أخبار السياسة المحلية

مدير الإذاعة والتلفزيون بالسودان: البث مستمر رغم الحرب والدمار (مقابلة)

والتلفزيون في السودان إبراهيم البزعي، إنهم تمكنوا من الحفاظ على استمرار البث رغم الحرب والدمار الذي تشهده البلاد منذ نحو عامين.

بورتسودان – صقر الجديان

قال المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في السودان إبراهيم البزعي، إنهم تمكنوا من الحفاظ على استمرار البث رغم الحرب والدمار الذي تشهده البلاد منذ نحو عامين.

وأضاف البزعي، في مقابلة نشرتها وكالة الأناضول، أنهم حين اندلاع الحرب اتخذوا إجراءات حالت دون استغلال البث من جانب المليشيات، في إشارة إلى قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية.

ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023، طال مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي في مدينة أم درمان بالخرطوم دمار شديد؛ جراء المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.

وظل المقر على حاله المدمر عقب استعادة الجيش السيطرة عليه، شاهدا على شراسة المعارك التي دارت حوله، ضمن حرب مستمرة منذ أبريل 2023.

وتناثرت سيارات ومركبات عسكرية محترقة في ساحة المبنى العريق، الذي التهم حريق أجزاءً منه، ما عكس ضراوة الاشتباكات داخله وخارجه في قلب مدينة أم درمان غربي الخرطوم.

كما تناثرت في أرجاء المبنى وساحته محتويات المقر من مكاتب وأدوات بث محطمة، فضلا عن الاستديوهات وقاعة المبنى، ما يشير إلى خسائر فادحة.

ومثّل مقر الهيئة هدفا مهما لطرفي الحرب، لما للإذاعة والتلفزيون الرسمي من تأثير كبير، ومن ثم مَن يسيطر عليها يملك ميزة عن الآخر.

وخلال تاريخ السودان الحديث، كانت الإذاعة والتلفزيون أول من يذيع بيان تسلم السلطة، كما حدث في الانقلاب العسكري عام 1958 الذي جاء بالرئيس إبراهيم عبود، والرئيس جعفر نميري في 1969، والرئيس عمر البشير في 1989.

وفي مارس/ آذار 2024، أعلن الجيش استعادة السيطرة على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون، الذي يطل على نهر النيل قبالة مدينة الخرطوم غربا.

وقبيل بدء الحرب، كان المبنى تحت حراسة قوات “الدعم السريع”، وظلت تسيطر عليه حتى استعاده الجيش بعد 11 شهرا من اندلاع القتال.

وهذا المبنى افتتح عام 1963، ويضم الإذاعة القومية التي تأسست في 1940، والتلفزيون القومي الذي انطلق في 1962، وكذلك يضم قناة “النيل الأزرق”، وهي شراكة حكومية مع القطاع الخاص.

وأسفرت الحرب المستمرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” عن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

** اليوم الأول

وقال المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون للأناضول: “نحن في هذه المؤسسة لم نتفاجأ بما حدث في 15 أبريل 2023 (اندلاع الحرب)، وكنا على علم بالمناخ العام في البلد ما قبل هذا اليوم”.

وأشار البزعي إلى أنه كانت توجد حراسة من قوات “الدعم السريع” في مبنى الإذاعة والتلفزيون قبل اندلاع القتال مع الجيش.

وتابع: “في هذا اليوم جئت للعمل بشكل عادي ولم نواجه اعتراضات، وبعدها بدأنا العمل بشكل طبيعي”.

وأردف: “عندما جاء خبر بدء الاشتباكات قمنا ببث أناشيد وطنية محايدة، ولم نقم بنشر أي خطابات أو بيانات عسكرية من كل الجهات. مارسنا أعمالنا كما ينبغي ولم ينقطع البث”.

** الاستيلاء على السلطة

و”في مساء 15 أبريل، وبالتنسيق مع هيئة البث (حكومية مسؤولة عن البث الإذاعي والتلفزيوني) نفذنا إجراءات حتى لا تستفيد جهة ما من البث، وبالذات المليشيات، وتم قطع البث بصورة هندسية وفنية وعلمية مدروسة”، حسب البزعي.

وتابع: “في المساء ذاته، ووسط زخات الرصاص، خرجنا ومعنا النساء العاملات في التلفزيون إلى المنازل القريبة من المبنى، وبعد ذلك ذهبنا إلى منازلنا”.

وأضاف: “في الوقت نفسه كنا ندرك أن جهات من قوات المتمردين (الدعم السريع) موجودون في مبنى التلفزيون وكانوا يجهزون البيانات (بخصوص الاستيلاء على السلطة)”.

البزعي أوضح أن “هذه الحقائق ظهرت لاحقا من كاميرات المراقبة الخاصة بالمبنى، وهذه فيها الإجابة عن سؤال: “من أطلق الرصاصة الأولى؟”.

وزاد أن “مستشار قائد مليشيا الدعم السريع (لم يسمه) صوّر هذه البيانات.. وكلها موجوده بالصورة والصوت بحوزتنا” .

** معاودة البث

البزعي قال: “بدأنا نفكر في كيفية معاودة البث كي لا يكون هناك فراغ، ودخلت معنا قناة محلية وقامت ببث الخطاب القومي عبر استديوهاتها، و(فعلت) الإذاعة الشيء نفسه”.

وأضاف أن العمل بدأ بعد أيام من اندلاع القتال بـ14 شخصا من العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون من إجمالي ألف و166 عاملا.

وتابع: “بعد ذلك بدأنا مع آخرين في التأسيس للقناة القومية من مدينة بورتسودان (شرق ـ المقر المؤقت للحكومة) والإذاعة من مدينة عطبرة (ولاية نهر النيل/ شمال)”.

وختم البزعي بأن “فريق عمل قوميا من مختلف القنوات المحلية احتشد وساهم الجميع في حشد عدة العمل والكوادر المهنية، بذلك استمر البث إلى حين استقرار الدولة إلى حد كبير”.

ولا يزال مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان خارج الخدمة، فيما يواصل “تلفزيون السودان” و”إذاعة أم درمان” بثهما من بورتسودان وعطبرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى