من هو الشيخ خليفة بن زايد؟ فقيد الأمة ورائد الإنسانية والتسامح
أبوظبي – صقر الجديان
وافت المنية، اليوم الجمعة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عن عمر يناهز 74 عاما، بعد رحلة حافلة بالعطاء والإنجازات .
رحلة بدأت مع توليه أول مسؤولية “عمل عام” ممثلا لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيساً لنظامها القانوني في أغسطس/آب 1966، وهو في الـ18 من عمره.
ثم تدرج في المناصب والمسؤوليات في مرحلة هامة في تاريخ البلاد، رافق خلالها والده المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة دولة الإمارات في مرحلة التأسيس في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وصولا لانتخابه رئيسا للدولة من قبل “المجلس الأعلى للاتحاد” في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2004، بعد وفاة القائد المؤسس، ليكون ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها.
ومنذ توليه مهام الرئاسة قاد البلاد نحو مرحلة الإنجازات التي ساهمت في تمكين المواطن الإماراتي، وازدهار دولة الإمارات وتألقها محليا وعالميا وتحقيق قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، حتى أضحت قصة نجاح دولة الإمارات نموذجا يحتذى ومصدر إلهام في العالم أجمع.
السيرة الذاتية للشيخ خليفة بن زايد
وُلد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في عام 1948 في قلعة المويجعي في مدينة العين. واسمه الكامل هو خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس. وهو النجل الأكبر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. والدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.
كانت قرية المويجعي مركز تفرع آل بو فلاح من قبيلة بني ياس وعائلة آل نهيان الحاكمة.
ينتمي الشيخ خليفة إلى قبيلة بني ياس، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم “حلف بني ياس”.
عاش الشيخ خليفة مع عائلته في قلعة المويجعي في مدينة العين. وتلقى تعليمه المدرسي في مدينة العين في المدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد رحمه الله.
قضى الشيخ خليفة معظم طفولته في واحات العين، والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.
حرص الشيخ زايد على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتيّ العين والبريمي. وكان لواحتيّ العين والبريمي أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيسي لأمن المنطقة.
ظل الشيخ خليفة ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مهمته الصعبة لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، مما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة.
لازم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت. مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.
رأى الشيخ خليفة تفاني والده لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل، وحرصه على الحفاظ على أمنهم ووحدتهم الوطنية، ومبادراته في رعاية البيئة، والحفاظ على التراث الشعبي. وأصبح مؤمناً أن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه.
كما كان لجلوس الشيخ خليفة بن زايد في مجالس جده من جهة أمه –الشيخ محمد بن خليفة– والذي عرف وقتها بحكمته، إضافة مهمة لمهاراته القيادية.
تمتع الشيخ خليفة بن زايد برعاية والدته، بالإضافة إلى رعاية واهتمام خاصين من جدته “الشيخة سلامة” التي كانت تحظى باحترام كبير، لحنكتها وحكمتها.
مناصب ومسؤوليات
عندما انتقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس/آب 1966، عين نجله الشيخ خليفة -الذي كان عمره 18 عاماً في ذلك الوقت- ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها. واعتبر هذا التفويض دليلا على ثقة المؤسس الراحل به.
سار الشيخ خليفة على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة. كان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى.
خلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.
في 1 فبراير/شباط 1969، تم ترشيح الشيخ خليفة كولي عهد إمارة أبوظبي. وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في الإمارة.
وأنشأ الشيخ خليفة دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت فيما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
في 1 يوليو/تموز عام 1971، وكجزء من إعادة هيكلة حكومة أبوظبي، تم تعيينه حاكما لأبوظبي ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة.
في 23 ديسمبر/كانون الأول 1973، تولى الشيخ خليفة منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني.
بعد ذلك بوقت قصير، في 20 يناير/كانون الثاني 1974، تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة.
وأشرف الشيخ خليفة على المجلس التنفيذي في تحقيق برامج التنمية الشاملة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.
