مصير قاتم لمئات العالقين بسبب اشتباكات الجيش والدعم السريع في جبل الأولياء
الخرطوم – صقر الجديان
يكتنف الغموض مصير المئات من المواطنين الذين علقوا في الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة جبل الأولياء، 45 كيلومتر جنوبي الخرطوم.
وتهاجم قوات الدعم السريع منطقة الجبل منذ الأحد الماضي بغرض الاستيلاء على الخزان الذي يشتمل على جسر يربط بين الخرطوم شرقا وأم درمان غربا بعد تدمير جسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان حيث كان يوفر طرقا للامداد، وسط تبادل الطرفين للاتهامات باستهدافه.
وتحاول قوات الدعم السريع إيجاد منفذ لقواتها بالخرطوم يربطها بغرب السودان حيث يعتقد أن الإمداد بالرجال والعتاد العسكري يصل من هناك.
ونشير إلى أن منطقة جبل أولياء تعرضت لعدة هجمات منذ بدء الحرب بين الطرفين منتصف أبريل المنصرم لكن الهجوم الأخير للدعم السريع على المنطقة يصنف بأنه الأعنف.
الوضع الميداني
تبادل كل من الجيش والدعم السريع عبر منصاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي اصدار بيانات ومقاطع مصورة تظهر سيطرة كل طرف على قاعدة النجومي الجوية التابعة للجيش بجبل أولياء أو سوق المدينة أو أحيائها.
لكن حسب مصادر محلية تحدثت لسودان تربيون فإن الدعم السريع سيطر بالفعل على القاعدة الجوية التي سبق للجيش أن استردها قبل أشهر من يد الدعم السريع.
كما تمركزت قوات الدعم السريع في عدة أحياء داخل مدينة جبل أولياء وعدد من القرى الواقعة جنوبي المدينة.
وأظهرت مقاطع بثتها قوات الدعم السريع سيطرتها على نقطة العبور السريع على الطريق الرابط بين ولاية الخرطوم وولاية النيل الأبيض، إلى جانب تمركز قديم لقوات الدعم السريع في الضفة الغربية لخزان جبل أولياء من ناحية أم درمان.
وتضيق قوات الدعم السريع الخناق على معسكر الجيش الرئيسي والقريب من جسم الخزان من الناحية الشرقية للنيل الأبيض بغية الاستيلاء على المعسكر والخزان حيث الجسر العابر إلى الضفة الغربية لكنها تجد مقاومة شرسة من قوة مدفعية تابعة للجيش تتمركز أعلى تلة تطل على الخزان ومعسكر الجيش معا.
في ذات السياق أكد مصدر في الجيش تحدث لسودان تربيون أن الجيش اتخذ إجراءات وعزز مواقع تمركزه في المناطق الشمالية لولاية النيل الأبيض المتاخمة لمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم.
وشملت تلك الاحترازات مدينة الدويم التي تبعد حوالي 200 كيلومتر جنوبي الخرطوم إلى جانب مدينة القطينة، نحو 90 كيلومتر جنوبي العاصمة السودانية وذلك لمنع أي محاولات تسلل لقوات الدعم السريع.
الوضع الإنساني
تسبب هجوم الدعم السريع على مدينة جبل أولياء في مقتل واختفاء مدنيين منذ الأحد الفائت في ظل انقطاع الاتصالات والانترنت فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي.
وقالت فاطمة وهي من سكان جبل أولياء تمكنت من النزوح إلى ولاية الجزيرة في وقت سابق إنها فقدت الاتصال مع شقيقتها “ز. أ” منذ الأحد الماضي.
وأكدت فاطمة لسودان تربيون أن أحد سكان حي ديم البساطاب الذي تقطن فيه أبلغها بعد أن وصل إلى بلدة “الكريل” جنوبي جبل أولياء، إنه شاهد شقيقتها تصطحب طفلاتها الأربع إلى حي مجاور مع بداية الهجوم.
واتهمت غرفة طوارئ جبل أولياء – جسم مدني مكون من نشطاء – قوات الدعم السريع باعتقال أعداد كبيرة من شباب المدينة واتخاذهم كدروع بشرية.
وأكدت غرفة الطوارئ في بيان مقتل عدد من المواطنين خلال المواجهات بين الجيش والدعم السريع وقصف الطيران، فضلا عن اختفاء العشرات من المواطنين من دون تقديم احصاءات دقيقة للضحايا بسبب سوء الاتصالات والانترنت.
ونشرت غرفة طوارئ جبل أولياء في بيان لاحق قائمة بأسماء مواطنين أطلق سراحهم الدعم السريع، كما نشرت صورا لمواطنين آخرين ما زالوا في عداد المفقودين يجري البحث عنهم.
وحسب مواطنين تمكنوا من الفرار خارج جبل أولياء صوب البلدات التابعة لولاية النيل الأبيض فإن العديد من منازل جبل أولياء والقرى المجاورة تعرضت للنهب تحت تهديد السلاح من قبل عناصر تابعة للدعم السريع.
وفي مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض آثر العديد من سكان البلدة ونازحين فروا إليها من الخرطوم، الهرب جنوبا إلى الدويم وكوستي بعد توتر الأوضاع الأمنية بسبب أنباء تحدثت عن مقتل متسللين من الدعم السريع على يد الجيش.
وعلى الضفة الغربية للنيل الأبيض شهدت المنطقة التي تسكنها قبيلة الجموعية توترات جراء مقتل 5 من أبناء القبيلة على يد الدعم السريع الذي ينتشر في المنطقة حتى ضاحية صالحة جنوبي أم درمان.