علوم

هل يقترب العالم من حدود الكارثة المعلوماتية؟

 

حذر ميلفين فوبسون من أن استمرار ازدياد مخزون المعلومات في الوسائط الرقمية بنفس الوتائر الحالية غير ممكن ، وبعد 350 سنة ستعادل كمية المخزونات عدد الذرات على الأرض.

وتفيد مجلة AIP Advances، بأنه وفقا لميلفين فوبسون، من جامعة بورتسموث البريطانية، ” يبدو أنه ليس بالإمكان وقف نمو المعلومات الرقمية، استنادا إلى وثائق IBM ومصادر أخرى خاصة بدراسات البيانات الضخمة، التي 90% منها ظهرت خلال السنوات العشر الأخيرة”.

ويذكر أن العالم ينتج 1021 بيت من المعلومات في السنة، ويزداد معدل إنتاجها بنسبة 20% سنويا. فإذا استمرت هذه الوتيرة خلال المئة سنة المقبلة فإنه بعد 300 سنة ستتجاوز الطاقة المطلوبة لتوليد هذه البيتات، إجمالي ما تستهلكه البشرية من الطاقة حاليا.

ولن يساعدنا التحول إلى استخدام التقنيات الموفرة للطاقة في الحفاظ على هذه الوتائر. لأنه إضافة إلى الطاقة نحتاج إلى مواد لأجهزة الذاكرة، فمثلا لنفترض نحتاج لحفظ بيت واحد إلى ذرة واحدة، وفي حالة الزيادة بنسبة 20% سنوياـ فإنه بحلول عام 2370 سيصبح عدد البيتات أكبر من عدد الذرات على الأرض.

وهذا يعني أن البشرية لا يمكنها توجيه جميع مواردها لإنشاء وتخزين البيانات. وبمعنى آخر، سينتهي هذا النمو قريبا. ومن أجل تأجيل هذه النهاية، يبتكرالعلماء تكنولوجيات لمعالجة البيانات وتسجيلها في الحمض النووي بدلا من الأنابيب النانوية، وبالطبع مع ذلك ستحل النهاية عاجلا أم آجلا.

وتجدر الإشارة، إلى أنه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها البشرية مثل هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال خلال أعوام 1750-1950، كان عدد المجلات العلمية في العالم يتضاعف كل 15 سنة. أي أنه بهذا الوتيرة كان عددها سيصل عام 2010 إلى 1.6 مليون مجلة. ولكن بدلا من ذلك كان عددها 14-16 ألف مجلة في عام 2001. كما انخفض في النصف الثاني من القرن العشرين، عدد العاملين في قطاع العلم، وانخفضت مخصصات البحوث العلمية في الناتج المحلي الاجمالي في البلدان المتطورة.

ولم يتوقف تطور البشرية عندما تجاوزت هذه الحدود، ولن يتوقف بسبب عدم إمكانية تخزين البيانات بالوتائر الحالية، مع أن العالم بلا شك سيشهد تغيرا ما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى