أخبار السياسة المحلية

مقتل 160 اثر تجدد الاشتباكات القبلية في غرب دارفور

الجنينة – صقر الجديان

جددت مليشيات قبلية مسنودة بقوات حكومية الأحد، هجوماً يعتبر الأعنف من نوعه على بلدة “كرينك” 80 كيلو متر شرق مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور مخلفة نحو 160 قتيل على الأقل بينهم ضباط في قوات الدعم السريع وفقاً لمصادر مطلعة.

وتجدد العنف القبلي الدامي الجمعة، بين القبائل العربية ومجموعات سكانية بعضهم يتبعون لأحد الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام بولاية غرب دارفور مخلفاً عدد غير معروف من القتلى وعشرات الجرحى.

وتجئ هذه الاشتباكات عقب مقتل إثنين من القبائل العربية من قبل مسلحين في منطقة “كرينك” الأمر الذي قاد ذويهم للقيام بحملة عسكرية بغرض الثأر.

ونقلت مصادر حكومية وشهود عيان حسب ”سودان تربيون” أن الهجوم على “كرينك” بدأ فجر الأحد عندما غارت مجموعات من القبائل العربية على سكان المنطقة مستخدمين الأسلحة الثقيلة وسيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية والدواب مما أدى لقتل أكثر من 160 شخص وإصابة الآلاف وحرق لمنازل المواطنين.

ومن جانبه، صرح المدير التنفيذي لمحلية كرينك ناصر الزين  أن الوضع في المنطقة صعب للغاية دون أن يخوض في التفاصيل.

وأشارت المصادر أن المليشيات القبلية أحرقت بالكامل مقر المعتمدية بجانب مركز للشرطة والاستيلاء على أسلحة في مخزن يتبع للشرطة فضلاً عن نهب وحرق السوق الرئيسي في المدينة وإشعال النيران في عدد كبير من منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم.

وقال يحيي أبكر وهو من سكان كرينك  أن المسلحين دمروا كل شئ ونهبوا المنازل والسوق وأحرقوا المؤسسات الحكومية” ووصف الوضع في المنطقة بالصعب يستدعي تدخل أطراف دولية لمنع ما وصفها بالإبادة الجماعية الجديدة ترتكب في حق سكان ولاية غرب دارفور.

وأوضح أن الهجوم على “كرينك” تزامن مع انسحاب قوة أمنية ابتعثت أمس السبت بغرض حسم الصراع وأضاف ” لا ندري ماهي الأسباب التي قادت هذه القوات على الانسحاب عقب وصولهم ابلغونا بأنهم سيحفظون الأمن ولكن بمجرد بدأ الهجوم غادرت هذه القوات”.

وأكدت المصادر أن الطائرة الحربية التي وصلت للمنطقة السبت، لم تتدخل في وقف تمدد المليشيات المسلحة وأضافت ” هذه الطائرة حلقت مساء الأمس في سماء المنطقة وعادت أدراجها ربما لمدينة الجنينة دون أن تتدخل في حسم الصراع القبلي الدامي”.

وكانت السلطات العسكرية في الخرطوم دفعت بتعزيزات أمنية غير مسبوقة لولاية غرب دارفور السبت، بعد يوم واحد من القتال الدامي بمحلية “كرينك” شرق مدينة الجنينة خلف نحو 8 قتيل ونحو 16 جريح وحرق لمعسكر يأوي ألاف النازحين.

مشاركة الدعم السريع

وفي الأثناء كشف بيان صادر من مجموعة احتجاجية تسمى كتلة ثوار غرب دارفور في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان” عن مقتل عن نحو ثلاث من ضباط قوات الدعم السريع إثر مشاركتهم في القتال الدامي وذكرت بأن ” حسن بكاي برتبة الرائد وموسى جاوين برتبة النقيب وجمعة جويد برتبة ملازم أول” لقوا حتفهم في الاشتباكات التي دارت صباح الأحد.

وأكد أن الهجوم نفذته قوات الدعم السريع قادمة من محلية فور برنقا بولاية غرب دارفور وأم دخن بوسط دارفور وسرف عمر وكبكابية بولاية شمال دارفور.

وأضاف حانقا أن الطائرة التي أرسلت بالأمس هي ليست لحماية المواطنين بل لاستكشاف المنطقة ومعرفة أماكن الشبان الذين يتولون عملية حماية المحلية وتساءل عن أسباب اختفائها وعدم مشاركتها في وقف تمدد المليشيات القبلية.

وسبق أن طالبت السلطات الأمنية في الولاية بسحب قوات الدعم السريع المكونة من أبناء القبائل العربية في المنطقة واستبدالها بقوة أخرى إلا أن هذا الطلب لم يتم الاستجابة له، في ظل مشاركة قوت تابعة لوالي غرب دارفور من أبناء المساليت اللذين هم أيضا يشاركون في القتال.

توتر في الجنينة

وخيم التوتر مدينة الجنينة مركز الولاية عقب نقل عشرات المصابين للمستشفى لتلقي العلاج ما قاد المدير التنفيذي لمحلية الجنينة خليل دقرشو بإصدار أمرا محلياً بإغلاق سوق المدينة الرئيسي تحوطاً لتداعيات الأحداث التي شهدتها كرينك.

وقال مرسوم القرار بأنه سيتم إغلاق السوق الرئيسي وكافة الأسواق الفرعية بمدينة الجنينة من الساعة السادس مساءً وحتى السادسة صباحاً لحين إشعار أخر وهدد باتخاذ إجراءات قانونية لكل من يخالف الأمر بالسجن مدة لا تتجاوز الثلاث أشهر والغرامة لا تتجاوز الـ200 ألف جنيه أو العقوبتين معاً في حال تكرار المخالفة.

اقتحام مستشفى الجنينة

وأقتحم مسلحون يتبعون لقوات التحالف السوداني التي يقودها والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر مستشفى الجنينة التي وصل إليها أعداد كبيرة من الجرحى وأبلغت مصادر  أن ضابط برتبة رفيعة يتبع لقوات التحالف السوداني حاول اقتحام مستشفى الجنينة بجنوده لمنع علاج المرضى ما قاد لاندلاع اشتباكات عنيفة مع ذوي الجرحى المسلحين وأكدت مصرع الضباط رفقته عدد من جنوده.
وأشارت أن الاشتباكات شملت كذلك المنطقة القريبة من الجمارك وبالقرب من منزل سلطان عموم المساليت سعد بحر الدين ومقر بنك الخرطوم بعد أن حاولت مجموعة مسلحة نهبه تصدت لهم قوة أمنية مطلقة كميات كبيرة من الرصاص الحي.

فيما نعت إدارة التعليم بمحلية “كرينك” نحو 6 من المدرسين لقوا مصرعهم في الأحداث الدامية التي جرت في المنطقة.

وتشهد ولاية غرب دارفور منذ عامين نزاعات قبلية أودت بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ونزوح الآلاف يقيمون في مراكز للإيواء داخل مدينة الجنينة وبعضهم فر لدولة تشاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى