مهندس سوداني مقيم في بريطانيا يصنع جهاز تنفس
الخرطوم – صقر الجديان
تمكن المهندس السوداني محمد عبد الله المقيم في المملكة المتحدة من تصميم وصنع جهاز تنفس صناعي لمرضى كوفيد 19 ويجري تفاهمات مع أطراف داخل البلاد لتوطين صناعته في الخرطوم .
وكشف المهندس السوداني المقيم في بريطانيا محمد عبد الله أن الجهاز الجديد تم تصنيعه بواسطة فريق سوداني من متخصصي الهندسة الطبية والالكترونية وبرنامج المحاكاة والروبوتات في دول السعودية وقطر وبريطانيا والامارات .
وأوضح عبد الله 26 عاما والذي درس الهندسة بجامعة أمدرمان الإسلامية أنه ” صمم النموذج الأول لجهاز التنفس ومن ثم عرضه على المتخصيين في الهندسة الطبية والالكترونية وهم سودانيون يقيمون في عدة دول وتعاونوا معه في إكمال الجهاز “.
ويخشى هذا المهندس من توطين تصنيع هذا الجهاز بالسودان لطبيعة التحديات التي يتوقعها مثل قطوعات الكهرباء والبيروقراطية مضيفا انه أخطر وزارة الصحة الإتحادية عن الجهاز وتلقى ردا من أن ” الجهاز المطلوب في السودان جهاز يعمل بالتحكم المركزي في عنابر تضم عدد من مرضى كوفيد 19 “.
وتابع عبد الله الذي درس مراحله الأولية بمدينة دنقلا شمالي السودان ” لايمكن تركيب جهاز مركزي للتنفس لمرضى كوفيد 19 لأن الحوجة للأوكسجين يختلف من مريض الى آخر لكن اذا أصروا على جهاز مركزي يمكننا صنعه لكن بعد صناعة الجهاز الأول ووضعه تحت الاختبار العملي والحصول على الاعتراف من الجهات المختصة”.
وأضاف هذا المهندس الذي غادر الى بريطانيا في منحة دراسية العام 2017 ” الجهاز الذي تطلبه وزارة الصحة موجود في مستشفى الشعب بالخرطوم وهو يعمل مع مرضى القلب لكن لايمكن تطبيقه مع مرضى كوفيد 19″.
ويعد عبد الله وهو من مواليد مدينة دنقلا الولاية الشمالية العام 1993 أحد أبرز المصنعين للجهاز الجديد الذي أعلن إرساله الى الصين لتصنيع الجزئيات الدقيقة ولاحقا يمكن الجمع والتركيب في العاصمة السودانية .
ويضيف عبد الله “الجهاز سيطرح مجانا في السودان اذا ما تمكنا من تصنيعه في المراحل النهائية .. نحن حاليا نختبر الجهاز بواسطة فريق هندسي وطبي كامل متواجد في عدة دول وهم سودانيون “.
وأوضح عبد الله أنه أرسل النموذج الأول للجهاز الى صديقه بالولايات المتحدة الأميركية لأنه يدير ورشة هندسية معربا عن قلقه من أن عدم توفر بعض المواد في السودان قد يقف عقبة أمام تصنيع الجهاز في السودان ويقول ” تواصلت مع أحد المهندسين في التصنيع الحربي المملوك للمنظومة الصناعية وهم على إستعداد للتعاون “.
ويوضح عبد الله حول براعة الاختراع للجهاز ” أنا صنعت النموذج الأول وهناك فريق هندسي طبي أكمل بقية الأجزاء .. براعة الاخترع ستوزع وفقا لهذه الاجراءات ونعتزم تخصيص عائداته للجمعية التي نديرها بيننا “.
وحينما طرح النموذج الأول لجهاز التنفس قدمت مقترحات من أطباء متخصصون في الهندسة الطبية بوضع شاشة تظهر البيانات وكمية الأوكسجين وضبط الكمية، بحسب عبد الله.
ويتابع ” الإنتقال لتصنيع الجهاز إلى السودان يواجه العديد من العقبات مثل عدم توفر الطاقة وبعض المواد بجانب طلب وزارة الصحة الإتحادية صنع جهاز مركزي وليس جهاز يستخدمه مريض واحد “.
ويقول عبد الله ” لدي اتصالات مع شركة مارسيدس ارسلوا نموذجا مع ضوابط مشددة سأعاينه ولدي اتصالات مع أطراف سودانية في الغالب سأعمل على توطين تصنيعه في السودان “.
ومع إستمرار حوجة العالم الى أجهزة التنفس الصناعي يجد عبد الله الرغبة الملحة للنظام الصحي بمافيها الدول المتقدمة في تأمين هذه الأجهزة وتوفيرها سريعا سانحة للمضي قدما في صناعة نماذج أخرى من جهاز التنفس مضيفا أنه “يُجري مشاورات مستمرة على مدار اليوم مع الفريق المشترك للوصول الى صيغة مناسبة بشأن توطين صناعة هذا الجهاز في السودان “.
وما يقلق عبد الله أن المراسلات بين الفريق المشترك ومسؤولي وزارة الصحة السودانية تسير ببطء لأنهم يطلبون نظام آخر لأجهزة التنفس كما أن السودان يعاني من بطء حركة الواردات بسبب تدابير كورونا. يضيف عبد الله ” نريد إستغلال مساعدات طبية قادمة الى السودان من حملات إنسانية إذا تم الحصول على الاجراءات اللازمة يمكن صنع الجهاز في الصين وشحنه الى السودان “.