منظمة الأرصاد: الظروف البيئية ليست المحرك لوباء كوفيد-19
جنيف – صقر الجديان
العلاقة بين العوامل الجوية والمناخية والبيئية وانتشار وباء كوفيد – 19″، هي جوهر ندوة علمية ضخمة تستضيفها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومؤسسات علمية دولية عبر الإنترنت من الرابع إلى السادس من (أغسطس) المقبل. ومع تهيئتها للندوة، رجحت المنظمة أن “يبقى وباء كورونا متفشيا بعد المرحلة الأولية من الجائحة لأعوام عدة”.
وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من مقرها في جنيف، “إن الظروف البيئية ليست المحرك الرئيس للموجة الأولى من وباء فيروس كورونا، الذي ما زال ينتشر على الصعيد العالمي في نطاق واسع من المناخات والأوضاع الموسمية والبيئية، لكن مع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول إذا ما كانت عوامل مثل، درجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء والضوء فوق البنفسجي تؤثر في انتشار فيروس كوفيد – 19”.
وتشير إلى أن معرفة حركة وحيوية الوباء خلال العامين المقبلين مسألة ذات أهمية وإلحاحية كبيرة للحكومات في جميع أنحاء العالم، إذ تتأثر القرارات الرئيسة ذات العواقب الاقتصادية الكبيرة تأثرا شديدا بنماذج التنبؤ الوبائي.
وفي مؤتمر صحافي في جنيف أمس، قال البروفيسور، يورك لوترباخر، كبير علماء المنظمة ومدير العلوم والابتكار “من المهم أن نفهم إذا ما كانت العوامل الجوية والمناخية والبيئية تشجع انتشار المرض في الهواء الطلق أم في الداخل، هذا سؤال علمي وثيق الصلة بالموضوع، هو موضع عديد من الدراسات”، حسب تعبيره.
وقالت الدكتورة، جوي شوماك – كيمو، مسؤولة مكتب الصحة والمناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، “من المرجح أن يبقى كوفيد – 19 متفشيا بعد المرحلة الأولية من الجائحة لأعوام عدة. إن تحسين فهم إذا ما كان الفيروس سيتأثر بالظروف البيئية والطقسية الموسمية، كما هي الحال مع عديد من فيروسات وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، سيساعد على توجيه سياسة الصحة العامة وإدارة المرض في الأشهر والأعوام المقبلة”. وقد تجلى المرض في الأصل، في أوائل الشتاء إلى منتصفه، في نصف الكرة الشمالي، وفي أماكن ذات مناخات معتدلة، وانتشر شرقا وغربا في نطاق مناخي ضيق جدا في البداية.
تقول المنظمة، “إن سلوك الوباء هذا يمكن أن يعكس حساسية مناخية، كما أنه يمكن أن يعكس بالقدر نفسه من المعقولية أنماط سير التجارة والحركة البشرية”.
وتضيف “بعض الدول التي تواجه حاليا أعلى أعباء كوفيد – 19 تقع في المناطق المدارية وشبه المدارية، حاليا في (يوليو) 2020، نشهد حالات متزايدة في بعض دول نصف الكرة الجنوبي، لأنها تتحرك نحو فصل الشتاء”. تسأل المنظمة “هل هذه الظاهرة مدفوعة بالأرصاد الجوية؟” تجيب “الأمر لم يتحدد بعد”.
وتهدف الندوة الإلكترونية إلى إنشاء منتدى لاستعراض ومناقشة الدراسات القائمة من أجل التعرف على ما هو معروف ومفهوم فعلا ويمكن التنبؤ به بشكل موثوق بشأن تأثير المتغيرات البيئية في مسار وباء كوفيد – 19. وستشمل نتائج الندوة توليفا للمعلومات المقدمة وتوصيات لإجراء مزيد من البحوث من النطاق المحلي إلى العالمي، وتقديم التوجيه إلى البحوث المستقبلية. وسينظر أكثر من 450 مشاركا في نحو مائة مساهمة في هذا الموضوع من 20 دولة، وسيتم تشكيل فرق عمل لفهم حركة وحيوية كوفيد – 19، والتنبؤات والإسقاطات المتعلقة به، والمعلومات القابلة للتنفيذ.