مسؤول ولائي: الخرطوم تتجاهل طلب إرسال تعزيزات عسكرية لوقف المعارك القبلية في غرب دارفور
الجنينة – صقر الجديان
شكا مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور السبت من تجاهل السلطات المركزية في الخرطوم مطالب سبق وأن دفعت بها حكومة الولاية تتعلق بتوفير إسناد عسكري لوقف تمدد النزاعات القبلية التي تتجدد بين الحين والأخر في الولاية الحدودية.
وتشهد ولاية غرب دارفور منذ عامين نزاعات قبلية أودت بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ونزوح الآلاف يقيمون في مراكز للإيواء داخل مدينة الجنينة أو اللجوء لمعسكرات اللاجئين في تشاد.
وقال مسؤول ولائي لـ”سودان تربيون” مفضلاً حجب أسمه لحساسية الأمر أن حكومة الولاية دفعت منذ نحو 6 أشهر بمطالب عديدة لمجلس السيادة والوزراء قبل انقلاب 25 أكتوبر تتمثل في توفير آليات عسكرية بما فيها طائرات حربية فضلاً عن استبدال جنود قوات الدعم السريع التي تم نشرها في المنطقة بقوات من ولايات أخرى خارج دارفور بغرض وقف الصراع القبلي الدامي الذي تعاني منه الولاية منذ عامين مخلفاً عدد كبير من الضحايا.
وأكد أن هذه المطلوبات المهمة تجاهلتها السلطات مضيفاً بقوله “يبدوا أن هناك أشخاص موجودين في المركز يعملون جاهدين لمنع وصول الإسناد العسكري لحكومة الولاية للسيطرة على الأوضاع الأمنية في المنطقة”.
وتشهد منطقة جبل مون القريبة من الحدود التشادية ومناطق أخرى في ولاية غرب دارفور اشتباكات متكررة بين قبائل الرعاة العربية والمزارعين في المنطقة من أبناء المساليت تستعمل فيه الجماعات العربية أسلحة متطورة تفوق العتاد الحربي المتوفر للقوات الحكومية هناك.
كما اتهم أبناء المساليت، في مرات عديدة، قوات الدعم السريع المكونة من أبناء القبائل العربة في المنطقة بمحاباة ودعم القبائل العربية وغض النظر عن الجرائم التي تقترف في المنطقة من ابناء ملتهم.
وأكد المسؤول صحة هذه الاتهامات قائلا: ” أثبتت المعلومات الأمنية أن هناك جنود ينحازون لقبائلهم في الصراع القبلي الأمر الذي زاد من حدة الصراع وتزايد أعداد الضحايا”.
وكشف أن حاكم إقليم دارفور في زيارته الأخيرة للولاية اصدر توجيهات بضرورة استبدال القوة الأمنية الموجودة في شمال الولاية بقوات أخرى.
وأضاف ” لكن توجيهات مناوي لن تجد الاستجابة بحكم أن ذلك ليس من اختصاصه فهو حتى الان ليس لديه صلاحيات معروفة كما أن قانون الحكم الإقليمي لم يجاز حتى الان وأن هذه التوجيهات ينبغي أن تصدر من قبل مجلس السيادة باعتباره المشرف على حكومات الولايات بعد قرارات 25 أكتوبر”.
وقال مزارعو المنطقة ان الهدف من هذه الهجمات المنتظمة ضدهم هو طردهم من أراضيهم والتنقيب عن الذهب والمعادن النفيسة في منطقة جبل مون.
وحاولت “سودان تربيون” الحصول على تعليق من والي الولاية المتغيب عن الولاية منذ أكثر من شهرين لكنه رفض الرد على الاتصالات المتكررة.
وكشف المسؤول الولائي عن فرار نحو 37 ألف من سكان منطقة “أديكونك” الحدودية الأسبوع الفائت ووصولهم لدولة تشاد في ظل أوضاع بالغة الصعوبة والتعقيد.
وأشار أن المسلحين القبليين أحرقوا أجزاء واسعة من المنطقة ونهبوا أملاك المواطنين بالتزامن مع الاشتباكات الدامية التي شهدتها المنطقة.
وأوضح أن إحصائية الولاية بشأن أحداث العنف القبلي الدامي في الجزء الشمالي من الولاية خلفت نحو 35 قتيل وأكثر من مائة جريح بعض منهم إصاباتهم خطرة يتلقون العلاج بمستشفي الجنينة التعليمي.
وعبر رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس دبي في شهر فبراير الماضي عن خوفه من انتقال الصراع إلى داخل الحدود التشادية الأمر الذي حمل رئيس مجلس السيادة على زيارته في انجمينا في نهاية شهر مارس والاتفاق معه على تعزيز القوات المشتركة في المنطقة.