علوم

هل توجد نجوم لا تموت؟.. فرضية جديدة حول “خلود النجوم” في قلب المجرة

وكالات – صقر الجديان

كشف علماء كونيات من أوروبا والولايات المتحدة عن أدلة نظرية تشير إلى احتمال وجود نجوم “خالدة” في قلب مجرة درب التبانة.

تستمد هذه “النجوم الخالدة” وجودها المستمر من تحلل جسيمات المادة المظلمة، القادرة على التفاعل الإفنائي. وقد نُشرت نتائج حسابات الفريق في مجلة Physical Review D العلمية.

ويؤكد الباحثون أن عملية إفناء جسيمات المادة المظلمة تؤثر بشكل ملموس على العمليات الفيزيائية داخل النجوم الواقعة في مركز المجرة، إذ يمنحها هذا التحلل نوعا من “الخلود” ويغيّر موقعها على مخطط اللمعان. وقد يكون هذا تفسيرًا للشذوذات المرصودة في نواة مجرتنا.

وتوصلت مجموعة من العلماء، بقيادة الأستاذ المساعد تيم ليندن من جامعة ستوكهولم، إلى هذا الاستنتاج خلال دراستهم لأسباب وجود نحو مئتي نجم فتي وضخم، يتميز ببنية طيفية غير معتادة، بالقرب من الثقب الأسود الهائل Sgr A⁎.

ويُعتقد أن وجود مثل هذا الثقب ينبغي أن يمنع تشكّل نجوم بهذه الكتلة في تلك المنطقة.

وافترض العلماء أن هذه الأجرام السماوية قد تكون ذات طبيعة مختلفة جذريا، لا تعتمد على تفاعلات الاندماج النووي، بل على تحلل المادة المظلمة، التي يصل تركيزها إلى ذروته في قلب المجرة. وقد أجرى الفريق حسابات لتحديد تأثير تراكم المادة المظلمة داخل النجوم على اللمعان، والطيف، والحجم، والخصائص الفيزيائية الأخرى.

وكشفت الحسابات أن الطاقة الناتجة عن إفناء المادة المظلمة كافية لمنع الانهيار الجذبي للنجوم، وهو ما يحدث عادةً عند نفاد الهيدروجين في النجوم التقليدية.

وتتم عملية تحلل جسيمات المادة المظلمة بفعالية قصوى في النجوم الضخمة، التي تفوق كتلتها كتلة الشمس بخمس مرات أو أكثر. ومن المحتمل أن تستمر هذه العملية إلى أجل غير مسمى، بفعل التدفق المستمر لجسيمات المادة المظلمة نحو مركز المجرة.

وتُبقي هذه الآلية النجوم المحيطة بقلب المجرة في حالة “شباب دائم”، حيث تظل لامعة وضخمة الحجم، رغم أن طيفها يشبه طيف النجوم المسنة الغنية بالعناصر الثقيلة.

وتُطابق هذه السمة خصائص عدد كبير من النجوم “الفتية” في قلب درب التبانة، ما يعزز مصداقية الفرضية التي قدمها العلماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى