أخبار السياسة المحلية

هل (كلاسيكو السودان) مستمر في الإمارات بعد نجاح النسخة الأولى؟

 

دون شك، ما كان لافتًا للنظر في المباراة الأخيرة التي جمعت بين الأهلي والزمالك في كأس السوبر المصري التي جرت بدولة الإمارات العربية المتحدة، أنّها أعادت للمتابع والجمهور الرياضي بالسودان الكثير من الذكريات الجميلة التي يجئ على رأسها مباراة القمّة بين الهلال والمريخ على هامش احتفالات دولة الإمارات بعام الشيخ زايد والتي أقيمت في نوفمبر من العام 2018 وهو ما مثّل حدثًا مختلفًا آنذاك

الكلاسيكو السوداني، بين الهلال والمريخ الذي لعب بالإمارات، لفت الأنظار إليه من كلّ النواحي وكان حديث الألسن وقتها وحاز على الاعجاب لا سيما وأنّه خرج في صورة وجدت القبول والاستحسان والرضا من المنظمين وهم مجلس أبوظبي الرياضي واتحاد الكرة الإماراتي آنذاك.

جموع الجالية السودانية المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، لا تستبعد تكرار الدعوة لقمّة الكرة السودانية الهلال والمريخ للتباري بالإمارات خلال الفترة القادمة قياساً بما حققه الكلاسيكو الماضي من نجاحٍ في كلّ النواحي التنظيمية وكذلك الحضور الجماهيري الطاغي.

فرصة كبيرة وأجواء مثالية

وإقامة كلاسيكو سوداني من جديد من شأنه أن يعزّز من أواصر العلاقات السودانية الإماراتية ويدفع بعجلتها إلى الأمام في جميع النواحي. أيضا” تجاوزت مكاسب الكرة السودانية من الديربي الذي جمع الهلال والمريخ بالعاصمة أبوظبي، مسألة فوز فريق على آخر إلى المكسب الكبير بإعادة الكرة السودانية إلى الواجهة من جديد.. والذي عكسه الاهتمام الرسمي والإعلامي غير المسبوق لمباراة الهلال والمريخ، بدأ الإنتباه في الشارع الرياضي السوداني لأهمية الحدث الديربي بوصول وفد رفيع المستوى من الإمارات إلى السودان لتحويل الفكرة إلى واقع والتأكيد على مشاركة السودان الرياضية في احتفال دولة الإمارات بعام زايد (زايد الخير)

عكست وسائل الإعلام السودانية المختلفة حركة الوفد الإماراتي ممثلاً في مجلس أبوظبي الرياضي والاتحاد الإماراتي لكرة القدم، من خلال اللقاءات التي جمعته مع طرفي المواجهة الكروية والاتحاد السوداني لكرة القدم ووجدت الزيارة اهتماماً كبيراً في مواقع التفاعل الاجتماعي.

ساهم الإعلام الإماراتي من صحافة وقنوات فضائية في إدخال الجماهير من أنصار الفريقين مبكراً في أجواء الديربي السوداني، وعد عدد من النقاد أن تركيز الإعلام الإماراتي جاء أكبر من الإعلام السوداني.. وذكر نقاد رياضيون أن الإعلام الإماراتي أفرد مساحات واسعة للديربي.

وطالب مراقبون بالاستثمار الجيد للمكاسب التي أفرزها ديربي الهلال والمريخ وأكدوا أن الاهتمام بوضع كرة القدم ضمن أولويات الحكومة والبنى التحتية والعمل على تطوير اللعبة وعدوا ما حدث في الإمارات فرصة تستحق الاستثمار وحذروا من مرور الحدث من دون دراسة على كافة المستويات.

