هل يستطيع الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم نشر “كوفيد-19″؟
علماء يطلقون دراسة ضخمة للإجابة عن هذا السؤال
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن دراسة ممولة اتحاديا تجري في 21 حرما جامعيا ستختبر مدى نجاح لقاح “كوفيد-19” من موديرنا في منع الملقحين من نشر الفيروس التاجي.
وأظهرت التجارب السريرية أن لقاح موديرنا فعال بنسبة تزيد عن 94% في الوقاية من مرض “كوفيد-19″، وأن اللقاح يحمي بشكل خاص من المرض الشديد، ودخول المستشفى والوفاة من الفيروس.
ومع ذلك، لم يتم تصميم التجارب السريرية للإجابة عن سؤال مهم: هل يمكن للأشخاص الذين تم تطعيمهم أن يحملوا الفيروس التاجي في أنوفهم وأفواههم وينشروه دون قصد للآخرين؟
وأشارت الدراسات الواقعية في إسرائيل والمملكة المتحدة إلى أن لقاحات “كوفيد-19” تقلل من خطر الإصابة بالعدوى المصحوبة بأعراض أو دون أعراض (أولئك الذين ليس لديهم أي علامات خارجية للمرض).
وركزت كلتا الدراستين على لقاح فايزر وأسترازينيكا على التوالي. وقدمت دراسة أخرى أجريت على 4000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين الأساسيين في الولايات المتحدة، أدلة إضافية على أن لقاحات فايزر وموديرنا تحمي من جميع الإصابات، بما فيها تلك التي لا تظهر أعراضا، حسبما ذكرت Stat News.
وبينما تقدم هذه الدراسات أدلة على أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم قد يكونون أقل عرضة لنشر الفيروس، لأنه يبدو أنهم يتجنبون العدوى بشكل عام، لا يمكنهم تأكيد ذلك بشكل قاطع. وستحاول الدراسة الجديدة، المسماة PreventCOVIDU، الإجابة مباشرة عن السؤال من خلال تتبع جهات الاتصال، حيث يتم تتبع عدوى “كوفيد-19” بين الأشخاص الذين وقع تطعيمهم والأشخاص غير المطعمين ومجموعة كبيرة من جهات الاتصال الوثيقة بهم.
ويجب أن يساعد تتبع ما إذا كانت العدوى تنتشر من خلال هذه المجموعة الكبيرة من الأشخاص وكيفية انتشارها، في الكشف عن عدد المرات التي ينقل فيها الأشخاص الذين تم تطعيمهم الفيروس إلى من حولهم، بغض النظر عما إذا كان الشخص الملقح مريضا.
وسيشمل برنامج PreventCOVIDU نحو 12000 طالب جامعي تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، وفقا للموقع الخاص بالدراسة.
وسيتم تقسيم الطلاب بشكل عشوائي إلى مجموعتين، بحيث يحصل نصفهم على أول جرعة لقاح موديرنا على الفور، بينما سيتم تطعيم النصف الآخر بعد أربعة أشهر. وستتم التجربة بأكملها على مدى خمسة أشهر.
وسيأخذ جميع المشاركين مسحات أنف يومية طوال التجربة، بحيث يمكن لمنظمي الدراسة تتبع وقت حدوث عدوى “كوفيد-19″ وستساعدهم المسحات أيضا في حساب كمية الجزيئات الفيروسية في أنف كل شخص مصاب والتسلسل الجيني للفيروس الذي أصيبوا به.
كما ستساعد نقاط البيانات هذه في تحديد ما إذا كان الحمل الفيروسي، كمية الفيروس في نظام الشخص، مرتبطا بخطر الانتقال.
وسيوضحون أيضا ما إذا كان لقاح موديرنا يوفر مستويات مختلفة من الحماية ضد سلالات مختلفة من الفيروس وما إذا كان الأشخاص الذين تم تطعيمهم أكثر عرضة لنشر سلالات معينة على الآخرين.
وسيذكر تطبيق الهاتف المشاركين بمسح أنوفهم يوميا. كما سيكملون الاستبيانات اليومية حول أعراضهم، ويقدمون عينات دم في عدة نقاط في الدراسة ويخضعون لفحوصات روتينية لـ”كوفيد-19″ من خلال أنظمة الاختبار الجامعية الخاصة بهم.
وسيحدد المشاركون الرئيسيون في الدراسة أيضا مجموعة من جهات الاتصال الوثيقة بهم، أي الأشخاص الذين يحتمل تعرضهم لخطر الإصابة بـ”كوفيد-19” إذا ثبتت إصابة طلاب الجامعات بالفيروس.
وفي المجموع، يأمل منظمو التجربة في جمع البيانات من 25500 من الأشخاص المقربين. (سيتم تعويض كل من المشاركين الرئيسيين ومعارفهم الوثيقة عن مشاركتهم في الدراسة).
ومن المتوقع الكشف عن نتائج هذه الدراسة “في وقت لاحق من هذا العام”، وفقا لفريق البحث.