أخبار السياسة المحلية

مناوي يقرّ بسقوط الفاشر ويدعو لتحقيق مستقل في الانتهاكات وسط قلق أممي

بورتسودان – صقر الجديان

أقرّ حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الإثنين، بسقوط مدينة الفاشر في يد قوات تأسيس، متهماً إياها بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، في وقت دعت فيه الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في المدينة وبقية أنحاء السودان.

وأعلنت قوات تأسيس، الأحد، سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من عامين.

وقال مناوي، الذي يشرف كذلك على القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، في منشور على منصة “إكس”، إن “سقوط الفاشر لا يعني التفريط في مستقبل دارفور لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة”، مؤكداً أن حماية المدنيين وكشف مصير النازحين يمثلان أولوية قصوى، داعياً إلى تحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تُرتكب بعيداً عن الأنظار.

قلق أممي

من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في الفاشر وجميع أنحاء السودان، معربة عن قلقها من تقارير تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين ونزوح قسري واسع، في ظل تصاعد القتال والهجمات البرية على المدينة.

وشددت الأمم المتحدة على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق، موضحة أن “الوكالات الإنسانية تمتلك إمدادات منقذة للحياة، لكن القتال الكثيف جعل من المستحيل إيصالها، فيما يواصل العاملون المحليون إنقاذ الأرواح تحت القصف”.

اتهامات بارتكاب “تطهير عرقي”

وفي السياق، قالت شبكة أطباء السودان إن “قوات تأسيس نفذت مجزرة مروعة مساء الأحد بحق مواطنين عُزّل في مدينة الفاشر، على أساس إثني، في جريمة تطهير عرقي تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي شهدها الإقليم”.

وأضافت الشبكة أن التقارير الميدانية تشير إلى أن عدد الضحايا تجاوز العشرات، وسط صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الانفلات الأمني الكامل.

وأوضحت أن قوات تأسيس “نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات”، مما أدى إلى انهيار شبه تام للقطاع الصحي وحرمان الجرحى والمرضى من أبسط مقومات الرعاية.

وأكدت الشبكة أن ما حدث “يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والمنشآت الصحية”، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بـ“التحرك الفوري لوقف المجازر وضمان حماية المدنيين ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية”.

حصار خانق وتنديد محلي

وأظهرت مقاطع مصورة بثّتها منصات موالية لـقوات تأسيس، مشاهد لاعتقال عدد كبير من المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة شملت القتل والنهب.

وتعيش مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 تحت حصار خانق وهجمات متكررة من قوات تأسيس، في إطار سعيها للسيطرة الكاملة على المدينة، وسط اتهامات باستخدام مرتزقة أجانب من جنوب السودان وكولومبيا لتشغيل الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة.

وفي بيان لها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن “المدنيين الخارجين من المدينة يتعرضون لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي”، مؤكدة أن “الصمت أو الحياد أمام هذه الانتهاكات يمثل تواطؤاً مع القتلة”.

وأضافت: “سنقاوم هؤلاء المجرمين رغم ضعف الإمكانيات، لأن السكوت على الحق مشاركة في الجريمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى