هذا إن كنتم تحبون الهلال بصدق
الممشى العريض
خالد أبو شيبة
والقناعة الراسخة عندي أن عبد المجيد منصور -طيب الله ثراه- أفضل رئيس مر على الهلال رغم أن فترته لم تكُ طويلة ورغم أنني لم أحضر إلا جزءٱ قليلاً منها وقد تعرفت على الرجل وصرت قريباً منه ولصيقاً به حتى آخر أيامه والحق أنني تعلمت منه الكثير وعرفت عنه الكثير وكانت أجمل حواراتي معه ومجيد الإداري الفذ والقائد المحنك يعد مفكرٱ بكل ما تحمل الكلمة من معنى وموسوعة في كل شيء في السياسة والرياضة والفن.
سألته ذات مرة عن قراره بشطب أفضل نجوم الهلال وهو ما عرف وقتها بالمجزرة فقال هذا أفضل قرار اتخذته خلال فترة رئاستي للنادي ويمكن أن اندم على كل شيء لكنني لا ولن اندم في حياتي على هذا القرار وذكر لي أن اليوم الذي قام فيه مجلسه بشطب اللاعبين الذين كانوا نجوماً كبارا بالهلال إتصل به عبر الهاتف الثابت أحد الأقطاب المعروفين وحذره من الحضور إلى دار النادي لأن الجماهير كلها كانت غاضبة ويمكن أن تفتك به .. عبد المجيد أكد لي أنه لم يك راغباً في الذهاب الى النادي ولكن هذا الإتصال حرضه على الذهاب وهناك وجد أعداداً كبيرة من أنصار الفريق كلهم غاضبون فيهم من يحمل الآلة الحادة وفيهم من يحمل العصا ومن بيده الحجارة الكل يتأبط شرٱ ويتطاير الشرر من أعينه تمامٱ كما أوضح.
يقول عبد المجيد تم رشق عربتي بالحجارة لكنني لم ارتعب أوقفت العربة وخرجت لهم وقلت قبل أن توزعوا دمي بينكم أرجو أن تمنحوني فرصة لأوضح السبب وكان هذا اصعب موقف في حياتي حيث استعرضت كل لاعب من المشطوبين وذكرت المبرر المقنع والكافي الذي جعلني أقرر الإستغناء عنه.
يقول عبد المجيد كنت أشعر أثناء الحديث بأن الغضب قد بدأ يخف والانفاس تهدأ مع كل كلمة اقولها إلى أن اكملت بعدها تبدل الحال تمامٱ وتحول السخط إلى حالة رضا كاملة لتصفق الجماهير وتهتف بإسمي وتتفرق كأن شيئاً لم يكن .. لقد استطاع مجيد بحنكته وحكمته ودهائه أن يمتص غضب الجماهير ويكسب رضائها وتلك هي كاريزما القيادة التي افتقدناها في الكثير من الذين جلسوا مؤخراً على مقعد الرجل الأول بالهلال وعبد المجيد قدم من التضحيات مالم يقدمه أحد قبله ولن يقدمه أحد بعده ويكفي أنه باع منزله الفخيم بالصحافة لأجل الهلال ليقيه شر السؤال والجهجهة ومات وهو يسكن في منزل إيجار.
ومثل عبد المجيد كان الزعيم الطيب عبد الله الذي لم يسلم من غضب الجماهير وتم الإعتداء عليه وشج رأسه حتى صبغ جلبابه بلون الدم وعارضت الجماهير كذلك الأرباب صلاح أحمد إدريس الذي صنع للهلال سيفٱ ودرعٱ وجعله ملء السمع والبصر أما البرير فقد كان يصعب عليه الحضور إلى دار النادي مخافة أن يصطدم بمعارضيه وحول إجتماعات مجلسه إلى منزله .. لا أحد نجا من غضب جماهير الهلال يا عليقي فهذه الجماهير التي أوصلها عشق الهلال لمرحلة الجنون يمكن أن تثور ثورتها بسبب خسارة عارضة وتتناسى كل الإنتصارات والإشراقات التي كانت قبلها فلا انت ولا السوباط إستثناء فإن كنتم تحبون الهلال بصدق تعاملوا مثلما تعامل قاهر الظلام والأرباب وقبلهم الزعيم الطيب عبدالله.