مساندة الإسلاميين للبرهان قائداً للجيش
الخرطوم – صقر الجديان
قد لا يكون هناك معطيات مباشرة، تعلن عن انتماء القائد العام القوات المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان، للحركة الإسلامية، إذ أن الخطاب الذي يتبناه البرهان، منذ قيادته للجيش في أعقاب ثورة ديسمبر 2019، وعزل نظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير، غير متشدد أو منتمٍ للإخوان، بل أنه انتهج سياسات أكثر تحرراً كان من أبرزها تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن قد تكون محاولات التمسك بالسلطة قادت إلى نوع من الترتيبات مع الإسلاميين، والتي ظهرت بشكل واضح في العودة غير المشروطة للمشهد السياسي في السودان.
كانت عودة رموز الحركة الإسلامية، للفضاء السياسي في السودان في وقت لم يعلن فيه البرهان، عن رفض لهذه العودة مسار تأويلات، وتكهنات حول مدى التنسيق الدائر بين قيادة الجيش، وقيادات من الحركة الإسلامية، وما إذا كان هذا التنسيق يصل إلى حد التحالف غير المعلن لرعاية مصالح الطرفين، أم مجرد تنسيق مواقف لقطع الطريق على القيادات المدنية المتمثلة في قوى الحرية والتغيير، التي تكن عداء كبير لكل من المكون العسكري من جانب، ورموز وقيادات الحركة الإسلامية من جانب آخر.
ولعل من أبرز المؤشرات على التنسيق بين قادة الجيش، وقيادات الحركة الاسلامية، هو السماح لعلي كرتي، أحد أبرز رموز الحركة الإسلامية في السودان بعقد اجتماعات للم شمل الحركة الإسلامية من جديد، والإعلان عن تعيينه أمين عام للتنظيم، وهو ما يعني إعادة بناء هياكل المكتب التنظيمي للحركة الاسلامية في السودان من جديد.
وسمحت القوات المسلحة لبعض أعضاء المؤتمر الوطني بالعودة إلى الخدمة، وإعادة أصول وممتلكات كانت لجنة إزالة التمكين قد صادرتها.
وفقاً لتقارير إعلامية سودانية، فإن عودة الإسلاميين قد تكون ملاذ، وحاضنة سياسية للقوات المسلحة بعد الاستغناء عن قوى الحرية والتغيير، والاستغناء عنها وإقصاء المكون المدني من المشهد السياسي.
ذلك من أجل تأمين مواقف سريان العمل في مؤسسات الدولة من دون مواجهة أي محاولات للعصيان المدني منذ انقلاب أكتوبر، ولعل أبرز المؤشرات على ذلك هو عودة أعداد كبيرة من الموظفيين للخدمة في المؤسسات الحكومية، بعد إبعادهم بتهم انتمائهم للكيزان من رموز النظام السابق.