مصادر طبية :9 متظاهرين أصيبوا بسلاح جديد لم يتم اكتشاف نوعه بعد
الخرطوم – صقر الجديان
“آلام رهيبة مفاجأة في اليد اليمني” هذا كل ما شعر به (م) أحد المشاركين في مواكب 5 مايو الرافضة للانقلاب العسكري، في الخرطوم بالقرب من شروني.
كان الثائر يحاول أن يلقي بحجر لوضع متاريس القوى الأمنية، لتشل آلام رهيبة حركته دون أن يشعر بأنه تعرض لأي عنف أو إطلاق رصاص “لم يكن هناك أي نظامي بالقرب مني”، يقول.
بعد الانتقال للفحص الطبي وإجراء صورة أشعة تاكد وجود كسر في اليد اليمنى، في منتصف المنطقة بين الكتف والكوع.
وأكد (م) لصحيفة ”التغيير” بعدم وجود أي آثار حرق أو جرح في مكان الإصابة، كل ما شعر به ألم نتيجة لكسر اليد بدون التعرف على سببه!
لم يكن الشاب (م) هو الوحيد الذي تعرض لذلك النوع من الكسور بعد إصابة غير معروفة؛ شاهد عيان من داخل المواكب أكد ل”التغيير” مشاهدته لمصاب آخر، إصابته في ذات المنطقة بين الكتف والكوع بكسر.
وأضاف: “لم يكن هناك أي نوع من الجروح أو الدماء لدى ذلك الشاب، كل مافي الأمر أن هناك احتقان للدماء في موضع الإصابة وأثبتت الفحوصات تعرضه لكسر”.
حيرة طبية:
أثارت هذه الإصابات حيرة الأطباء الذين عاينوا هذه الحالات، لجهة أنها الأولى من نوعها منذ إنطلاق ثورة ديسمبر، ولم تتمكن الطواقم الطبية من التعرف على السلاح الذي أدى إلى هذه الكسور.
ووفق تصريح لطبيب ميداني تحدث ل”التغيير”، فإن هذه الإصابات ظهرت في مواكب 5 مايو بالخرطوم وتكررت في حي بري بتاريخ 7 مايو.
وكانت لجنة الأطباء المركزية في تقريرها أشارت لوجود سلاح غريب تم استخدامه للمرة الأولى في مواجهة المواكب السلمية المطالبة بالحكم المدني.
“يبدو أن الهدف من هذه الإصابات تعطيل الثوار لمدى طويل عن المشاركة في التظاهرات”. هذا ما أكده الطبيب الذي تحدث للتغيير، مشيرا إلى أن ما راج حول وجود سلاح ليزر غير منطقي لعدم وجود حريق في منطقة الإصابة
وكشف الطبيب عن وجود (7) حالات في مواكب 5 مايو بمنطقة شروني، تم تحويلها لمستشفى الساحة. إلى جانب إصابتين في مواكب حي بري بتاريخ 7 مايو.
وأكد الطبيب أن إطلاق السلاح يتم من مسافة بعيدة، ويسبب كسورا في منطقة الإصابة، محذرا من أن استخدامه من منطقة قريبة ستكون آثاره الصحية على الثوار أكثر خطورة.
وحول الحالة الطبية؛ قال الطبيب ل”التغيير” إن المصاب يحضر بشكوى آلام رهيبة في اليد، مشيرا إلى ظهور إعوجاج فيها وكسر تثبته الأشعة الطبية.
“ليس لدينا أي فكرة عن نوع السلاح الذي يسبب هذا النوع من الإصابات” هذا ما أكده الطبيب، مشيرا إلى أن توقعاته الخاصة تقول باحتمالية أن يكون نوع من الطلقات المطاطية بحجم أكبر!
نفي رسمي
“لم تستخدم الشرطة أي سلاح جديد في قمع التظاهرات” هذا ما قاله الناطق الرسمي باسم الشرطة العميد عبد الله بشير البدري.
واضاف: لا تستخدم قوات الشرطة سوى الغاز المسيل للدموع، وهو ايضا يتم استخدامه في نطاق محدود.
وقال البدري ل”التغيير” إن التظاهرات السلمية حق يكفله القانون مطالبا الثوار بإخطار الشرطة بمواعيد ومكان المواكب “رسميا” ليقوموا بتأمينها.
واتهم الناطق باسم الشرطة جهات “لم يسمها” باختراقها لمواكب المتظاهرين مرجحا أن تكون تلك الإصابات حدثت من داخل المواكب.
وحول الإصابات التي تعرض لها الثوار وامكانية تحديد نوع السلاح عبرها، أكد العميد البدري استعداد الشرطة لإجراء تحقيق حول الإصابات والسلاح المتسبب فيها حال وصول شكوى رسمية بالأمر.