مقتل 9 مواطنين وإصابة العشرات في هجمات على قرى بشمال دارفور
الفاشر – صقر الجديان
قُتل نحو 9 مواطنين وجرح العشرات إثر هجوم شنته جماعات مسلحة على عدد من القرى شمال غرب “كتم” بولاية شمال دارفور غرب السودان يومي الاثنين والثلاثاء.
وتأثرت عدد من ولايات دارفور خلال الثلاث أعوام الماضية بالنزاعات القبلية الدامية والتي أودت بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ونزوح الآلاف وسط اتهامات للأجهزة الأمنية والعسكرية بالتقصير في توفير الحماية للمدنيين.
وأبلغ أبكر دورين وهو قيادي أهلي بولاية شمال دارفور “سودان تربيون” “أن خلفية الأحداث بدأت عندما عثر مواطنين يوم الاثنين على جثث اثنين من أبناء القبائل العربية بالقرب من قرية سنانة .
وأحيطت الشرطة والإدارة الأهلية بالحادثة حيث تم نقل القتلى إلى مدينه كتم لكن بعدها تجمهر أهالي الضحايا ونفذوا حملات انتقامية على القرى ما أدى إلى حرق نحو 4 منها وتهجير سكانها.
وأوضح دورين أن الهجوم خلف حتى الآن نحو 7 قتلى كان بينهم جرحى تمت تصفيتهم أثناء نقلهم لمدينة “كتم” لتلقي العلاج علاوة على أعداد كبيرة من المصابين لم يتم حصرهم حتى الآن ووصف الأوضاع في المنطقة بالمتأزمة في ظل عجز السلطات عن التدخل لحماية المدنيين.
وأضاف “حضرت إلى موقع الأحداث 18 سيارة تتبع لقوات الدعم السريع ،لكنها لم تتدخل رغم مشاهدتها المهاجمين وهم على متن دراجات بخارية وآخرين يمتطون سيارات دفع رُباعي “.
وأكد فقدان العشرات خلال الهجوم بينهم نساء وأطفال وكبار سن لم يتم العثور عليهم حتى الآن.
إلى ذلك اتهمت حركة جيش تحرير – المجلس الانتقالي قوات الدعم السريع بالتواطؤ مع المجموعات التي نفذت الهجوم وقالت إن بعض عناصرها انحاز بشكل سافر لقبائلهم.
وتلاحق قوات الدعم السريع اتهامات بالمشاركة في القتال الأهلي في دارفور لانحياز بعض أفرادها لقبائلهم وسبق وان توعد قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” بتشكيل لجان تحقيق لمعرفة الجهات المتورطة في النزاعات تمهيدا لمحاسبتهم.
وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي احمد جدو لـ”سودان تربيون” إن المليشيات المسلحة اختطفت 9 مواطنين منهم جنديين يتبعون للحركة مازال بعضهم محتجزا كاشفا عن حرق 4 قرية ونهب عدد كبير من المواشي.
واتهم جهات لم يسمها بالسعي لجر المنطقة لفتنة جديدة مبيناً بأنهم لن يكون جزءا من أي نزاع قبلي ويتصدون لمن يحاول إشاعة الفوضى في الإقليم.
وأوضح بأن التساهل مع المجموعات الخارجة عن القانون سيؤدى إلى حرب أهلية لا يمكن تلافي آثارها.
وعلى الرغم من مرور عامين على توقيع اتفاقية جوبا للسلام التي أبرمتها الحكومة الانتقالية مع 5 فصائل مسلحة ماتزال الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور أخذة في الانحدار وتعزو الحركات المسلحة تنامي الصراعات القبلية لعدم الالتزام ببرتوكول الترتيبات الأمنية.
وفي الأثناء قال بيان عن هيئة محامي دارفور تلقته “شبكة صقر الجديان” إن مليشيات مسلحة شنت هجوما واسعا على منطقة ملاقات وقرى “سنانة، كورنقا، ام كتيرة، حلة الفكي” وقرى أخرى بمحلية كتم بولاية شمال دارفور وكشف عن نهبها ممتلكات المواطنين وتشريد عشرات الأسر
وأوضح بأن المجموعات المهاجمة كانت تستخدم عربات دفع رباعي مزودة بالأسلحة ويرتدي عناصرها ازياء القوات الرسمية ومجموعات أخرى مسلحة منها كانت على ظهور الدواب.
وحمل البيان السلطات العسكرية المسؤولية الكاملة عن ازهاق أرواح المواطنين وقال إن القائمون على إدارة الدولة بالمركز والإقليم والولاية بوضع اليد يفتقرون للققدرات و المؤهلات ما أدى إلى شيوع ظاهرة ممارسة القتل الجزافي والحرق والنهب والإفلات من العقاب.
وأكد بأن إيقاف هذه الظواهر والتعافي من آثارها لن يتحقق إلا باستعادة الحياة الدستورية للبلاد بمرجعية تأسيس الدولة السودانية وإنهاء كل مظاهر التسلح وتشكيل حكومة مدنية وفقاً لمرجعية قواعد التأسيس وإنشاء جيش قومي واحد بعقيدة وطنية موحدة.
إقرأ المزيد