مدير الكشف الأثري السوداني: الاكتشافات الجديدة تؤكد أن حضارتنا ضاربة في القدم
الخرطوم – صقر الجديان
أثار الإعلان عن اكتشاف أدوات حجرية في شمال شرقي السودان، عمرها 700 ألف عام الكثير من التساؤلات حول حضارات تلك المنطقة، والكنوز التاريخية التي لا تزال تختبئ في باطن الأرض.
مدير إدارة الكشف الأثري بالسودان عبد الحي الساوي، قال لـ “سبوتنيك”، يوم الاثنين، إن هذا الكشف يؤكد أن الحضارات السودانية متواصلة منذ القدم ولم تنقطع، وأنه كانت هناك عقبات في عمليات التنقيب والبحث في بعض المناطق نتيجة الصراعات، لكن الواقع اختلف الآن، وهناك عمليات مسح تجري في الكثير من المناطق بالتعاون مع العديد من البعثات الأجنبية.
ولفت مدير الكشف الأثري السوداني إلى أن تلك الاكتشافات الحجرية تعود إلى حقبة الإنسان المنتصب الذي سكن شمالي السودان شرقي مدينة عطبرة الحالية، مضيفا: “من خلال عمليات التقدير الزمني، فإنه من المرجح أن يزيد عمر تلك الأدوات عن 700 ألف عام، وتلك الحقبة التي يطلق عليها “الإنسان المنتصب”، هى سلالة قديمة من البشر عاشت في حقبة العصر الجليدي الأول. وتابع: “أظهرت الكشوفات الأثرية أن تلك السلالة كانت بوجه مسطح وأنف بارز، وتمشي مثل مشي الإنسان الحالي، وربما يغطي جسمها شعر متناثر”.
وقال موقع “هيرتج ديلي” المختص بالآثار، أن عمليات التنقيب عن الذهب في الصحراء السودانية شرق نهر النيل، قادت إلى اكتشاف منجم قديم، ما
لعلماء الآثار بدراسة طبقات المنجم المكشوف، وعثر داخلها على أدوات حجرية قديمة، لها حافة قطع عرضية كبيرة.
ويرجح علماء الآثار أن يكون الموقع الذي تم كشف النقاب عنه، ورشة لتصنيع الأدوات الحجرية، مستدلين على ذلك بوجود رقائق حجرية، يبدو أنها تشظت في أثناء صناعة الأدوات الحجرية.
ويبحث العلماء في نظرية تقول إن الإنسان المنتصب هاجر من إفريقيا إلى بقية أنحاء العالم، وهو مرحلة في تطور السلالة البشرية سبقت ظهور الإنسان العاقل، الذي انتشر في أنحاء متفرقة من العالم.
ويعتقد علماء الآثار أن الموقع الذي تم الكشف عنه في شمال السودان هو أقدم نموذج لتصنيع الأدوات داخل مصر والسودان ويؤكده التسلسل الزمني لبحوث أصل الإنسان.