مصطفى ابوالعزائم يكتب السُّودان والإمارات .. الشراكة الذكية
تشرفت بلادنا قبل يومين بزيارة وفد إماراتي ، رفيع المستوى ، برئاسة وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل ، معالي عهود خلفان الرومي ، وقد أجرى الوفد مباحثات مشتركة مع الحكومة السُّودانيّة ، وقد شارك في جلسة المباحثات المشتركة بالقاعة الكبرى في مقر المجلس رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ، وهذا وحده يؤكد على أهمية موضوع زيارة الوفد .
ترأس الجانب السّوداني في المباحثات ، المهندس خالد عمر مصطفى ، وزير شؤون مجلس الوزراء ، الذي قال إن السُّودان يشهد اليوم واحدة من الخطوات العملية في طريق الإنفتاح ونقل التجارب المتبادلة مع أشقائه في الإقليم وفي دولة الإمارات العربية المتحدة .
قبل أشهر قليلة كتبت مقالاً تحت عنوان ( دولة من المستقبل ) وكان المعني بها دولة الامارات التي قفزت قفزاً نحو المستقبل من خلال منصات إنطلاق علمية وثابتة ومتجدّدة ، فتقدّمت على كثير من الدول ، بل وأصبحت قبلةً للإستثمار المالي و التنموي ، وقبلهما ، كان استثمارها الأعظم في الأنسان ، وهو ما أهتم به مؤسسها وباني نهضتها المغفور له بإذن الله تعالى ، سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، والذي ترك الراية لأبنائه ولشركاء التخطيط والنجاح من بعده ، فكانوا على قدر المسؤولية ، حتى أنك لن تجد في هذه الدولة الفتيّة أدنى حد للأمية ، فقد تم القضاء عليها تماماً ، وهو ما قاد إلى هذا التقدّم المذهل .
كنت أتساءل بيني وبين نفسي بعد الإعلان عن زيارة الوفد الإماراتي الرفيع بقيادة وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل ، السيدة عهود خلفان الرومي ، عن المكافئ لها في مجلس وزرائنا الموقر ، وهو تساؤل قاد إلى سؤال صريح عن مدى إهتمام دولتنا بالتطوير والحوكمة والمستقبل ، لكن لم تكن هناك إجابة ، ولم يكن هناك من هو أنسب من وزير شؤون مجلس الوزراء ، المهندس خالد عمر مصطفى ، ولكن هذا يتطلب تفاعلاً و تواصلاً مع كل الوزارات والمرافق والهيئات والمؤسسات والمصالح الحكومية لتحقيق القفزة النوعية المطلوبة .
السيّد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ، أشاد بمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة ، الداعمة للسودان ، خاصةً بعد الثورة ، ودورها في العمل على إخراج السُّودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، والمساهمة بقدر كبير في معالجة عودة السُّودان المستحقة للمجتمع الدولي .
وحديث السيّد رئيس الوزراء ، أعاد إلى الأذهان مواقف كثيرة وكبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة ، تجاه بلادنا ، وإهتمامها بتمتين وتقوية العلاقات بين الشعبين ، في مجالات الثقافة والرياضة والفنون ، وقبل هذا وذاك في مجال الإستثمار و التعاون الإقتصادي ، ولا ننسى لدولة الإمارات موقفها العظيم إبان إنفجار أزمة الحدود مع الجارة إثيوبيا ، فقد تقدمت بمبادرة لحل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين البلدين ، وهي مبادرة لم تطلقها الإمارات من عندها هكذا ، نعم فقد طلب مسؤولون كبار في « الخرطوم » من «أبوظبي » أن تبادر بمقترحات للحلول ، وهو ما قاد دولة الإمارات العربية إلى أن تتقدم بمبادرتها تلك ، والتي جرى حولها تداول كبير من قبل ساسة وناشطين ، دون معرفة للتفاصيل ، وهي مواقف سياسية من قبل القوى السياسية والحزبية ، التي تريد ما تريد ، رغم معرفة تلك القوى السياسية إن المبادرة جاءت بناء على طلب قيادات سودانية رفيعة .
في أواخر العهد السابق ، شهدت « أبوظبي » أول كلاسيكو سوداني بقيام مباراة كرة قدم بين قمتي الكرة السودانية ، وقد كنت من الشاهدين عليها ، مع عدد كبير من الزملاء والزميلات من الصحفيين والإعلاميين ، في ملعب محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي ، وها هي الإمارات تستضيف معسكراً متكاملاً للمنتخب السوداني بأمارة دبي ، وتتحمل كامل تكلفته ، برعاية كاملة من سمو الشيخ منصور بن زايد بن سلطان آل نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير رئاسة مجلس الوزراء .
هذه مواقف تشبه هذه الدولة الشقيقة وقيادتها الحكيمة العظيمة ، وهي مواقف لن ينساها أبناء شعبنا أبدا .