أخبار السياسة المحلية

من هو مدثر القصير؟ الرجل الذي يقف خلف البرهان دائماً وما علاقته بـ علي كرتي؟ (تقرير)

 

الخرطوم – صقر الجديان

مدثر القصير، هو ضابطٌ من خريجي الدفعة 49 بالقوات المسلحة، وهي الدفعات المعروف انتماء نسبة كبيرة من ضباطها للإسلاميين ويرتبط بقرابةٍ وصلةِ نسبٍ مع زعيم الحركة الإسلامية (علي كرتي)، الرجل الذي أسس قوات الدفاع الشعبي وأذرعها من كتائب الإسلاميين في مختلف مستويات الدولة أثناء حكم الإنقاذ، وتأسيسه للتنظيم الإسلامي داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وكذلك تأسيسه مع قياداتِ الإسلاميين لما عُرف بالأمن الشعبي.

‏عقب التغيير الذي حدث في 11 أبريل 2019، تم إلقاء القبض على معظم القيادات الإسلامية المتنفذة في نظام الإنقاذ بمن فيهم (علي عثمان – نافع علي نافع – أحمد هارون) وهم الكوادر السياسية التي كانت تدير الملفات الأمنية ومع ذلك ظل علي كرتي، متخفياً واستعاد بسرعةٍ شديدة علاقاته القديمة ونفوذه داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية.

‏التنسيق مع العسكر

‏نجاح علي كرتي، في الاختفاء طوال فترة الحكومة الانتقالية أثار كثيراً من الشكوك عن علاقته بالقيادة العسكرية خلال تلك الفترة وظل قادة المؤتمر الوطني يرددون سراً أن كرتي، ضحى بهم لصالح أن يصبح زعيم الحركة الإسلامية.

‏مدثر القصير

‏مدثر القصير وهو الشخص الذي هاجمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” مشيراً إليه بالإسم والصفة خلال لقائه وحديثه المصور – الخميس 2 نوفمبر 2023 – قائلاً أنه الذي يتحكم في حركة البرهان، ويوجهه بحسب مايرى علي كرتي، رغم أنه ضابطٌ صغير في السن والرتبة لأنه حلقة الوصل مع علي كرتي، بحكم صلةِ الدم والنسب.

‏والتساؤلات تتكثف وتزداد لأن مدثر القصير ظل هو الضابط الوحيد الذي لم يغادر مكتب البرهان منذ وصوله إلى القيادة، في الوقت الذي اختفى فيه اللواء الصادق إسماعيل، الذي كان يدير مكتبه في القيادة العامة والقصر الجمهوري، قبل أن يفصل البرهان بين مكتبيه في القصر الجمهوري والقيادة العامة ويسند مكتب القيادة العامة إلى اللواء حافظ التاج، واختفى أيضاً العقيد عمرو منسق الاتصالات في مكتب البرهان، الذي أعيد إلى وحدته وأصيب في المعارك الأخيرة وصعد في مكانه المقدم علاء الدين محمد عثمان الحسين، وهو شخص مدني كان يعمل (مراسلة) في إحدى الصحف ثم حاملاً للرسائل في مكتب النائب العام قبل أن يدخل مكتب القائد العام للقوات المسلحة ويرتدي بدلة عسكرية.

‏الترتيب مع الإسلاميين

‏مدثر القصير هو الشخص الذي ظهر أسمه في الرسائل المسربة من هاتف القيادي بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ورئيس مايسمى (دولة حزب القانون) عقب اعتقاله من قوات الدعم السريع وكشفت الرسائل عن تواصل بين مكتب البرهان والمجموعات الإسلامية التي ظلت تهدد وقوضت مسارات الفترة الانتقالية.

‏تلك الرسائل كشفت أيضاً عن اتصالاتٍ يجريها محمد علي الجزولي، نيابةً عن مكتب البرهان مع الرئيسي النيجري المنقلب عليه (محمد بازوم) وهي الاتصالات التي شارك فيها الصحفي الصادق الرزيقي، كما كشفت الرسائل عن تنسيقٍ مع الإخوان المسلمين في تركيا وهم قيادات التنظيم الإسلامي الذين فروا من السودان عقب انتصار الثورة وعاد بعضهم عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021، بينما ظلت شكوك العدد الأكبر قائمةً ينتظرون القضاء التام على قوى الثورة وهو الأمر الذي ظل يبشر به محمد علي الجزولي، وأنس عمر، في خطاباتٍ مفتوحة قبل أن تكشف الرسائل أن مدثر القصير هو الشخص الذي كان يتولى التنسيق والحماية لكل هذه التحركات وينقلها إلى القيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى