من المريخ لإكسبو دبي.. الإمارات تقود العرب لمستقبل واعد
دبي – صقر الجديان
إنجازات علمية وثقافية تاريخية، تحققها الإمارات تباعا، وتقود بها العرب نحو مستقبل واعد ونهضة غير مسبوقة.
إنجازات تاريخية تتوالى في مختلف المجالات، تؤكد أن نهج “اللامستحيل” الذي تمضي به قيادة الإمارات لا يتوقف عند حد معين، وأن تجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات لصالح الإمارات والعالم العربي والبشرية بشكل عام المهمة المفضلة لـ”عيال زايد”.
أحدث تلك الإنجازات هو “إكسبو 2020 دبي” الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
الحدث التاريخي الذي انطلقت فعالياته بحفل افتتاح تاريخي يأتي بعد نحو أسبوعين من إتمام عملية ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، بشبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات، في
إنجاز نوعي وخطوة استراتيجية متقدمة نحو تعزيز مزيج الطاقة وتحقيق الاستدامة.
أيضا يأتي هذا الحدث العالمي في وقت يواصل فيه “مسبار الأمل” الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالتوازي مع تلك الإنجازات، تتواصل الجهود على قدم وساق لإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، والذي يجسد إيمان الإمارات بقيم التسامح والتعايش والأخوة.
أهمية خاصة
إنجازات علمية وثقافية ونووية وحضارية وضعت الإمارات على خارطة دول العالم المتفوقة في مختلف المجالات، وتحولت معها “دار زايد” إلى مصدر إلهام للعرب.
وتكتسب تلك الإنجازات أهمية خاصة، تتجاوز الفوائد التي ستتحقق منها إلى كونها، قامت بتحفيز وتشجيع العرب على تحقيق نقلة نوعية في اهتماماتهم وإطلاق العنان لطموحاتهم للتفوق في مجالات ظلت لعقود حكرا على الدول المتقدمة.
إنجازات تتزامن مع احتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي، ومرور 50 عاما على تأسيسها، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071، التي تهدف من خلالها الإمارات أن تكون أفضل دولة بالعالم.
إنجازات ترسل من خلالها الإمارات رسائل للعرب والعالم أجمع أن كل نجاحاتها تصب في خدمة البشرية جمعاء.
وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تصريحاته اليوم الخميس قبيل يوم من انطلاق الفعاليات الرسمية لإكسبو 2020 دبي .
والذي أكد خلالها أن “النهج الذي قاد به الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الإمارات، وبمتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رفع طموحات الإمارت إلى مالا نهاية، لأن العزم والإصرار والإرادة لدى شعب الإمارات، هو العودة بالمنطقة إلى استئناف الحضارة ومشاركة البشرية في النهضة والتقدم والتفرغ للتنمية، وإثبات أن شعوب هذه المنطقة قادرة على صناعة المستحيل.”
إكسبو 2020 دبي
وينطلق خلال الساعات القادمة الفعاليات الرسميةإكسبو 2020 دبي الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي.
وسيقام في الفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/آذار 2022 تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ويتطلع المعرض إلى استضافة العالم في هذا الحدث الدولي وإشراك الجميع في هذه المسيرة الاستثنائية، من أجل إلهام الأجيال المقبلة ومشاركتها في إطلاق الابتكارات التي ستكون دعامة التقدم البشري في الخمسين سنة المقبلة.
وسيجمع إكسبو 2020 دبي 192 دولة، سيستعرض من خلال أجنحتهم ومشاركاتهم الأفكار والابتكارات التي بها نستطيع تشكيل ملامح مستقبل أفضل للبشرية.
وعبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن فخره واعتزازه باستقبال 192 دولة ليلتقي ممثلوها المشاركين في إكسبو 2020 دبي على أرض التسامح وفي بلد اللامستحيل، مستثمرين هذا اللقاء العالمي لوضع الحلول للتحديات العالمية على أساس صلب من التعاون الدولي الذي أثبتت المتغيرات المتسارعة حاجة البشرية له.
وقال في تصريحات خاصة لـ ” البيان ” – نشرتها اليوم – قبل يوم من انطلاق الحدث الدولي على أرض الإمارات: إن مسيرة عشر سنوات لتنظيم أكبر حدث دولي يمتد لستة أشهر يشارك فيه عدد تاريخي من الدول يصل إلى 192 دولة، هو قمة الفخر الوطني والثقة العالمية بالإمارات، فقد أثبت أبناء الإمارات قدرة استثنائية مرة تلو الأخرى على التفوق في أية مهمة يتصدون لقيادتها خدمة للبشرية في أكثر من مهمة وفي أكثر من موقع، ليثبتوا للعالم أن الإمارات شجرة مثمرة تتسع ظلالها لكل الطامحين بغد أفضل لهذا الكوكب.
وقال إن الإمارات عملت على مدار عقد من الزمان لتجسيد وعدها بتنظيم إكسبو تاريخي وغير مسبوق، وها هي تفي بالوعد، للعالم بحدث سيسكن ذاكرة البشرية ليس من باب الإبهار فقط، بل أيضا لأنه وضع أجندة عمل عالمية للبحث عن الحلول للتحديات التي تواجه عالم اليوم مثل قضايا البيئة والطاقة والتعليم والصحة والفقر، وتسخير العلوم والتكنولوجيا والابتكار للتأثير الإيجابي في حياة الشعوب وتغييرها للأفضل.
ووجه تحية ترحيب للمشاركين .. قائلا لهم : ” أنتم في بيتكم، وتجربتنا التنموية في تصرفكم وفي خدمتكم، اليوم تجمعنا مدينة إكسبو، مدينة العالم، لنتشارك معاً في صياغة مستقبل أفضل للأجيال، فمصيرنا واحد وشعوبنا تنتظر منا إعلاء التعاون الفعال لتغيير واقعها نحو غد أكثر إشراقاً ونمواً وأكثر استدامة، ووضع خارطة طريق لأهم التوجهات الاقتصادية والتنموية والثقافية لمرحلة ما بعد كوفيد-19، وأملنا أن تكون انطلاقة هذا الحدث يوم عالمي وشهادة ميلاد للتعاون والتسامح والسلام، لنجمع الأيادي في تحالف يشمل خيره الجميع بعدالة وإنصاف”.
محطة براكة 2.. إنجازات تتواصل
يأتي هذا الحدث بعد نحو أسبوعين من إتمام عملية ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، بشبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية 14 سبتمبر/ إيلول الجاري أن ذراعها التشغيلي شركة نواة للطاقة أتمت ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات على نحو آمن وذلك بعد بداية تشغيل المحطة الثانية أواخر أغسطس وبالتالي إنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة الخالية من الانبعاثات الكربونية من ثاني محطات براكة الأربع.
وكانت الإمارات قدن في نهاية 2020 بوصول مفاعل المحطة الأولى إلى 100% من طاقته الإنتاجية.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة، ستنتج عند اكتمال تشغيلها 5.6 جيجاوات من الكهرباء.
وبينما تمضي دولة الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام الـ50 المقبلة ستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود المقبلة وما بعدها.
كما ستحد 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون مركبة من طرقات دولة الإمارات سنويا.
وينقل “براكة” مسار التنمية في الإمارات لمراحل متقدمة تضع الدولة ضمن “نادي الكبار” وفقاً لالتزامها ببناء اقتصاد وطني متنوع وموائم للمتطلبات والمعايير العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية، وخفض الانبعاثات الكربونية.
ويعزز “براكة” منظومة القوة الناعمة في الإمارات التي أصبحت الأولى عربيا والـ31 عالميا في إنتاج الكهرباء باستخدام التكنولوجيا النووية، كما أصبحت أول دولة في العالم تبني 4 وحدات نووية سلمية دفعة واحدة ووفق أرقى وأفضل معايير الأمن والسلامة العالمية.
ويدعم المشروع موقع الإمارات التنافسي عالمياً كمركز إقليمي لمشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة، سواء بما تراكم من خبرات ومعارف، أو بحكم مكانتها كنقطة جذب رئيسية للخبرات والخبراء العاملين في هذا المجال الحيوي.
مسبار الأمل.. ملهم العرب
كما يأتي افتتاح إكسبو دبي في وقت يواصل فيه “مسبار الأمل” الإماراتي الذي يدور حول الكوكب الأحمر “المريخ” حالياً مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالفعل قام المسبار في 30 يونيو/ حزيران الماضي ببث الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ في أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
وكان “مسبار الأمل” قد وصل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، نجح مسبار الأمل في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
ويسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
كما يحمل مسبار الأمل رسائل فخر وأمل وسلام إلى المنطقة العربية ويهدف إلى تجديد العصر الذهبي للاكتشافات العربية.
وبنجاح وصوله للمريخ، أضحى مسبار الأمل مصدر إلهام مئات الملايين من 56 دولة “عربية وإسلامية”، لتكرار هذا الإنجاز، بعد نجاح الإمارات في تسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ.
بيت العائلة الإبراهيمية.. واحة التسامح
أيضا تتواصل الجهود على قدم وساق في الإمارات لإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يجسد إيمان الإمارات بقيم التسامح والتعايش والأخوة.
ويعد “بيت العائلة الإبراهيمية”، الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث، ترجمة على أرض الواقع لوثيقة “الأخوة الإنسانية” التي انطلقت من الإمارات قبل عامين، وخلد العالم ذكرى توقيعها في احتفالية دولية سنوية، تم الاحتفال بها لأول مرة 4 فبراير/شباط الماضي، بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي هذا اليوم يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
ولا يعد “بيت العائلة الإبراهيمية”، الذي يضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، مجرد مكان للتعبد فحسب، بل هو منارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.
ومن المقرر افتتاح البيت في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي منتصف عام 2022، ليشكل مركزا لنشر التسامح الديني والتعايش المشترك ونشر قيم السلام، وليضاف لما تزخر به الإمارات من مآذن المساجد وأبراج الكنائس ودور عبادة، متجاورة ومتحدة دون اضطهاد على أساس الدين أو العقيدة.