معارك ضارية في نيالا والطيران الحربي يقصف تجمعات الدعم السريع
نيالا – صقر الجديان
قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي مواقع متفرقة لقوات الدعم السريع بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بوقت ازدادت ضراوة المواجهات العسكرية بين القوتين بمحيط الفرقة 16 مشاه ما اسقط نحو 18 قتيل.
وخلال الشهرين الماضيات، تشهد نيالا ثاني أكبر مدن السودان بعد العاصمة الخرطوم من حيث الكثافة السكانية معارك عنيفة بين القوتين أودت بحياة أعداد كبيرة من المدنيين وأجبرت ما يزيد عن الـ 50 ألف شخص على الفرار نحو ولايات شمال وشرق دارفور.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على قيادة الفرقة 16 مشاه بمدينة نيالا كآخر موقع عسكري تابع للجيش بولاية جنوب دارفور بعد أن بسطت سيطرتها على كل الحاميات العسكرية للقوات المسلحة الواقعة خارج نيالا.
ورمت خلال الأسبوع الجاري بكل ثقلها واستنفرت أعداد كبيرة من المسلحين القبليين لمساندتها في اسقاط قيادة الجيش.
وتأخذ ولاية جنوب دارفور أهميتها لموقعها الاستراتيجي ومجاورتها لدول أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، كما أن بالمدينة مطار دولي يمكن أن يستخدم للأغراض العسكرية ونقل الذخيرة والمعدات الحربية.
وقالت مصادر متعددة تحدثت لـ “سودان تربيون” إن “الطيران الحربي نفذ غارات جوية مكثفة اليوم الأربعاء استهدفت تمركزات قوات الدعم السريع في الاتجاه الغربي والشمالي لمدينة نيالا، كما قصف مساء أمس مواقع في حي المستقبل ومدخل المدينة في الحدود مع ولاية شمال دارفور”.
وقال مصدر عسكري مفضلا حجب اسمه لـ “سودان تربيون” أن قيادة الفرقة 16 مشاه تمكنت من استعادة معظم المواقع التي احتلتها قوات الدعم السريع في الاتجاه الغربي والشمال الغربي للقيادة العامة بما في ذلك السلاح الطبي والمستودعات.
واضاف “القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة تتمركز منذ مساء أمس داخل المستودعات بعد الهجوم عليها في سوق موقف الجنينة”.
وكانت القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام تعرضت لهجوم في سوق موقف الجنينة بمدينة نيالا ما أدى إلى مقتل ثلاث من عناصرها بينهم ضابط.
إلى ذلك قال شهود عيان أن معارك عنيفة اندلعت في سوق نيالا الكبير الذي تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر منه علاوة على أحياء خرطوم بالليل والاسبتالية وجنوب مقر الإذاعة والتلفزيون.
فيما تواصل فرار مواطنو أحياء الجير والنهضة وهي مناطق سكنية تجاور الحامية العسكرية من الاتجاه الجنوبي بسبب استهدافها بالمدافع الثقيلة والطيران المسير من قوات الدعم السريع.
ونشرت منصات تابعة للدعم السريع مقطع فيديو لقائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو وهو محاطا بعدد كبير من جنوده في مقر عسكري تابع للجيش غرب القيادة العامة قائلة بأنه يقود معركة تحرير نيالا من الفلول والانقلابيين.
وأفاد الصحفي المهتم بقضايا جنوب دارفور الفاتح بهلول “سودان تربيون” أنه وفقا لمعلومات استقاها من مصادره أن نحو 18 شخصا بينهم 12 فرد من أسرة واحدة لقوا حتفهم إثر قذيفة أطلقتها قوات الدعم السريع استهدفت منازل في حي الكنغو.
وأوضح بأن أعداد كبيرة من مواطني الحي يقيمون الآن في المسجد منذ يومين بسبب اشتداد ضراوة المواجهات والتساقط العشوائي للقذائف المدفعية وتحدث عن وجود ضحايا كثر لم يتم حصرهم في أحياء متفرقة من المدينة.
وكشف عن استمرار حملات الاستنفار التي تقوم بها قوات الدعم السريع لجلب مقاتلين قبليين لصفوفها من أجل إسقاط الحامية العسكرية التابعة للجيش بولاية جنوب دارفور.
وتجئ تطورات الأوضاع الأمنية بولاية جنوب دارفور قبل يوم واحد فقط من بدء محادثات سلام بين القوتين من المحتمل أن تنطلق غدا الخميس في مدينة جدة السعودية برعاية الدولة المضيفة والولايات المتحدة الأميركية.
وكان الطرفان وقعا في 11 مايو الماضي على إعلان جدة نص على خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية ووقف الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة للجيش، ولكن الطرفان لم يلتزما بالاتفاق فسرعان ما تجددت المواجهات المسلحة لتأخذ طابع أكثر حدة.