ملف الأسرى في السودان.. اتهامات متبادلة على وقع احتدام المعارك
الخرطوم – صقر الجديان
على وقع احتدام المعارك بالسودان، تبادل طرفا الصراع اتهامات بشأن ملف الأسرى، ما يشير إلى أن الأزمة في البلاد لا تزال عصية على الحل.
ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، ما أثارته قوات “الدعم السريع” الأحد بشأن رفض القوات المسلحة تسلم مئات الضباط والجنود جرى أسرهم خلال المعارك الناشبة بين القوتين المتصارعتين منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
ورد المتحدث العسكري في بيان صحفي على ما قال إنها “أكاذيب وتزييف للحقائق” درجت عليه قوات الدعم السريع حين تحدثت عن رفض تسلم 537 أسيرا بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضاف في بيان اطلعت عليه “شبكة صقر الجديان”: “توضح القوات المسلحة أنها لم تتلق من المنظمة الدولية أي اتصالات أو مكاتبات تتعلق بهذا الشأن، وأن ما أصدرته قوات الدعم السريع “محض أكاذيب”.
ومنذ بداية المعارك في السودان التي خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاع القتال وفشل هدن متلاحقة حاولت قوى إقليمية ودولية التوسط لإقرارها في البلد الذي يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
مخاطبة الصليب الأحمر
وأعلنت قوات الدعم السريع، الأحد، عن رفض الجيش تسلم المئات من ضباط وجنود الأسرى لديها، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إن قيادتها وجهت بإطلاق سراح 537 من أسرى الجيش، حيث جرى مخاطبة الصليب الأحمر التي تواصلت مع الجيش لتكملة إجراءات التسليم والتسلم”.
وأشارت إلى أن قيادة الجيش رفضت استلام الضباط وضباط الصف والجنود، على الرغم من أن الخطوة جاءت كبادرة حسن نوايا.
وتعثرت جميع محاولات وقف النزاع المندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023، بما في ذلك وساطة مشتركة من السعودية والولايات المتحدة.
وأدان البيان رفض قيادة الجيش استلام عناصره الأسرى، وشدد على أن ذلك لا يعني سوى أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان “ومن خلفه فلول المؤتمر الوطني يعتبرون الأسرى عبئا إداريا غير مرغوب فيه”.
وأفاد بأن الجيش قصف في وقت سابق موقعًا تُسيطر عليه ويحتجز فيه أسرى، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم.
تحييد الملف
يقول الكاتب والمحلل السياسي، عباس عبدالرحمن، إن ملف الأسرى، هو ملف إنساني بحت لا يقبل المساومة والابتزاز من أي من الطرفين المتقاتلين لتحقيق مكاسب سياسية.
وأوضح عبدالرحمن في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن الأسرى يجب معاملتهم وفق القوانين الإنسانية الدولية، وعدم استخدامهم على أنهم كروت سياسية في الحرب.
من جهته، شدد الكاتب والمحلل السياسي، عبداللطيف أبوبكر، على ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني في معاملة الأسرى والمحتجزين.
وأشار أبوبكر في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن ملف الأسرى حساس بصورة كبيرة، وينبغي مراعاة الظروف الإنسانية التي يعيشها الأسرى في البلاد منذ نشوب الحرب.
وأضاف أنه “على الجيش السوداني والدعم السريع، توفير المعلومات الحقيقية بشأن الأسرى وأعدادهم، والعمل على الإفراج عنهم دون شروط تعجيزية بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي.”
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو ملايين النازحين واللاجئين، وفقا للأمم المتحدة