرضن للاغتصاب وصل إلى نحو 90، معظمهن في الخرطوم والجنينة ونيالا. وقالت في بيان إن معظم إفادات الضحايا والبلاغات الجنائية كانت ضد قوات الدعم السريع.
ورصدت “سودان تربيون” اسعاف ثلاث فتيات وصلن من الخرطوم الى مخيم للنازحين أقيم بمدرسة “أبو زيد” في ود مدني بولاية الجزيرة حيث تدخل فريق طبي بالمعسكر للتعامل مع الحالات، كما كشف التحالف النسوي السوداني عن إشرافه على العلاج النفسي لست من الناجيات بمعسكرات للنازحين في دارفور.
وشيدت في ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم 5 معسكرات ايواء للنازحين جمعت أكثر من 600 نازحة بينهن 102 في معسكر “”ابوزيد” يعشن أوضاعا قاسية بسبب تردي الخدمات وتأخر المد الغذائي.
وقال مشرف المعسكر مهند عز الدين لسودان تربيون إن ثلاثة فتيات تعرضن للاغتصاب في الخرطوم تم اسعافهن وتلقين العلاج وفقا للإجراءات الأمنية والفحص الطبي، المناسب.
وأفاد أن الفتيات وجدن في الميناء البري بمدني بحالة سيئة، وأكدن تعرضهن للاغتصاب على يد مجموعة ترتدي زي الدعم السريع.
وأضاف عز الدين أن الناجيات خضعن للكشف الطبي وفقا، للبروتوكول العلاجي المتبع عبر منظمات طوعية، منتقدا تباطؤ السلطات المختصة في تحمل المسؤلية تجاه مراكز الايواء وتوفير الدعم لها، متهما السلطات في الولاية بعدم التعاون والسعي لتوفير متطلبات الأسر المحتاجة.
وفي المقابل تبذل كوادر لجان المقاومة مجهودات كبيرة لتوفير ابسط مقومات الحياة حيث تعيش النازحات أوضاعا بالغة التعقيد.
وتصف اسيا آدم بشارة التي كانت تعمل بالحياكة في السوق الشعبي بالخرطوم الوضع في المعسكر بالصعب والمرهق لعدم وجود جهات داعمة.
وقالت إنهم يعانون من عدم توفير الاكل والشرب وانتشار الامراض، وأنها تقوم بالطبخ داخل المعسكر ومسؤولة عن اعداد الطعام لكل الموجودين.
فيما تمارس رونق عبد العزيز التي وفدت للمعسكر من ضاحية الكدرو بالخرطوم بحري، مهامها كممرضة وتقدم الاسعافات الأولية وتساعد الذين لا يستطيعون الذهاب الي المستشفى.
وتؤكد الإعلامية زحل صلاح لسودان تربيون إن الفريق العامل بالمعسكر بذل مجهودات مقدرة في توفير الاحتياجات الأساسية ولفتت إلى أن عدم توفير الدواء للمرضى من أكبر المشاكل التي تواجههم وأشارت إلى أن المعسكر تأسس بالجهود الفردي لذلك لا يجد الدعم من المنظمات باستمرار.
وأضافت “المعسكر وفر لنازحات وجبتين أساسيات فطور وغداء ودئما ما تواجهنا مشكلة في الحصول على الخبز”.
وعلي صعيد الاعتداءات الجنسية ابلغت ناشطه بالتحالف النسوي السوداني سودان تربيون أن التحالف قدم دعماً نفسيا للناجيات من الاغتصاب في أحد معسكرات النازحين بدارفور ضمن مبادرة “أمانا في سلامنا” التي أطلقت لدعم النساء اثناء الحرب التي تدور في الخرطوم وعدد من الولايات بين الجيش والدعم السريع.
وشمل العلاج 6 من الناجيات تراوحت اعمارهن بين 14 ,21, 32,40 و54 عاما.
وتسعى هذه المبادرة أيضا لدعم الجهود الشعبية المبذولة في توفير ضروريات الحياة واسعافات طبية لمراكز الإيواء وبيوت الأسر المتعففة المضيفة.