ورشة تقييم اتفاق السلام تُنهي تجميد مسار الشرق دون إعلان رسمي
جوبا – صقر الجديان
توصلت ورشة تقييم اتفاق السلام، التي نظمتها جنوب السودان، إلى إنهاء تجميد مسار الشرق، حيث أوصت بإصدار قرارات في سبيل إحياءه.
وجمّد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في ديسمبر 2021، مسار الشرق المضمن في اتفاق السلام المبرم بين حكومة السودان وتنظيمات الجبهة الثورية في 3 أكتوبر 2020، بعد أن تسبب في حالة من الصراع.
ونظمت جنوب السودان باعتبارها الوسيط في اتفاق السلام، هذا الأسبوع، ورشة عن تقييم الاتفاق أنتهت بتوصية الحكومة إصدار قرارات فورية ومعالجة بعض القضايا من أجل تسريع خطوات تنفيذه.
وطالبت التوصيات المتعلقة بمسار الشرق، التي حصلت عليها (شبكة صقر الجديان)، الأحد؛ بإصدار قرارات عاجلة تتعلق بـ “تشكيل اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق”.
ونادت بقيام المؤتمر التشاوري الواسع ومشاركة موقعي المسار في السُّلطة الاتحادية والإقليمية والولائية وتخصيص نسبة 30% من الموارد المعدنية والنفطية لشرق السودان.
وتُعد ورشة اتفاق السلام موازية لمؤتمر آخر عقدته القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري هذا الشهر، في سياق العملية السياسية، أوصى بعقد الحكومة المدنية ملتقى أهل الشرق السياسي ــ التنموي، خلال ثلاث أشهر تكوينها.
وتعني هذه التوصية الإبقاء على مسار شرق السودان وتطويره عبر ملتقى الشرق بدلًا عن المؤتمر التشاوري الذي اعتبر توصياته ــ حال عقده ــ جزءا لا يتجزأ من الاتفاق وفقًا لبنود المسار.
ونادت ورشة تقييم اتفاق السلام في جوبا بتخصص الحكومة الأتحادية وصندوق الشرق جزء معلوماً من موارده لسداد رسوم طلاب وطالبات شرق السودان في الجامعات الحكومية بعد إجراء الدراسات الأجتماعية.
ودعت إلى إصدار قرار فوري باستيعاب أبناء وبنات شرق السودان في كافة وظائف الخدمة المدنية القومية بنسبة 14% من مجموعة الوظائف العامة، تحت إشراف مفوضية إصلاح الخدمة المدنية القومية.
وطالب بإجراء تحقيقات ومحاكمات عاجلة لكل التجاوزات التي جرت في الأقليم، على رأسها إحداث 29 يناير 2005م وأحداث 27 و28 رمضان 2019 ببورتسودان وما سبقها من أحداث ولاية القضارف وبقية الأقليم وما تبعها من أحداث مختلفة في الأقليم.
تأكيد إنهاء التجميد
وقال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة ــ أحد طرفي المسار ــ خالد شاويش، لـ “سودان تربيون”، إن الورشة لم تتطرق إلى تجميد مسار الشرق وإنما أجازت مصفوفة المسار الذي جرى توقيعه.
وهدفت ورشة تقييم الاتفاق إلى تجديد مصفوفة تنفيذ بنود ونصوص الاتفاق بصورة رئيسية، وذلك لتجاوز العقبات التي حالت دون تنفيذه بطريقة مثلى.
وأشار شاويش إلى أن الوثيقة المحدثة طالبت الحكومة بتخصيص مبلغ ابتدائي قدره 348 مليون دولار، ليكون جزءا من التمييز الايجابي دون خصمه من حصة شرق السودان من الموارد الاتحادية.
وتحدث مسار الشرق عن تمثيل موقعيته، وهما الجبهة الشعبية ومؤتمر البجا المعارض، بنسبة 30% من السُّلطة التنفيذية والتشريعية في إقليم شرق السودان الذي يضم ولايات: القضارف، كسلا والبحر الأحمر.
وشهد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميادريت، مراسم توقيع المصفوفة المحدثة، بحضور ممثلين عن دول منظمة الإيقاد والإمارات والسعودية ومصر وتشاد وبعثة الأمم المتحدة في السودان.
ووقع على المصفوفة المحدثة عن الحكومة عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي، ومن الجانب الآخر رؤساء تنظيمات: تحرير السودان، تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي، العدل والمساواة، الحركة الشعبية ــ شمال، الجبهة الشعبية المتحدة، مؤتمر البجا المعارض، كيان الشمال، الجبهة الثالثة ــ تمازج وحركة تحرير كوش.
وعقد البرهان وسلفا كير، جلسة مباحثات مشتركة بحثت العلاقات الثنائية واوجه التعاون المشترك في كافة المجالات، وسبل ترقيتها وتطويرها.
وجدد البرهان تعهدات العمل على تنفيذ اتفاق السلام وتذليل العقبات والتحديات التي تواجهه، مشيدًا بدور جوبا في تحقيق أمن واستقرار الخرطوم.
وقدم الجنرال البرهان شرحًا إلى سلفا كير عن تطورات الأوضاع في السودان، مؤكدًا التزامه بخروج العسكر من العملية السياسية تمهيدًا لتشكيل حكرمة مدنية ذات قاعدة واسعة.