تأسس جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976 بناءً على أوامر من الشيخ خليفة بن زايد، بهدف إدارة الاستثمارات المالية في الإمارة، لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.
شارك الشيخ خليفة على نطاق واسع في مجالات التنمية الأخرى في البلاد. وفي مايو/أيار 1976، عُيّن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أعقاب القرار التاريخي للمجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.
وانصرف جُلَّ اهتمامه إلى جعل المؤسسة العسكرية معهداً كبيراً متعدد الاختصاصات، يتم فيه إعداد كوادر بشرية مدربة، فأنشأ عدة كليات، وأمر بشراء أحدث المعدات والمنشآت العسكرية.
كان المنصب المهم الآخر الذي شغله الشيخ خليفة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي هو قيادة ” المجلس الأعلى للبترول (الذي تم نقل صلاحياته إلى المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية). وشكّلت عملية تطوير المنشآت البتروكيماوية والصناعية في دولة الإمارات جزءاً من برنامج طويل الأمد، يستهدف تنويع اقتصاد البلاد باعتباره من أولوياته.
وفي عام 1991، أسس هيئة القروض لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء.
متى تولى الشيخ خليفة بن زايد الحكم؟
تمّ انتخاب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدوفة الإمارات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، كذلك تولى مهامه كحاكم لإمارة أبوظبي إثر وفاة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي انتُخب أول رئيس للبلاد في 2 ديسمبر/كانون الأوبل 1971، وحتى تاريخ وفاته في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
بعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين.
وكان من أهدافه الرئيسية كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي كمنارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.
أشرف الشيخ خليفة على تطوير قطاعي النفط والغاز، والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد.
كما قام بجولات واسعة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، لدراسة احتياجات الإمارات الشمالية، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، أطلق مبادرة لتطوير السلطة التشريعية، من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بشكل يجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة من شعب دولة الإمارات.
إنجازات الشيخ خليفة بن زايد
وعلى صعيد السياسة حرص الشيخ خليفة أيضاً على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعّال، إقليمياً، وعالمياً.
ويعتبر الشيخ خليفة من أشدّ المناصرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويؤمن أن نجاح وإنجازات هذا المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته.
كما أظهر الشيخ خليفة التزامه بتعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية الأخرى.
انتهج الشيخ خليفة سياسات إغاثية وإنمائية تدعم الدول والشعوب المحتاجة. بالإضافة إلى المساعدات الحكومية لدولة الإمارات، تعتبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تعتبر ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في دولة الإمارات، حيث وصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.
وبيده المعطاءة، استجاب للعديد من حالات للطوارئ والأزمات الإنسانية لتلبية نداء المتضررين والمنكوبين والمهجرين أينما كانوا سواء في مشارق الأرض أو مغاربها.
رحل الشيخ خليفة بن زايد لكن يبقى أثره الدائم الذي يخلد إنجازاته ومبادراته الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات والعالم أجمع.
مبادرات الشيخ خليفة بن زايد
أطلق الشيخ خليفة العديد من المبادرات والقرارات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للوطن والمواطن، وتحقق الأولويات العليا للدولة، وأهدافها التنموية المستدامة. وتشمل أبرز المبادرات ما يلي:
جائزة الشيخ خليفة للامتياز (SKEA)
جائزة الشيخ خليفة للامتياز والتي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في عام 1999 كخارطة طريق، ومنهجية للتحسين المستمر بهدف تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة.
مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية
تأسست مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في 2007 وتتمثل رؤيتها في: مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية – وتتركز استراتيجيتها في مجالي الصحة والتعليم محلياً، وإقليمياً وعالمياً.
جائزة خليفة التربوية
بدأت جائزة خليفة التربوية منذ عام 2007 بهدف دعم التعليم، والميدان التربوي، وتحفز المتميزين، والممارسات التربوية المبدعة. وتهدف المبادرة إلى إبراز التربويين، والممارسات العلمية الناجحة محلياً، وإقليمياً، وعربياً.
إنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة
أمر الشيخ خليفة بإنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة في 2 ديسمبر/كانون الأول 2011 بمناسبة اليوم الوطني الـ 40 لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحدد للصندوق رأس مال أوليا قيمته 10 مليار درهم ليتولى دراسة ومعالجة قروض المواطنين المتعثرة.
وفي عام 2014، بلغ عدد المستفيدين من إعفاء البنوك والصندوق 3482 مواطناً، وبلغت قيمة المبالغ المتنازل عنها 1.5 مليار درهم.
يندرج المستفيدون من إعفاء الصندوق ضمن فئة الملتزمين بالسداد، إضافة إلى حالات الضمان الاجتماعي، أو العجز الصحي، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من الحالات الإنسانية الأخرى.
مبادرة إحلال المساكن القديمة قبل 1990
قام الشيخ خليفة على نحو منتظم بإصدار توجيهاته لبناء وإصلاح منازل الإماراتيين.
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2012، وجّه الشيخ خليفة بمتابعة سرعة تنفيذ إحلال المساكن القديمة لكافة المواطنين في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، التي بنيت قبل سنة 1990، وذلك لضمان حصول المواطنين على مساكنهم الجديدة، وانتفاعهم بها في أقرب وقت ممكن.
وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تم حصرها 12,500 مسكن، بتكلفة تقدر بـ10 مليارات درهم.
وفي أبريل/نيسان 2015، اعتمدت لجنة مبادرات رئيس دولة الإمارات قائمة لإصلاح وإحلال مساكن 504 من المواطنين، وشملت هذه المشاريع صيانة 105 منازل بتكلفة تقدر بـ 40.1 مليون، وإحلال 75 مسكناً بشكل عاجل بتكلفة تقدر بـ63.9 مليون درهم.
مبادرة أبشر
في عام 2012، أطلق الشيخ خليفة “مبادرة أبشر” لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتأهيلهم بالتدريبات اللازمة، وتشجيع المواطنين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.
العلوم والتكنولوجيا والابتكار
في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، اعتمد الشيخ خليفة السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى العام 2021. والهدف من هذه المبادرة هو تغيير معادلات الاقتصاد الوطني، ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، والاستثمار في المواطن الإماراتي، والارتقاء بمعارفه في مجال العلوم والتكنولوجيا.
إعلان عام 2015 عاماً للابتكار
بتوجيهات من الشيخ خليفة، أقر مجلس الوزراء 2015 عاماً للابتكار، ووجّه كافة الجهات الاتحادية القيام بتكثيف الجهود، ومراجعة السياسات الحكومية، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً.
وتهدف هذه المبادرة إلى دعم جهود الحكومة الاتحادية، وجذب المهارات الوطنية، وزيادة البحوث المتميزة، وتعزيز الجهود لبناء كادر وطني قادر على قيادة الدولة نحو مزيد من التقدم، والازدهار، والابتكار.
2016 عام القراءة في دولة الإمارات
وجّه الشيخ خليفة بأن يكون 2016 عاماً للقراءة، وذلك إيماناً منه بأن تغيير مسار التنمية، نحو اقتصاد معرفي قائم على العلوم والتكنلوجيا والابتكار يتطلب تنشئة جيل قارئ، ومدرك، ومواكب لتطورات العالم من حوله، ومُلم بأفضل الأفكار، وأحدث النظريات.
مبادرة أقدر
أطلق برنامج خليفة لتمكين الطلاب، برعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مبادرة “أقدر”، لتعزيز المهارات القرائية، بما يخدم عام القراءة ، والتوجيهات العامة للدولة، الرامية إلى ترسيخ مكانتها الدولية في مجالي الإبداع والابتكار.
2017- عام الخير
منذ تأسيسها، تبنت دولة الإمارات منهجية العطاء الإنساني، وتقديم الخير للجميع دون مقابل، لذك كان اختيار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بأن يكون 2017 عاماً للخير في دولة الإمارات.
2018- عام زايد
أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن عام 2018 في دولة الإمارات سيحمل شعار “عام زايد”، ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة ذكرى مرور مائة سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دوره في تأسيس وبناء دولة الإمارات، إلى جانب إنجازاته المحلية والعالمية.
