هل يمكن للمواد الكيميائية في واقيات الشمس أن تسبب السرطان؟
وجدت دراسة رئيسية أن المكونات النشطة في واقي الشمس تمتص في الدم عند مستويات خطرة محتملة. وتحقق الحكومة الأمريكية الآن في هذه المخاطر المحتملة.
ومع استمرار الطقس الأكثر دفئا، بدأ الأشخاص “المحبوسون” منذ شهور بسبب عمليات إغلاق فيروس كورونا في حجز العطلات في الشمس، حتى إذا بقيت القيود قائمة.
ومن أجل الاستمتاع بالعطلات الصيفية، يلتزم المصطافون باستخدام كريمات الشمس التي تحمي من الأشعة الضارة للشمس، حيث أن الأشعة فوق البنفسجية المكثفة من أقرب نجم لدينا، تعمل بمثابة مطفر (عامل كيميائي أو فيزيائي يسبب تغير البنية الجينية) للحمض النووي، ما يتسبب في تلف المادة الوراثية في خلايا الجلد.
ويعد تسمّر الجلد وحروق الشمس والنمش جميعها استجابات مختلفة لذلك. وكريم الوقاية من الشمس يمكن أن يحمي من حروق الشمس، ولكن هل يعني ذلك أنه مفيد بشكل عام؟
ونشرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دراستين حديثتين حول هذه المشكلة بالذات، حيث تنص الإرشادات الخاصة بالوكالة على أن مستويات المواد الكيميائية التي يتم امتصاصها من كريم الشمس في الدم يجب ألا تتجاوز 0.5 نانوغرام لكل مليلتر. وفوق هذا الحد، يجب عليهم التأكد من أن المواد الكيميائية المعنية ليست مسرطنة أو ضارة بأي شكل آخر.
ولكن وجدت الدراسات أن جميع المكونات النشطة الستة في الكريمات الواقية من الشمس (avobenzone وoxybenzone وoctocrylene وhomosalate وoctisalate وoctinoxate) تجاوزت هذا الحد. وعلاوة على ذلك، فإنها جميعا تستمر في مجرى الدم لأسابيع بعد التطبيق. وآثارها في الدم غير معروفة حتى الآن، لكن إدارة الأغذية والدواء فتحت تحقيقا لتحديد ما إذا كان يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان أو العيوب الخلقية أو الأمراض الأخرى.
في حين خلصت الدراستان إلى أن: “هذه النتائج لا تشير إلى أنه يجب على الأفراد الامتناع عن استخدام واقي الشمس”.
وبعض المكونات النشطة في كريم الشمس، مثل oxybenzone، يمكن أن تحاكي هرمون الإستروجين. وقالت الدكتورة ويتني بو، أخصائية الأمراض الجلدية، لشبكة ABC News: “إننا لا نعرف ما يعنيه ذلك للبشر”، لكنها مع ذلك توصي بشدة أن يستخدم الناس كريم الشمس بانتظام.
وقال بيتر أندروز، الصحفي وكاتب العلوم الإيرلندي المقيم في لندن، والذي تخرج من جامعة غلاسكو بشهادة في علم الوراثة، إنه في خضم تفشي فيروس كورونا، ربما تكون الثقة في العلماء والمؤسسات العلمية في أدنى مستوياتها منذ عصر التنوير، مشيرا إلى أن هناك أسئلة حول التمويل، والمصالح الخاصة القوية وحتى الفساد التي ابتليت بها أنظمة الجامعات الغربية أكثر فأكثر.