وكان الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، عارف العواني، قد أكدعلى أن النجاح الكبير الذي حققته مباراة كلاسيكو السودان بين الهلال والمريخ، التي أقيمت على استاد محمد بن زايد، في أبوظبي، تزامناً مع «عام زايد»، يشجعهم على استمرار الكلاسيكو السوداني وتكراره كل سنة في أبوظبي، مشدداً على أن رئيس الهيئة العامة للرياضة نائب رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، اللواء محمد خلفان الرميثي، وجّه بإقامة هذه الفعالية كل سنة، معتبراً أن نجاح التجربة يجعلها تكون أسهل في السنة القادمة، مشيراً إلى أنهم بدؤوا من في ذلك الوقت التفاوض مع الجانب السوداني في إمكانية تكرار كلاسيكو السودان في أبوظبي، مؤكداً أن الجمهور الكبير الذي حضر اللقاء مثل أحد أهم عوامل نجاح الحدث، واصفاً إياه بالرقم الصعب، وأنه يشكل عاملاً مهماً في إنجاح أغلب الفعاليات الرياضية التي تقام في الدولة، متمنياً أن يصل الأمر إلى مرحلة إقامة مباراة سوبر إماراتي – سوداني، وأن الفكرة في هذا الخصوص موجودة، لافتاً إلى أن لديهم في أبوظبي خمسة أندية يسعون لتفعيل وجدوها في السودان، سواء من خلال بطولات أو مباريات ودية.

وكان عارف العواني، قد قال لـ«الإمارات اليوم» رداً على سؤال عن إمكانية إقامة هذا الكلاسيكو مجدداً في أبوظبي: «رئيس الهيئة العامة للرياضة نائب رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، اللواء محمد خلفان الرميثي، تحدث قبل المباراة مع الوفد السوداني بألا يكون هذا الكلاسيكو السوداني تجربة أولى، إنما مستمرة، وهناك تعاون مع اتحاد الكرة في هذا الخصوص، وهناك توجيه من الرميثي برؤية مثل هذه الفعالية تتكرر كل سنة».

يذكر ان الجمهور السوداني حضر الملعب بأعداد كبيرة وغير مسبوقة، خصوصاً مع وجود عدد كبير من الأسر والعائلات التي حرصت على اصطحاب أطفالها، لتعيش أجواء هذا الحدث، لوحة تاريخية رائعة في مدرجات استاد محمد بن زايد، الذي بدا في أبهى حلة وتزين لاستقبال هذه المناسبة. في المباراة التي توج فيها فريق الهلال  بكأس زايد، بعد فوزه على المريخ بهدفين مقابل هدف.

وتابع العواني، (كان واضحاً أن الجمهور السوداني هو من سيقوم بإنجاح هذا الحدث، وأثبت منذ البداية أن هذه المباراة تستحق الحضور، والإعلام هو الآخر قام بدور كبير وساعدنا كثيراً في نجاح هذا الحدث واستقطاب هذا الجمهور الكبير).

وأشار العواني، إلى أن الجمهور السوداني معروف بأنه إذا حضر مباراة أو سباق خيل أو أي حدث رياضي يقام في الدولة، فإنه يسهم في إنجاحه.

وأضاف «هناك تعاون مع الاتحاد السوداني لتنظيم بطولة ومباريات ودية بين فرق إماراتية وأخرى سودانية، وقد أبدى الإخوة في شركة سوداتل السودانية، الذين كانوا شريكاً لنا في هذا الحدث، استعدادهم لتنظيم فعالية في السودان.

إقامة الكلاسيكو الأول في عاصمة الرياضة العالمية كان لفتة بارعة وجدت الإشادة والثناء من الجميع، لاسيما أن الحدث أقيم لترسيخ وتعزيز الكثير من المعاني، في مقدمها تأكيد قوة ومتانة العلاقة التي تربط بين شبعي الإمارات والسودان والتي أسس لها المغفور له بإذن الله تعالى (حكيم العرب) الشيخ زايد، (رحمه الله)، ما يرسل رسالة كبيرة بأهمية المحافظة على هذه العلاقة والمثل والقيم السمحة والأصيلة التي يتحلى بها شعبا الإمارات والسودان.

ويبقى السؤال.. هل (كلاسيكو السودان) مستمر في الإمارات بعد نجاح النسخة الأولى؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى