هيرشبيلى تدفع ثمن سياسات فرماجو.. الرصاص ضريبة عوار الانتخابات
بلدويني – صقر الجديان
تدفع ولاية هيرشبيلى الصومالية ثمنا باهظا نتيجة سياسات الرئيس المنهية ولايته عبدالله فرماجو، بعد عوار بالانتخابات المحلية.
وتشهد مدينة بلدويني الصومالية في محافظة هيران وسط البلاد منذ أمس الأحد توترات أمنية أدت إلى اشتباكات مسلحة أوقعت قتلى وجرحى داخل أحياء المدينة بين قوات الأمن ومليشيات قبلية تابعة لجنرال عسكري متقاعد.
وتعود قصة الصراع إلى انتخابات الولاية التي أجريت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد تدخل من السلطات المركزية جاء برئيس موال لفرماجو لكنه أجل بتوازنات القوى بين أكبر قبيلتين في الولاية.
وتتقاسم قبيلتان النفوذ في الولاية المقسمة إداريا إلى محافظتين هيران وشبيلي الوسطى.
وتتهم هيران فرماجو باختطاف الانتخابات لصالح شبيلي الوسطى، الأمر الذي أدى إلى تشكيل “مجلس ثوار هيران” بقيادة الجنرال المتعاقد أبوكر حاجي ورسمى حود الذي كان مرشحا للانتخابات، وينحدر من محافظة هيران.
ويرفض المجلس المناهض للإدارة الجديدة الذي يملك جناحا مسلحا دخول المسؤولين بالولاية مدينة بلدويني وعلى رأسهم الرئيس علي غودلاوي المدينة لكن يوسف دبوغيد نائب رئيس الولاية الذي ينحدر منها هيران أعلن الخميس الماضي عقد أول اجتماع لمجلس وزراء الولاية.
يوم السبت، وصل أكبر عدد من وزراء الولاية إلى بلدويني للمشاركة في الاجتماع، ما أدى إلى دخول المليشيات التابعة للجنرال المتمرد المدينة ليلة الأحد وقوع اشتباكات عنيفة بينهما وبين قوات الأمن التي تصدت للهجوم وسيطرت الوضع، واستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة خلال المواجهات، وأجبرت المليشيات على التراجع إلى قواعدها في الضواحي.
وفي ظروف استثنائية وسط إجراءات أمنية مشددة، عقد مجلس الوزراء اجتماعه العادي لأول مرة في مدينة بلدويني منذ الانتخابات برئاسة نائب الرئيس بسبب غياب رئيس الولاية عن البلاد في زيارة خارجية.
وبحث مجلس وزراء هيرشبيلى خلال الاجتماع الأوضاع الأمنية في إقليم هيران وسبل تعزيز الأمن والاستقرار ومحاربة حركة الشباب التي تسيطر على مناطق شاسعة من الولاية إضافة إلى الاستعداد للاقتراع العام الذي سيجرى خلال الأشهر الأربعة المقبلة .
ومدينة بلدويني من بين 11 مركزا للاقتراع العام، إذ من المقرر إجراء انتخاب 22 مقعدا نيابيا في مجلس الشعب الصومالي الغرفة السفلى في البرلمان.
وقال الجنرال المتقاعد أبوكر حاجي ورسمى حود في تصريحات صحفية طالعتها العين الإخبارية ” إننا لا نسمح للمسؤولين الحاليين للولاية العمل في محافظة هيران، كان هناك اتفاق أن لا يدخلوا المدينة للنأي عن صراع مسلح، وقاموا بنقض العهد، وسنواصل محاربتهم، وعهد التسوية مع إدارة الولاية الفاسدة قد ولى، ولن نتفاوض معها مرة أخرى”.
وردا، على تصريحات الجنرال حود قائد مجلس ثوار هيران، قال وزير الداخلية بولاية هيرشبيلى محمد علي عادلي في تصريحات صحفية “لن يتم إجراء محادثات مع الجنرال المتمرد وأنصاره حتى انتهاء الانتخابات النيابية في مدينة بلدويني”، نافيا وجود ظروف قد تحول دون إجراء الاقتراع.
وسط هذه المناوشات الإعلامية والاشتباكات المسلحة التي سبقتها، أصدرت الحكومة الصومالية، اليوم الإثنين، بيانا طالبت فيه كل الأطراف ضبط النفس والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار واستخدام الوسائل السلمية لحل القضايا في سكان هيران وولاية هيرشبيلى، والابتعاد عن اللجوء إلى العنف.