أخبار السياسة المحلية

مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في الفاشر من جرائم ذات دوافع إثنية

فولكر تروك يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية جراء هجمات قوات تأسيس على المدينة

جنيف – صقر الجديان

طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تروك، الخميس، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ارتكاب جرائم ذات دوافع إثنية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مع تصاعد هجمات قوات تأسيس على المدينة المحاصرة منذ أبريل 2024.

وأشار تروك في بيان إلى استمرار اختطاف النساء وتصفية المدنيين الفارين، مع قصف مراكز الإيواء داخل الفاشر، بعد أن دمرت القوات سبل العيش ومصادر المياه والمرافق الصحية والأسواق.

وأوضح المفوض أن هذه الدعوة جاءت بناءً على تقارير عن أعمال عنف خطيرة ضد الفارين، تشمل إعدامات ميدانية وتعذيب واختطاف ونهب، محذرًا من خطر تكرار الانتهاكات ذات الدوافع الإثنية على غرار هجوم مخيم زمزم الذي شهد عنفًا جنسيًا ممنهجًا ضد نساء وفتيات من إثنية الزغاوة.

وأكد تروك على ضرورة ضمان المرور الآمن والطوعي للمدنيين للخروج من الفاشر، عبر الطرق الرئيسية ونقاط التفتيش التي تسيطر عليها فصائل مسلحة مختلفة، محذرًا من أن المدينة تقف على حافة كارثة أكبر بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المستمر والقتال المتواصل.

جانب من الانتهاكات

أفاد تروك بأن الفترة من 19 إلى 29 سبتمبر شهدت مقتل 91 مدنيًا في الفاشر جراء قصف مدفعي وهجمات بالطائرات المسيّرة واقتحامات برية نفذتها قوات تأسيس، مشيرًا إلى أن الهجمات المتكررة على الأعيان المدنية تُستخدم لإجبار المدنيين على النزوح، بما في ذلك من مخيم أبو شوك للنازحين شمال المدينة.

وتوغلت عناصر قوات تأسيس داخل المخيم الذي كان يؤوي 190 ألف نازح في أغسطس الماضي، حيث اختطفوا العديد من النساء والأطفال، ودمروا المتاجر وأحرقوا المنازل. كما استهدفت هجمات بالطائرات المسيّرة حي الدرجة الأولى الذي يؤوي نازحين من المخيم، أسفرت عن مقتل 67 مدنيًا في 19 سبتمبر.

كما تلقت المفوضية في 30 سبتمبر تقارير موثوقة عن مقتل 23 مدنيًا على الأقل إثر استهداف مطبخ مجتمعي بالقذائف في حي أبو شوك، وسط نقص الإمدادات الأساسية وارتفاع الأسعار، ما يفاقم تدهور الحق في الغذاء.

دعوة عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية

شدّد تروك على ضرورة رفع الحصار فورًا والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بلا عوائق، مؤكداً مسؤولية قوات تأسيس والفصائل المسيطرة على نقاط التفتيش في حماية المدنيين وتمكينهم من المرور الآمن والطوعي.

ويواجه نحو 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، محاصرون في الفاشر جوعًا شديدًا ووصولًا محدودًا إلى مياه الشرب والرعاية الصحية، وسط استمرار نشر مئات المقاتلين في الطرق المؤدية إلى المدينة والحواجز الترابية لمنع وصول الإغاثة والأدوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى