مقتل (15) مدنيًا برصاص «الدعم السريع» في شمال دارفور
الفاشر – صقر الجديان
قُتل 15 مدنيًا على الأقل برصاص الدعم السريع، السبت، خلال مغادرتهم الفاشر بولاية شمال دارفور، استجابة لدعوات قادة بارزين في تحالف “تأسيس” لإفراغ المدينة من السكان باعتبارها منطقة نزاع نشطة، فيما أعلنت القوة المشتركة صدها لهجوم جديد نفذته الدعم السريع على الفاشر اليوم السبت.
وظل رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، يدعو سكان الفاشر إلى مغادرتها، كما اعترض على إيصال المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة.
وقالت مصادر محلية ، إن “15 شخصًا على الأقل تمت تصفيتهم صباح اليوم السبت برصاص قوات الدعم السريع أثناء محاولة الوصول إلى بلدة قرني غربي مدينة الفاشر”.
وأفادت أن عددًا من الشباب تم أسرهم بعد اتهامهم بموالاة الجيش والقوة المشتركة.
وحددت الدعم السريع وحلفاؤها في ائتلاف “تأسيس” منطقة “قرني” الواقعة في البوابة الغربية لمدينة الفاشر، نقطة تجميع للقادمين من عاصمة شمال دارفور، على أن يتم نقلهم لاحقًا إلى مناطق كورما وطويلة، وهي مواقع تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والمجلس الانتقالي بزعامة الهادي إدريس.
وفي الأثناء، قال رئيس حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي بولاية شمال دارفور، محمد آدم ، إن الدعوات التي أطلقها حلفاء الدعم السريع لإفراغ مدينة الفاشر من السكان، استجاب لها عدد محدود من الشباب بسبب الضغوط المعيشية، لكنه تم الغدر بهم وقتلهم بصورة بشعة.
واتهم الهادي إدريس وزعيم فصيل تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، بممارسة التضليل والكذب على سكان الفاشر عبر دعوات المغادرة، وذلك بغرض اصطيادهم لمصيرهم الحتمي، وهو القتل والتبشيع بهم.
ودعا الشباب إلى ضرورة الصبر والاستمرار في الدفاع عن المدينة، وعدم الاستجابة لدعوات إفراغ الفاشر من السكان.
وأضاف: “لا تستجيبوا لدعوات المليشيات، وإن مناطق سيطرتها فيها مؤشرات واضحة على انعدام الأمن، وتُمارس في هذه المناطق جرائم القتل والتنكيل وسرقتهم، وبمثل هذه السلوكيات لن يستطيع أحد أن يعيش في مناطقهم”.
وبثت منصات موالية للدعم السريع مقاطع فيديو أظهرت قيام عناصر تابعين لها بقتل عدد من الشباب يرتدون أزياء مدنية، وإلقاء جثث بعضهم داخل خندق ضخم حفرته الدعم السريع في أطراف الفاشر.
وزعم أحد القادة الميدانيين أن من تم قتلهم هم أفراد يتبعون للجيش والحركات المسلحة، كانوا ينوون الهروب من خطوط النار داخل مدينة الفاشر.
كما عرض عناصر الدعم السريع مقاطع مصورة لرجل قالوا انه يحمل رتبة اللواء في القوة المشتركة تم أسره أثناء محاولته الفرار من الفاشر.
وسبق أن تعرض عشرات النازحين لانتهاكات جسيمة على يد الدعم السريع، شملت القتل والنهب والاغتصاب والاعتقال أثناء محاولتهم الوصول إلى بلدة طويلة.
وتحاول الدعم السريع السيطرة على الفاشر منذ 11 مايو 2024، حيث ظلت تشن هجمات على المدينة، بالتزامن مع إحكام الحصار عليها، والذي أدى إلى أزمة جوع واسعة جراء النقص الحاد في الغذاء.
وشنت القوات، اليوم السبت، الهجوم الـ 225 على الفاشر، في محاولة ترمي للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في إقليم دارفور.
وقال المتحدث باسم القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، أحمد حسين مصطفى، في بيان، إن الهجوم نفذ بمشاركة قوات من الحركة الشعبية ــ بقيادة عبد العزيز الحلو.
وأشار المتحدث إلى أن الجيش وحلفاءه تصدوا للهجوم، مما أسفر عن تحييد العشرات من عناصر الدعم السريع، بما في ذلك قائد القوات الخاصة، وهو أجنبي يحمل الجنسية الكولومبية، كما جرى تدمير وحرق عدد من العربات القتالية.
وتُتهم الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة كولومبيين في تشغيل أنظمة الدفاع الجوي والمسيّرات الاستراتيجية.
وسبق أن استولى الجيش على وثائق هوية تعود لكولومبيين خلال كمين تم نصبه لقافلة قادمة من ليبيا كانت تحمل إمدادات لقوات الدعم السريع في طريقها إلى إقليم دارفور.