مطالب أممية لإنقاذ جيل كامل بالسودان من المرض والموت
منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان تقول إن الأنباء الواردة عن وقوع ضحايا وانتهاكات لحقوق الإنسان في الفاشر "مروعة"
الخرطوم – صقر الجديان
حذرت الأمم المتحدة، الخميس، من أن حياة أطفال السودان “معرضة للخطر”، مطالبة باتخاذ “إجراءات عاجلة” لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت.
جاء ذلك في بيان مشترك لثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي: منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (يونسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.
وحذر البيان، من أن جميع المؤشرات تفيد بأن هناك “تدهور كبير” في الوضع الغذائي للأطفال والأمهات في البلاد التي مزقتها الحرب.
وأشار إلى أن حياة الأطفال “معرضة للخطر، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت”.
وشددت الوكالات الأممية، على أن الأعمال العدائية المستمرة “تؤدي إلى تفاقم أسباب سوء التغذية لدى الأطفال”.
وبيّنت أن من بين أهم الأسباب التي تهدد حياة الأطفال “عدم إمكانية الحصول على الطعام المغذي ومياه الشرب الآمنة، فضلا عن خدمات الصرف الصحي، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض”.
ولفت البيان الأممي، إلى أن البلاد تواجه “خطرا متزايدا” للمجاعة الناجمة عن الصراع، والتي ستكون لها عواقب كارثية بما في ذلك فقدان الأرواح، وخاصة بين الأطفال الصغار.
وحذر من أنه خلال الأشهر المقبلة سوف يزداد وضع الأطفال والأمهات سوءا، إذا يبدأ موسم الأمطار الذي سيعزل المجتمعات المحلية ويرفع معدلات الإصابة بالأمراض.
يشار أن موسم الأمطار في السودان يبدأ في يونيو/ حزيران من كل عام.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
من جانبها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان كليمنت نكويتا سلامي، الخميس، إن الأنباء الواردة عن وقوع ضحايا وانتهاكات لحقوق الإنسان في مدينة الفاشر، مركز إقليم دارفور غربي السودان “مروعة”.
وقالت سلامي، في بيان عبر منصة إكس: “أشعر بحزن عميق إزاء الوضع الإنساني في الفاشر، حيث يضيق خِناق الحرب على السكان المدنيين الذين يتعرضون للهجوم من جميع الجهات”.
وأشارت إلى أن العائلات بما فيها من نساء وأطفال “تُمنع من مغادرة المدينة بحثا عن الأمان”.
وأضافت: نتلقى تقارير مقلقة للغاية تفيد باستهداف أطراف النزاع للمرافق الطبية ومعسكرات النازحين والبنى التحتية المدنية الحيوية”.
وذكرت المسؤولة الأممية، أن أجزاء كثيرة من الفاشر باتت دون كهرباء أو مياه، كما أن نسبة متزايدة من السكان لديها “وصول محدود” إلى الاحتياجات الضرورية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية.
ومنذ 10 مايو/ أيار الجاري، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش تسانده قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام، ضد قوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
وإلى جانب كونها عاصمة ولاية شمال دارفور، تعد الفاشر مركز إقليم دارفور، المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش.
وتقع 4 من عواصم ولايات دارفور الخمس (شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب دارفور، شرق دارفور، وسط دارفور) تحت سيطرة “الدعم السريع”.
وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.