«منظمة»: تراجع إنتاج الزراعة لدى 89% من مزارعي دارفور وكردفان بسبب النزاع

دارفور – صقر الجديان
قالت منظمة كير، الثلاثاء، إن نتائج دراسة أجرتها أظهرت تراجع إنتاج 89% من مزارعي دارفور وكردفان بسبب النزاع.
واعتمدت الدراسة التي عُنونت بـ “النزاع، الزراعة والنساء في السودان”، على مسح أسري لـ 492 مزارعًا من أصحاب الحيازات الصغيرة خلال الفترة بين 21 مارس و15 أبريل 2025، إضافة إلى مقابلات ومجموعات نقاش ومصادر بيانات ثانوية.
وأُجريت الدراسة في العباسية وأبو جبيهة ورشاد بولاية جنوب كردفان، وأبو كارنكا وعديلة وبحر العرب بولاية شرق دارفور، إضافة إلى جبل مرة وكاس بجنوب دارفور.
وقالت منظمة كير، في نتائج الدراسة، إن “89% من المزارعين أفادوا بتراجع إنتاجيتهم الزراعية بسبب الصراع، فيما ذكر 57.7% من المشاركين في المسح بتأثير انعدام الأمن على قدرتهم على الحصاد”.
وأشارت إلى أن الرجال والنساء كانوا أكثر ميلًا للإشارة إلى أن انعدام الأمن يمثل تحديًا خاصًا يواجه النساء المزارعات، حيث تصل نسبة التحدي إلى 96.6% في جبل مرة و91.1% في أبو جبيهة، وينخفض إلى 39.7% في أبو كارنكا و18.9% في بحر العرب.
وأوضحت الدراسة أن نقص الموارد المالية وارتفاع تكاليف الإنتاج يعيقان قدرة النساء على الزراعة في المناطق الريفية.
وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يفرضها النزاع على مختلف مراحل الدورة الزراعية، بما في ذلك الزراعة والحصاد والتخزين والبيع والاستهلاك.
وأشار 88.2% من المشاركين في الدراسة إلى أن نقص الموارد يمثل مشكلة بالنسبة للنساء، نظرًا لتراجع سهولة الحصول على التمويل.
وقالت منظمة كير إن انعدام الأمن ونقص الأيدي العاملة والضغوط المالية أدت إلى تقليص عدد المزارعين الذين يزرعون مساحات صغيرة من 20.9% قبل اندلاع النزاع إلى 41.3% بعد نشوب الحرب.
وأفادت بأن 76.2% من المشاركين في الدراسة أبلغوا عن فقدان المحاصيل بعد الحصاد، معتبرة ذلك ضربة كبيرة أخرى للإنتاج المحلي والأمن الغذائي.
وتواجه الزراعة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان انهيارًا في سلسلة الإنتاج بدءًا من البذور والأسمدة والوقود والآليات وانتهاءً بالقدرة على الوصول إلى الأراضي نتيجة لانعدام الأمن.
واعتاد الرعاة في دارفور على إدخال مواشيهم في الأراضي الزراعية عند بداية فلاحة الأراضي وأثناء الحصاد، حيث أسهم الإفلات من العقاب في تزايد هذه الظاهرة.
وقالت منظمة كير إن 64.9% من المشاركين في الدراسة أفادوا بوجود نوع من الاضطراب في الوصول إلى الأسواق، فيما أبلغ 17.5% عن عدم القدرة على الوصول إلى الأسواق؛ بسبب انعدام الأمن وتقلبات الأسعار.
وأشارت إلى أن ارتفاع تكاليف النقل جراء نقص الوقود وتدهور البنية التحتية ساهم في ضعف الوصول إلى الأسواق.
وأضافت: “آثار الضغط الزراعي على الأمن الغذائي للأسر بدأت تضرب بقوة العائلات الزراعية الصغيرة، حيث أوضحت إحدى المشاركات بأنهم يأكلون مرة واحدة خلال اليوم خلال موسم الأمطار، كما أصبح الأطفال ضعفاء ولم يستطيعوا مساعدتنا في الزراعة كما اعتادوا”.
وبيّنت الدراسة أن النساء أكثر ميلًا من الرجال لتبني استراتيجيات تكيّف مثل تقليل الغذاء أو الاعتماد على المساعدات، مما يشير إلى أنهن يعانين من خيارات محدودة للغاية.