2019- عام التسامح
أعلن الشيخ خليفة عام 2019 عاماً للتسامح، ويهدف إلى إبراز دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح باعتبارها امتداداً لنهج زايد، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.
تطوير البنية التحتية في دولة الإمارات
في عام 2005، أمر الشيخ خليفة بتنفيذ بُنية تحتية شاملة في جميع أنحاء دولة الإمارات، ووجه بتخصيص 16 مليار درهم لتطوير البنية التحتية، والمرافق الخدمية في الإمارات الشمالية لدفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق، لتواكب ما شهدته الإمارات الأخرى من تطور حضاري وعمراني.
وحتى عام 2013، تم إنجاز أكثر من 24 ميناءً، وتشييد مستشفى الشيخ خليفة في رأس الخيمة، وبناء 2000 منزل، بالإضافة إلى عدة طرق سريعة، وتقاطعات، وأنفاق.
حملة الإمارات ضد شلل الأطفال
وفي مبادرة عالمية للقضاء على الأوبئة والأمراض، أطلق الشيخ خليفة مبادرة لتطعيم ملايين الأطفال الباكستانيين، حيث تم إعطاء اللقاحات ضد شلل الأطفال في 66 منطقة من المناطق ذات الخطورة العالية في إقليم بلوشستان، وإقليم خيبر بختونخوا، وإقليم المناطق القبلية فتح، وإقليم السند بجمهورية باكستان الإسلامية .
ومن خلال حملة دولة الإمارات ضد شلل الأطفال، قدمت الدولة نحو 116,177,794 مليون لقاح لأطفال باكستان ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وذلك من يناير/كانون الثاني 2014 وحتى نهاية مايو/أيار 2016.
أبرز اقتباسات وأقوال الشيخ خليفة بن بزايد
ومن أقوال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن “جيش الإمارات العربية المتحدة يمثل نمطاً تاريخياً متوافقاً مع فكر مؤسسية وقيادته فتوجه منذ اليوم الأول لتأسيسه نحو حماية المكاسب والإنجازات الوطنية فصار بحق ذراع الاتحاد القوي”.
“إن هذا الاتحاد الذي نعيشه اليوم إنجاز سياسي وواقع اجتماعي واقتصادي، لم يكن هبةً أو منحةً، كما لم يكن مناله سهلاً يسيراً، لقد جاء ثمرةُ غرسٌ طيبٌ لآباء حملوا الفكرةَ أملاً، وتولوها رعايةً، متفانين في إعلاء راية الاتحاد، وتقويته. إنهم روح الاتحاد، ومن سيرتهم تستخلص الأجيالُ العبر، وتواصل تحمل المسؤولية، في وطن زاه بماضيه، ويفخر بحاضره المعطاء، وغده الواعد”.
“إن الحفاظ على روح الاتحاد يتمثل في تمكين المواطن، وهو الأولوية الوطنية القصوى، والرؤية المستقبلية المُوجِهة لجميع الإستراتيجيات والسياسات، التي ستعتمدها الدولة في قطاعاتها كافة”.
“إننا نفكر في كيفية مواجهة المستقبل عندما ينضب البترول وذلك بتنويع مصادر الدخل”.
“إن القفزة النوعية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التكنولوجيا لم تكن وليدة ظروف طارئة أو استثنائية، بل هي تتويج لجهود مضنية وثمرة لاستراتيجية التطوير المتكاملة”.
“التنمية الزراعية تمثل رأس المال الحقيقي الذي سعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم كافة أوجه الإنفاق من أجل النهوض به وتطويره. إنه نظرًا للمتغيرات السريعة والمتلاحقة على الساحة الاقتصادية العالمية، فإننا نرى أن اقتصادنا الوطني بحاجة إلى استثمارات نوعية نجلب معها التكنولوجيا المتقدمة والخبرات الإدارية والفنية التي تمكن منتجنا الوطني من القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية”.