أخبار السياسة المحلية

مقال لـ«فورين بولسي»: الأمم المتحدة والغرب أفشلا «الانتقالية السودانية»

الخرطوم – صقر الجديان

نشرت مجلة «فورين بولسي» مقالاً للخبير الأممي جاستن لينش، مقتبساً من كتابه «الديمقراطية غير المكتملة في السودان: الوعد والخيانة لثورة شعبية» الذي شارك فيه لينش مع آخرين.

ومن ضمن المشاركين في الكتاب ويلو بيرريدج وأليكس دي وال والسودانية رجاء مكاوي.

وبحسب لينش، كانت الأمم المتحدة وأمريكا والغرب عموماً وراء فشل الحكومة الانتقالية في السودان.

ليست بالشكل الصحيح
ويقول لينش إن الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير كان فرصةً تاريخيةً بالنسبة للولايات المتحدة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، حيث كان يُنظر إلى ثورة السودان على أنها فرصة تاريخية لتحويل الديكتاتورية إلى ديمقراطية.

ولإنجاح الانتقال تعهّدت الولايات المتحدة بتقديم «700» مليون دولار بالإضافة إلى حوالي «600» مليون دولار مساعدة سنوية.

وأضاف لينش أنه عندما جاءت المساعدة للسودان أخيراً، لم تتم بالشكل الصحيح.. فبالرغم من أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تدير صندوقاً بقيمة 700 مليون دولار، والتعهد بحوالي 600 مليون دولار سنوياً وحزمة مساعدات مماثلة، من دول غربية تبلغ أكثر من مليار دولار سنوياً مخصصة لمعالجة الفقر، ودعم الديمقراطية، إلا أن تلك الأموال لم تعالج الأسباب الجذرية الأساسية للعنف والفساد، ودعمت العديد من برامج «المصالح الفردية» على حساب ما يحتاجه حمدوك.

واعترف مسؤولون إنسانيون في السفارات عبر الخرطوم بأنهم لا يعرفون كيفية انفاق الأموال المخصّصة لهم.

وذكر لينش أن حمدوك ألمح عدة مرات إلى عدم امتلاكه القوة لمواجهة الجيش وأجهزة المخابرات التي استفادت من الفساد في حين أفاد مسؤولو الأمم المتحدة أنهم تعرضوا للتهديد بالطرد في حالة إثارتهم هذه القضايا علناً.

وضمن مقاله، أفاد لينش بأن مجموعة من النساء ذكروا له أثناء زيارته لمناطق النزاع أنه كان عليهن ممارسة الجنس مع قادة المجتمع الذين تم تعيينهم من قبل الحكومة لكي يتم إدراجهن في القوائم لتلقي المساعدات.

إضاعة الفرصة
ويروي الكاتب أنه وفي آخر مرة رأى فيها حمدوك في يونيو 2021، كان “أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى” بعد توقيع اتفاق سلام كان قد وعد بإنهاء الحرب الأهلية في جزء من السودان. كان الاقتصاد يتحسن أخيراً. بدا أن هناك أمل في أن يتحد السياسيون المتحالفون في ائتلافه.

لم يكن مفاجئاً، إذن، أنه عندما كان هناك أخيراً بصيص أمل لحمدوك، أطاح به الجيش في انقلاب في 25 أكتوبر 2021.

وشكّلت الأمم المتحدة بعثة لدعم الانتخابات، فيما عقد الزعيم الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمراً دولياً رفيع المستوى للمانحين لدعم الحكومة المدنية.

وبعد أقل من عام تم القضاء على الحركة الديمقراطية في السودان. حيث أوقف انقلاب عسكري على رئيس الوزراء المدني في أكتوبر 2021 الآمال في انتقال حقيقي.

ويرى لينش، أنه كانت هناك فرصة للإصلاح أضاعها التكنوقراط والدول الغربية والمؤسسات الأجنبية التي أرادت دعم الديمقراطية.

وبحسب لينش، فإن قصة المجتمع الدولي في سودان ما بعد الثورة توضح بجلاء مدى محدودية دور المساعدات الخارجية، كما توضح خداع الذات والإهمال العالمي اللذين قادا السودان إلى الفشل.

هذا لا يعني أن الجيش والسياسيين في السودان غير مسؤولين عن مصير بلادهم. حيث استمر الفساد والعنف بعد سقوط البشير وذلك يعني أن الانتقال في السودان سيكون دائماً وعراً- هذا إذا نجح في يوم ما.

الدروس المستفادة
كان رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك، واضحاً دائماً في أنه يتوقع تراجعاً في ثورة السودان. افتقر حمدوك وغيره من التكنوقراط في الحكومة المدنية إلى المهارة السياسية لاستخدام النفوذ الضئيل الذي كان لديهم وكانوا مقيدين بدستور يمنح الجيش سلطة شبه كاملة.

كانت هناك فرصة سانحة لإجراء إصلاحات مهمة قبل الثورة المضادة ولكنها ضاعت من بين يدي التكنوقراط وكذلك الدول والمؤسسات الأجنبية التي أرادت دعم الديمقراطية.

ويقول لينش إن الدروس المستفادة من مساعدة المجتمع الدولي للسودان مهمة، لأن البشير لن يكون آخر ديكتاتور تتم الإطاحة به. إذا أراد مؤيدو الديمقراطية القيام بعمل أفضل في دعم عمليات الانتقال إلى الديمقراطية، فعليهم التعلم من عملية الانتقال الفاشلة في الخرطوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى